يعقد البيت الأبيض قمةً أفريقية- أمريكية، اليوم الثلاثاء، في العاصمة واشنطن، بحضور عدد كبير من رؤساء الدول الأفريقية. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير في إفادة صحفية، إن القمة الأمريكية الأفريقية ستعقد في واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 15 كانون الأول/ ديسمبر ، مشيرةً إلى أن القمة "تظهر التزام الولايات المتحدة تجاه أفريقيا، وتؤكد على أهمية العلاقات بين الولايات المتحدة وأفريقيا، وزيادة التعاون بشأن الأولويات العالمية المشتركة"، وتابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض بأن "القمة تساعد في تعزيز المشاركة الاقتصادية الجديدة، والالتزام المشترك تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان".
القمة الأمريكية الأفريقية ستعقد في واشنطن خلال الفترة من 13 إلى 15 كانون الأول/ ديسمبر
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن القمة، قائلًا إنها "تساهم في إدارة آثار فيروس كورونا والأوبئة المستقبلية، وتعزيز السلام والأمن، والاستجابة للتغير المناخي، وتعزيز الصحة الإقليمية والعالمية، ودعم الأمن الغذائي".
من جهتها، نقلت وكالة " أسوشيتد برس" عن مصادر أمريكية قولها بأن البيت الأبيض يتطلع إلى تضييق فجوة "عدم الثقة المتفاقمة" مع أفريقيا، وهي فجوة نمت على مدى سنوات من الإحباط بشأن التزام الولايات المتحدة تجاه القارة، وأضافت الوكالة أن الرئيس بايدن سيستغل القمة الأفريقية الأمريكية "لإعلان دعمه انضمام الاتحاد الأفريقي إلى عضوية مجموعة العشرين".
وبحسب مصادر في البيت الأبيض، من المتوقع أن تركز المحادثات على الآثار التي خلفتها جائحة كورونا، بالإضافة للمواضيع التي تتعلق بتغير المناخ، كما سيتم التطرق للحرب في أوكرانيا، وتأثيرها على أفريقيا، وقضايا أخرى من بينها التجارة.
وعن الأهداف التي تأمل واشنطن في تحقيقها من القمة، أشار مسؤولون في البيت الأبيض إلى أنه من الضروري تعميق وتوسيع الشراكة الأمريكية الأفريقية، من خلال الاستفادة من الخبرات الموجودة في الولايات المتحدة للدفع بالمؤسسات والقطاع الخاص في الدول الأفريقية.
ومن المقرر أن يتحدث بايدن في منتدى الأعمال الأمريكي الأفريقي، ويعقد اجتماعات مع مجموعة صغيرة مع القادة، ويستضيف مأدبة عشاء للزعماء في البيت الأبيض، ويشارك في جلسات أخرى مع القادة خلال الاجتماع.
وأمضى بايدن معظم العامين الأولين من توليه المنصب في محاولة لتهدئة المتشككين على المسرح الدولي بشأن توجهات القيادة الأمريكية بعد سنوات من سياسة دونالد ترامب الخارجية "أمريكا أولًا".
إلى ذلك، تحدثت مصادر أمريكية للوكالة بأن مساعي الرئيس الأمريكي لتقريب الدول الأفريقية من الولايات المتحدة تأتي في لحظة معقدة، حيث أن إدارة بايدن تعتقد أن النشاط الصيني والروسي في القارة يمثل مصدرًا للقلق على المصالح الأمريكية في القارة.
ومن خلال استراتيجيتها الجديدة تجاه منطقة أفريقيا جنوب الصحراء، والتي كشفت عنها في آب/ أغسطس الماضي، حذرت إدارة بايدن من أن الصين التي ضخت مليارات الدولارات في مشاريع الطاقة الأفريقية والبنية التحتية (ضمن مبادرة الحزام والطريق) والمشاريع الأخرى، ترى المنطقة كساحة تستطيع من خلالها "تحدي النظام الدولي، وتعزيز مصالحها الجيوسياسية والتجارية الضيقة، وتقويض الشفافية والانفتاح".
كما ترى الإدارة الأمريكية أن روسيا "تاجرة الأسلحة البارزة في ـفريقيا"، ترى في القارة بيئة "تسمح للأوليغارشيين المرتبطين بالكرملين والشركات العسكرية الخاصة بالتركيز على إثارة عدم الاستقرار من أجل مصالحهم المالية والاستراتيجية".
وكانت الإدارة الأمريكية قد عبرت عن خيبة أملها من مواقف غالبية الدول الأفريقية التي رفضت إدانة الغزو الروسي لأوكرانيا.
بالمقابل، أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن المخاوف بشأن نفوذ الصين وروسيا في أفريقيا لن تكون محور محادثات القمة، ولدى سؤال المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الحيز الذي سيشغله موضوع النفوذ الصيني الروسي في القارة، قالت كارين جان بيير، إن "هذه القمة هي فرصة لتعميق الشراكات العديدة التي لدينا في القارة الأفريقية"، وأضافت "سنركز على جهودنا لتعزيز هذه الشراكات عبر مجموعة واسعة من القطاعات التي تمتد من الأعمال التجارية إلى الصحة والسلام والأمن، لكن تركيزنا سيكون على أفريقيا".
أكد مسؤولون في البيت الأبيض أن المخاوف بشأن نفوذ الصين وروسيا في أفريقيا لن تكون محور محادثات القمة
يشار إلى أن الرئيس جو بايدن وجه دعوةً لرؤساء 49 دولةً أفريقية إلى جانب رئيس الاتحاد الافريقي ماكي سال، وتم استثناء خمسة دول، وهي غينيا والسودان ومالي وبوركينا فاسو وإريتريا. وذلك لأن الدول الأربعة الأولى أحدثت تغييرات غير دستورية للحكومات القائمة، أمّا إريتريا، لا تمتلك علاقات دبلوماسية كاملة مع واشنطن، بحسب مصادر مسؤولة في البيت الأبيض.