سيسيل كولون شاعرة وروائية فرنسيّة، ولدت في 13 حزيران/يونيو 1990 في سانت ساتورنان. في عمر السادسة عشر عامًا، قامت بنشر باكورة أعمالها، وهي عبارة عن رواية بعنوان "سارق الحياة". في 2012، حصدت أولى جوائزها الأدبية عن روايتها "الملك لا يعرفُ النعاس".
في المساءات
أريد أن أقول لكَ بأنّه من الصّعب
بناء شيءٍ جديد
وأنت لست جزءًا منه:
إنّها ليست غلطتكَ، بكلّ بساطة
أنا لستُ قوية
لكي أحمِلنا، نحنُ الإثنين.
أريد أن أقول لكَ بأنّه من الصّعب
الاعتراف بأنني أحبك
لأنّ حبي لك عنيد وصامت.
نحنُ نتشابهُ كثيرًا:
نفس الطريقة حين ننفعل
نفس الطريقة حين لا نجيب
نفس الطريقة بالاختفاء
وبالطريقة ذاتها
غير آبهين ولطيفين جدًا ومضحكين أيضًا.
أريد أن أقول بأنه من الصّعب
اعتبارك بأنّك لست موجودًا
أتقدم في السّن وأعلمُ بأنّ مخاوفي سوف تعميني
وبأنني سوف أكون شبه عاجزة من شدّة القلق
سوف أكون عاجزة عن البوح ببضعِ كلمات
عاجزة عن رؤية الأشخاص
عاجزة عن الاستسلام أمام المشاعر
سوف أكون بحاجة إلى قصيدة أخرى
لكي أعدّها كلها.
إذًا أقوم بكتابة كلّ هذه الأشياء لليوم التّالي
لكي أتذكّر بأنّي في شبابي قد كان لي إمكانية التعبير
أريد أن أقول لك بأنّه من الصعب
أن أحبك كما أحبك الآن
دون أيّ كلمة، دون أيّ حركة لطيفة، مع هذه الصّفعة التي تلتمس الرّجاء في عمق عينيك وهذا السّجن على ضفاف شفتيك
لن أعود إلى أوقاتنا
والآن وأنا مجرّد حيوان أليف
وكلّ ما يوجد على الضفة الثانية من الحاجز
يرهقني مسبقًا وتراني أنظر
إلى ذلك المنظر الطبيعي الرّمادي حيث تقوم ابتسامتك فجأة بإيقاعي
في المساءات الأكثر ذنبًا.
أنا أصل
أنا أصل
كلّ شيء يصمتُ من حولي
يهطلُ المطر بصمت
توقفت الكلاب عن النباح
ينامون على أقدامهم على درجِ البوابة.
أنا اصل
اقوم بتجاوز الليل وأنا اركض
وترافقني نجمات خجولة
والتي سوف تستقر قريبًا في عمق عينيك.
أنا أصل
لا تُخمد الضوء أمام المنزل
لا تقفل البابَ بالمفتاح
الطريق طويلة والبراكين متجمدة عندما لا تنظر إليها.
أنا أصل
لا تلتقط بردًا في الممر
انتظرني دون قلق
ولفَّ صدرك باللحاف الشتوي
ودفء يديك الغارقة
في الخريف الذي يشارف على النهاية.
