أعلنت دائرة الهجرة الدنماركية أنها تعتبر منطقة طرطوس واللاذقية، مناطق "آمنة" للعودة إليها، وذلك في مقدمة لعمليات ترحيل قسري للمناطق التي يسيطر عليها النظام السوري.
القرار الدنماركي في حال تم تطبيقه سينتج عنه عمليات ترحيل قسري إلى مناطق سيطرة نظام الأسد
واعتبرت دائرة الهجرة الدنماركية أن الوضع الأمني في المحافظتين "تحسن"، مما يعني إمكانية إعادة السوريين من هذه المناطق إليها، وقد يفقدون الحماية المؤقتة في الدنمارك. والقرار جاء بعد اعتبار دمشق وريفها مناطق "آمنة" في عام 2019، بشكلٍ مثير للجدل ورغم رفض المنظمات الحقوقية والإنسانية، خاصةً مع استمرار الانتهاكات من قبل النظام السوري في كافة المناطق التي يسيطر عليها.
واعتبر تقرير جديد صادر عن هيومن رايتس ووتش أنّ اللاجئين السوريين في الدنمارك مهدَّدون بالإعادة القسرية وذلك بعد إعلان "دائرة الهجرة الدنماركية" منطقتين أخريين في سوريا تسيطر عليهما الحكومة "آمنتين" للعودة، وهما طرطوس واللاذقية.
ووفقا لدائرة الهجرة الدنماركية، فقد "تحسن الوضع الأمني في المحافظتين "طرطوس واللاذقية"، وهذا يعني أن اللاجئين السوريين الآتين منهما قد يفقدون الحماية المؤقتة في الدنمارك ويُجبرون على العودة إلى سوريا"، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وأشار تقرير هيومن رايتس ووتش إلى أنّه في ال 17 من آذار/مارس سينظر "مجلس طُعون اللاجئين الدنماركي (هيئة شبه قضائية) في طعون سوريَّيْن من اللاذقية في إلغاء حمايتهما المؤقتة"، وأضاف التقرير "إذا أيّد المجلس قرار دائرة الهجرة بإلغاء الحماية، فقد يشكل ذلك سابقة خطيرة للعديد من اللاجئين السوريين المستقرين حاليًا في الدنمارك".
وبحسب هيومن رايتس ووتش فإن إضافة اللاذقية وطرطوس إلى قائمة "المناطق الآمنة" التي وضعتها الدنمارك تأتي رغم تقارير "هيومن رايتس ووتش" و"منظمة العفو الدولية" التي تفيد بأن السوريين العائدين يواجهون انتهاكات حقوقية جسيمة والاضطهاد من قِبل النظام السوري والميليشيات التابعة لها، بما يشمل التعذيب، والقتل خارج نطاق القضاء، والإخفاء القسري.
يشار إلى أنّ جميع قرارات دائرة الهجرة الدنماركية بإلغاء الحماية المؤقتة تخضع للاستئناف من قبل مجلس طعون اللاجئين.
ومنذ بداية 2022، ألغى المجلس 77% من القضايا، ما أدى إلى انتقادات لدائرة الهجرة من سياسيين دنماركيين عدة، قائلين إن معدلات الإلغاء المرتفعة "تشير إلى أن دائرة الهجرة تفسر القواعد بشكلٍ أضيق مما يجب"، حسب هيومن رايتس ووتش.
وأشار تقرير هيومن رايتس ووتش أيضا إلى أن تصنيف اللاذقية وطرطوس على أنهما آمنتان "يأتي بعد أسابيع فقط من الزلازل المدمرة الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، والذي قتل عشرات الآلاف وتسبب بأضرار جسيمة، بما فيها تلك التي لحقت بشبكات المياه في اللاذقية وطرطوس، اللتين تعانيان أصلًا من الفقر الشديد، والكثير من الناس هناك الآن بدون مياه جارية ويواجهون خطر تزايد الأمراض المعدية. وتفاقم هذه الكارثة الأزمة الإنسانية المستمرة في البلاد، حيث يعتمد أكثر من 90% من السكان على المساعدات للعيش".
ودعت هيومن رايتس ووتش الدنمارك إلى التراجع عن قرارها قائلةً إنّه :"بدلًا من تجريد السوريين من الحماية وتركهم منسيين في مراكز الترحيل، ينبغي للدنمارك التراجع عن قرارها بإلغاء الحماية لبعض اللاجئين السوريين، والاعتراف بأن اللاجئين السوريين ما زالوا معرضين للخطر في وطنهم، مهما كانت المنطقة التي قدموا منها".
دعت هيومن رايتس ووتش الدنمارك إلى التراجع عن قرارها قائلةً إنّه :"بدلًا من تجريد السوريين من الحماية وتركهم منسيين في مراكز الترحيل، ينبغي للدنمارك التراجع عن قرارها بإلغاء الحماية لبعض اللاجئين السوريين، والاعتراف بأن اللاجئين السوريين ما زالوا معرضين للخطر في وطنهم"
وكانت دول عدة، مثل السعودية وتركيا والأردن والإمارات، سعت، حسب هيومن رايتس ووتش "إلى تطبيع العلاقات مع النظام السوري بعد الزلازل، لكن على الدنمارك الامتناع عن خدمة مصلحة النظام بإعلان طرطوس واللاذقية "آمنتين". رغم تراجع القتال في السنوات الأخيرة، يواصل النظام السوري ارتكاب الانتهاكات نفسها التي دفعت المواطنين إلى الفرار، بما فيها الاعتقال التعسفي، وسوء المعاملة، والتعذيب".