يثير نشاط تنظيم "داعش" في محيط قناة السويس الكثير من المخاوف المتعلقة بحركة المرور في القناة، ففي غضون أقل من أربعة أشهر نفّذ التنظيم 3 عمليات قرب القناة، آخرها الهجوم الذي وقع الجمعة الماضية في مدينة الإسماعيلية وأوقع 3 من عناصر الشرطة قتلى، وقبله في تشرين الثاني/نوفمبر هجوم آخر في حدود قناة السويس وبالتحديد في مدينة القنطرة الاستراتيجية (حاول التنظيم السيطرة عليها)، مما أوقع 7 عسكريين قتلى.
يثير نشاط تنظيم "داعش" في محيط قناة السويس الكثير من المخاوف المتعلقة بحركة المرور في القناة
وقد تبنى تنظيم الدولة الإسلامية أمس السبت عبر وكالته الإعلامية "أعماق" الهجوم الذي استهدف قبل يومين مدينة الاسماعيليّة قرب قناة السويس وتسبب في سقوط 3 أمنيين بالإضافة لمدني رابع.
وبحسب الذراع الإعلامية للتنظيم فإن: "مفرزة أمنيّة لجنود الخلافة هاجمت حاجزًا للشرطة المصريّة المرتدّة في حيّ (السلام) بمدينة (الاسماعيليّة) شرقي مصر أمس، بالمدافع الرشّاشة، ما أسفر عن مقتل 3 عناصر وإصابة 12 آخرين على الأقلّ بينهم ضابط".
ونقلت صحيفة العربي الجديد عن مصدر محلي قوله إن المنفذين للهجوم "تمكنوا من الفرار بعد وقوع الهجوم وقبل وصول التعزيزات الأمنية، التي مشطت المنطقة بشكل كامل بحثًا عنهم".
يشار إلى أن مسلّحي داعش وصلوا إلى حدود قناة السويس من الضفة الشرقية خلال الأسابيع الأخيرة الماضية أيضا، ففي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي استهدف التنظيم "المنطقة الجغرافية القريبة من المجرى الملاحي الأهم في الشرق الأوسط، قناة السويس"، وحاول خلال ذلك الهجوم السيطرة على مدينة القنطرة ذات الأهمية الاستراتيجية في محيط القناة، حيث سيطر التنظيم لساعات على عدة مبانٍ حكومية فيها، وعلى مدرسة وكلية صيدلة، لكن تدخل الجيش والشرطة بشكل مكثف حال دون استكمال السيطرة، وبعد اشتباكات عنيفة استخدمت فيها المروحيات والمظليين والقوات الخاصة استعادت القوات الحكومية السيطرة على مدينة القنطرة، وقامت بتأمين المجرى الملاحي لقناة السويس.
وأسفرت تلك المواجهات عن مقتل 7 من عناصر الجيش المصري بينهم ضابط برتبة مقدم أركان حرب محمد عبد الإله صالح أحد أبرز قادة القوات المصرية الخاصة في سيناء. وأدى الهجوم حينها إلى شلّ حركة المرور من سيناء وإليها عبر معديات قناة السويس.
وكان التنظيم قبل محاولة السيطرة على مدينة القنطرة الاستراتيجية قد حاول السيطرة أيضا على قرية جلبانة القريبة من قناة السويس، بعد انتشار عدد من عناصره في طرقات القرية الرئيسية والمراكز الحكومية فيها، لكن قوات الجيش والمجموعات القبلية تمكنت من صدّهم ولاحقتهم حينها في المناطق الزراعية المحيطة بقرية جلبانة.
وفي آب/ أغسطس من العام الماضي، حاصر عناصر تنظيم "داعش" محولات كهربائية في مدينة القنطرة شرق محافظة الإسماعيلية الواقعة على الضفة الشرقية لقناة السويس. وفي أيار/ مايو الماضي، هاجم عناصر التنظيم محطة مياه مركزية تابعة للقناة مما أدى إلى مقتل 16 عنصرًا من الأمن المصري.
هذا وتشير تقديرات صحيفة إلى وقوع 140 هجومًا لعناصر تنظيم داعش بين عامي 2020 و2021، جاء معظمها في نطاق 50 كلم في محيط قناة السويس.
تشير تقديرات صحيفة إلى وقوع 140 هجومًا لعناصر تنظيم داعش بين عامي 2020 و2021
ورغم إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن نهاية تمشيط المنطقة بما فيها سيناء من تنظيم الدولة وملحقاته. إلّا أنّ عمليات التنظيم ما تزال مستمرة، في ظل تعتيم إعلامي مصري على ما يجري في محيط القناة منذ أشهر، وتشير التقديرات إلى أن الخسائر التي تعرض لها تنظيم داعش، وفقدانه الكثير من العناصر بعد الحملة الأمنية التي قادها الجيش المصري بالتعاون مع قبائل سيناء، دفعته للبحث عن ضرب أهداف استراتيجية مصرية، دون الحاجة لاستثمار عدد كبير من عناصره، خاصةً من خسارته قدرته على السيطرة على مساحات شاسعة من سيناء.