شهدت العاصمة لندن وعدد من المدن البريطانية، أمس الأربعاء، مظاهرات مناهضة للعنصرية شارك فيها الآلاف من البريطانيين، احتجاجًا على أعمال الشغب والتخريب التي قادها اليمين المتطرف، واستهدفت أماكن إيواء المهاجرين والمساجد والممتلكات العامة والخاصة، على خلفية معلومات مُضللة سربتها جهات مرتبطة باليمين الشعبوي تتهم طالب لجوء مسلم بالوقوف وراء عملية الطعن التي أدت إلى وفاة ثلاث فتيات في مدينة ساوثبورت، شمال غربي بريطانيا، من أجل تأجيج العنف.
ففي منطقة والثامستو، شمال شرقي العاصمة البريطانية، خرجت مظاهرة حاشدة شارك فيها الآلاف من الرافضين للعنصرية رددوا خلالها هتافات: "شوارع من؟ شوارعنا"، فيما رفع بعضهم لافتات كتب عليها "أوقفوا اليمين المتطرف".
وبحسب وكالة "فرانس برس"، فإن المظاهرة بمنطقة والثامستو جاءت كتحرك مضاد، بعد الإعلان عن مظاهرة لليمين المتطرف هناك.
خرجت مظاهرة حاشدة في العاصمة البريطانية شارك فيها الآلاف من الرافضين للعنصرية رددوا خلالها هتافات: "شوارع من؟ شوارعنا"، فيما رفع بعضهم لافتات كتب عليها "أوقفوا اليمين المتطرف"
لكن في نورث فينشتي، كانت الأجواء متوترة جدًا، فقد تدخلت الشرطة البريطانية للفصل بين عناصر من اليمين المتطرف والمتظاهرين الرافضين للعنصرية، بعد وقوع مشادات بينهم.
وفي مدينة شيفيلد، هتف المتظاهرون: "قولوها بأعلى صوت قولوها بوضوح، اللاجئون مرحب بهم هنا"، وجرت المظاهرة تحت مراقبة الشرطة البريطانية.
أما في مدينة برايتون، فقد حاصر نشطاء معادون للعنصرية مجموعة من اليمين المتطرف كانوا في المنطقة، ما دفع بأفراد الشرطة للتدخل ونقلهم بالحافلات.
وفي مدينة ألدرشوت، تواجدت مجموعة صغيرة من عناصر اليمين المتطرف يقودهم الزعيم المؤقت لحزب "استقلال المملكة المتحدة" اليميني المتطرف، نيك تينكوني، أمام مظاهرة كبيرة رافضة للعنصرية، مطلقين هتافات "ارحلوا من شوارعنا يا حثالة الشيوعية"، فيما رد عليهم المتظاهرون: "اخرجوا من شوارعنا أيها الحثالة الفاشيون".
وبعد تداول معلومات عن خروج اليمين المتطرف في مظاهرات بمدينة ليفربول، خرج المناهضون للعنصرية واحتشدوا في الشوارع، ما جعل أفراد اليمين المتطرف المتواجدين هناك غير مرئيين.
10,000 now at anti fascist rally in Walthamstow, East London. pic.twitter.com/y7Q3ot3ghW
— Stan Collymore (@StanCollymore) August 7, 2024
وفي ساوثهامبتون، تجمع ما بين 300 و400 متظاهر في ساحة غروسفينور، مرددين هتافات: "أيها العنصريون عودوا إلى دياركم" و"ابتعدوا عن العنصرية في شوارعنا".
وفي برايتون، تجمع عدد من أفراد اليمين المتطرف خارج مبنى يعتقد أنه يضم مكتب محام متخصص في قانون الجنسية واللاجئين، قبل أن يحاصرهم المئات من المتظاهرين الرافضين للعنصرية ما اضطرهم للانسحاب.
في نيوكاسل، تجمع ألف متظاهر أمام مركز بيكون، حيث كانت شركة خدمات الهجرة ضمن قائمة الأهداف المتوقعة التي سيهاجمها عناصر اليمين المتطرف.
وطلبت الشرطة من المحامِين المتخصصين بالهجرة العملَ من المنزل، بعد مشاركة قوائم شركات المحاماة ووكالات الاستشارة في مجموعات الدردشة التابعة لليمين المتطرف كأهداف محتملة.
وعلى الرغم من المظاهرات الحاشدة الرافضة للعنصرية، إلا أن معلومات متداولة تحدثت عن نية اليمين المتطرف التخطط لمزيد من أعمال الشغب والاعتداءات.
وفي هذا الإطار، اتهم مشرعون بريطانيون مواقع التواصل الاجتماعي بتأجيج العنف، فيما حملت الشرطة البريطانية أشخاص على صلة بـ"رابطة الدفاع الإنجليزية" المنحلة، وهي منظمة يمينية متطرفة مناهضة للإسلام تأسست قبل 15 عامًا، بالوقوف وراء أعمال الشغب التي شهدتها المدن البريطانية.
ويعرف عن عناصر هذه الرابطة التورط في أعمال العنف المرتبطة بمباريات كرة القدم.
ووجهت السلطات البريطانية لمؤسس الرابطة، تومي روبنسون، اتهامات بتأجيج التوتر. فيما أعلنت الشرطة القبرصية عن استعدادها للتدخل ومساعدة الشرطة البريطانية إذا لزم الأمر، بعد ورود معلومات تتحدث عن أن روبنسون يقضي عطلته في قبرص.
لكن مؤسس الرابطة، كتب لاحقًا في حسابه على منصة "إكس": "لحسن الحظ لست في قبرص".
وفي سياق متصل، مثل عشرات المتهمين، من بينهم مراهقون، أمام القضاء البريطاني في قضايا متعلقة بأعمال العنف الأخيرة، فيما صدرت أولى الأحكام المتعلقة بالأحداث الجارية. فقد حُكم بسجن رجل لثلاث سنوات بعدما أقر بذنبه بالمشاركة في أعمال العنف ومهاجمة شرطي في ساوثبورت. كما صدرت أحكام بسجن رجلين آخرين 20 و30 شهرًا بسبب مشاركتهما في أعمال العنف في مدينة ليفربول.
وقال المدعي العام جوناثان إيغان: "الرجال الثلاثة الذين صدرت أحكام بحقهم اليوم ليسوا سوى حفنة صغيرة.. وبداية لما سيكون عملية صعبة جدًا بالنسبة لكثيرين اختاروا بحماقة التورط في الاضطرابات العنيفة".