04-يوليو-2024
كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي

(CNN) اسم كامالا هاريس يطرح بقوة كبديل لبايدن في الانتخابات الرئاسية

لا يزال الجدل مستمرًا في أوساط الحزب الديمقراطي الأميركي بشأن الظهور المخيب للآمال للرئيس جو بايدن في مناظرته مع دونالد ترامب، وباتت فكرة استبدال بايدن بمرشح آخر مطروحةً بشكل أكبر وتحظى بدعم متزايد بين صفوف الديمقراطيين.

ومع انتشار هذه الفكرة في صفوف الديمقراطيين، قفز اسم كامالا هاريس إلى الواجهة كبديل أول أكثر إقناعًا لخوض السباق الرئاسي تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.

ويجري النقاش حسب 7 مصادر مطلعة على 3 مستويات، هي الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن والبيت الأبيض واللجنة الوطنية الديمقراطية حول استبدال ترشيح بايدن بمرشح آخر،  وأكدت مصادر اطلعت على النقاشات الجارية بأن كامالا هاريس، نائبة الرئيس، هي البديل الأول لبايدن في سباق الرئاسة إذا قرر عدم الاستمرار.

يشار إلى أن البيت الأبيض أكد، أمس الأربعاء، أن "الرئيس بايدن لا يدرس  الانسحاب من السباق الرئاسي"، وأنه يركز بدلًا من ذلك " على مواصلة البناء على سجله في خدمة الشعب الأميركي".

وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر لم تكشف عن هويتها أنّ "محاولة تجنب هاريس ليست سوى أمانٍ ستكون شبه مستحيلة".

وأضافت المصادر التي التي تحدثت لرويترز أن اختيار هاريس، البالغة من العمر 59 عامًا، مرشحةً للحزب الديمقراطي "يعني أن الأموال التي جمعتها حملة بايدن والبنية التحتية للحملة ستؤول لها"، وأشارت المصادر إلى أن هاريس تتمتع أيضًا "بأكبر صيت مقارنة بجميع البدائل وبأكبر نسبة تأييد في استطلاعات الرأي بين الديمقراطيين الذين يمكن اعتبارهم مرشحين بشكل جاد".

انتشرت حالة من الذعر في صفوف الديمقراطيين بسبب الأداء الضعيف والمرتبك للرئيس، جو بايدن، في  المناظرة التي أجراها مع منافسه الجمهوري، دونالد ترامب

يشار إلى أن مساعدي كامالا هاريس رفضوا "أي حديث عن بطاقة للحزب الديمقراطي لا تشمل كلًا من بايدن وهاريس"، وجاء في بيان صادر عن مكتبها أن "نائبة الرئيس هاريس تتطلع إلى ولاية ثانية مع الرئيس جو بايدن".

ذعر في صفوف الديمقراطيين

انتشرت حالة من الذعر في صفوف الديمقراطيين بسبب الأداء الضعيف والمرتبك للرئيس، جو بايدن، في  المناظرة التي أجراها مع منافسه الجمهوري، دونالد ترامب، وعلى إثر المناظرة التي اتفق الجميع أنها كانت ضعيفة من جانب بايدن انقسم الديمقراطيون، حسب مصادر رفيعة، بين داعٍ لسحب ترشح بايدن وتقديم منافس بديل له، وطرف آخر يدعو إلى التمسك بترشيحه.

وقد أصبح النائب لويد دوجيت، وهو ديمقراطي من تكساس، أول ديمقراطي في الكونجرس يدعو بايدن إلى الانسحاب من السباق.

وأشاد في بيان ببايدن لكنه قال: "لديه الفرصة لتشجيع جيل جديد من القادة الذين يمكن اختيار مرشح منهم لتوحيد بلادنا من خلال عملية ديمقراطية مفتوحة".

وأضاف: "مع إدراك أن الالتزام الأول للرئيس بايدن، على عكس ترامب، كان دائمًا تجاه بلدنا، وليس تجاه نفسه، آمل أن يتخذ القرار المؤلم والصعب بالانسحاب. أدعوه بكل احترام إلى القيام بذلك".

وكان عدد لا يستهان به من الديمقراطيين أعربوا في الكونغرس طيلة الأيام الأخيرة عن قلقهم الصريح ليس فقط بشأن أداء بايدن خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، مساء الخميس، لكن أيضًا بشأن مستوى الشفافية التي قدمها فريق بايدن بشأن لياقته العقلية.

وفي هذا الصدد، قال السيناتور شيلدون وايتهاوس، من ولاية رود آيلاند، لمحطة تلفزيون محلية تابعة لشبكة سي بي إس هذا الأسبوع إنه "شعر بالرعب" من أداء بايدن وأكاذيب ترامب خلال المناظرة.

وقال وايتهاوس: "يريد الناس التأكد من أن هذه الحملة جاهزة للانطلاق والفوز، وأن الرئيس وفريقه صريحون معنا بشأن حالته، وأن ما حدث في المناظرة هو استثناء وليس الوضع العادي للرئيس".

أما النائب جيمي راسكين، وهو ديمقراطي بارز من ولاية ماريلاند، فقال في تصريح على قناة MSNBC: "إن هناك محادثات صادقة وجادة وصارمة للغاية تجري على كل مستوى من مستويات حزبنا"، مضيفًا أن الديمقراطيين بحاجة إلى أن يكون بايدن في "قلب" حملتهم لتقديم الحجة القائلة بأن الحزب الجمهوري ينزلق نحو الاستبداد في عهد ترامب، لكنه أثار أيضًا احتمال عدم استمرار بايدن كمرشح للرئاسة.

ويشعر البعض بالقلق من أن نقاط ضعف بايدن يمكن أن تقلل من حماس الناخبين المحتملين، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا يضر بالديمقراطيين وهم يحاولون التمسك بأغلبية ضيقة في مجلس الشيوخ واستعادة السيطرة على مجلس النواب.

وانصرفت الأنظار في الأثناء إلى مواقف من يوصفون بكبار الديمقراطيين الذين بإمكانهم التأثير في قرار بايدن بالانسحاب أو الاستمرار في المشاركة، على غرار زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب، حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، لكن هؤلاء لم يخرجوا بعد بمواقف تشي بتراجعهم عن دعم بايدن، ففي آخر تصريح له قال جيفريز للصحفيين: "لم تكن هناك مناقشات بين القيادة العليا حول أي شيء آخر غير التأكد من أننا نواصل صياغة رؤية مقنعة للمستقبل للشعب الأمريكي فيما يتعلق بالقضايا ذات الأهمية حول الاقتصاد".

ونشر زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، وهو ديمقراطي من نيويورك، على موقع إكس، منشورًا قال فيه إن المناظرة "أظهرت للناخبين أن هناك خيارًا بين أربع سنوات أخرى من التقدم، أو أربع سنوات أخرى من استهداف حقوقنا الأساسية وديمقراطيتنا".

تعد كامالا هاريس أول  امرأة، وأول شخص أسود يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي، وهو منصب يتوج مسيرةً غير اعتيادية لهذه المرأة المتحدرة من عائلة مهاجرين

وقال البيت الأبيض أمس الثلاثاء إن بايدن يعتزم التحدث مع زعماء الكونغرس هذا الأسبوع. وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، كارين جان بيير، الثلاثاء، "إنهم يحترمون آراء وأفكار أعضاء الحزب المعنيين"، وأضافت: "هذا ما يجعل هذا الحزب مختلفًا عن الطرف الآخر" في إشارة للحزب الجمهوري.

من تكون كامالا هاريس؟

تعد كامالا هاريس أول  امرأة وأول شخص أسود يتولى منصب نائب الرئيس الأميركي، وهو منصب يتوج مسيرةً غير اعتيادية لهذه المرأة المتحدرة من عائلة مهاجرين.

وولدت هاريس في 20 تشرين الأول/أكتوبر 1964 في أوكلاند بولاية كاليفورنيا. حيث كان والدها دونالد هاريس أستاذًا في الاقتصاد ووالدتها شيامالا غوبالان باحثة في سرطان الثدي. وانفصل والداها عندما كانت هاريس في الخامسة تقريبًا. فربتها مع شقيقتها مايا والدتها التي توفيت في 2009.

ونالت هاريس درجة البكالوريوس من جامعة هاورد إحدى جامعات السود التاريخية في واشنطن. وهي عضو في "ألفا كابا ألفا" أقدم نوادي الخريجات الأميركيات السود.

ودرست القانون في كلية هايستينغز بجامعة كاليفورنيا، وأصبحت مدعية، وشغلت منصب المدعي العام لسان فرانسيسكو لولايتين.

وانتخبت مدعية عامة لكاليفورنيا في 2010 وأعيد انتخابها في 2014، وفي العام نفسه تزوجت دوغلاس إيمهوف وهو محام لديه ولدان من زواج سابق.

وعندما كانت مدعيةً عامة أقامت هاريس علاقة عمل مع بو بايدن النجل الراحل لبايدن، الذي كان يتولى المنصب نفسه في ولاية ديلاوير. وتوفي بو بايدن بالسرطان عام 2015.

وفي كانون الثاني/يناير 2017، أدت اليمين في مجلس الشيوخ في واشنطن كأول امرأة متحدرة من جنوب آسيا وثاني سيناتورة سوداء في تاريخ الولايات المتحدة.