صرّحت قيادة الجيش الأوكراني أن مدينة باخموت ما تزال تحت سيطرة قواتها أعلنت مجموعة فاغنر سيطرتها على المزيد من القرى في المدينة آخرها قرية كراسناهورا شمالي المدينة، فيما يبدو أنه رد على التصريحات الأوكرانية. يحدث ذلك في وقت كثفت فيه القوات الروسية من عمليات القصف التي تستهدف منشآت الطاقة في مناطق متفرقة من أوكرانيا، فيما يُنظر إليه باعتباره بدايةً للهجوم الروسي الجديد.
أكّدت المخابرات البريطانية تقدم قوات فاغنر طيلة الأسبوع المنصرم شمال مدينة باخموت الواقعة في مقاطعة دونيتسك
وفي التفاصيل، أكّدت المخابرات البريطانية تقدم قوات فاغنر طيلة الأسبوع المنصرم شمال مدينة باخموت الواقعة في مقاطعة دونيتسك، واعتبرت المخابرات البريطانية في تقييمها الاستخباري أن هذا التقدم من شأنه أن يهدّد طريق الإمداد الرئيسي للقوات الأوكرانية غرب باخموت.
وجاء إعلان قوات فاغنر أمس الأحد ليؤكّد هذا التقدم، فقد أعلن مؤسس المجموعة التي تتقدم عمليات القتال يفغيني بريغوجين سيطرة قوات مجموعته على قرية كراسنا هورا شمالي مدينة باخموت في منطقة دونيتسك، ونشر بريغوجين على حسابه في تليغرام مقطعًا مصورًا تظهر فيه مجموعات من مقاتلي فاغنر بجوار لافتة عند مدخل كراسنا هورا.
وتأتي السيطرة على كراسنا هورا بعد شهر تقريبًا من سيطرة فاغنر 11 كانون الثاني/يناير الماضي على بلدة سوليدار القريبة من قرية كراسنا هورا.
وقال معهد دراسات الحرب الأمريكي، إن اللقطات التي تصل من المعركة أظهرت أن القوات الروسية استولت على جزء على الأقل من قرية كراسنا هورا وأن الأوكرانيين انسحبوا على الأرجح.
وأردف بريغوجين قائلًا: "في نطاق نحو 50 كيلومترًا، ليس هناك إلا مقاتلو فاغنر وسيسيطرون على باخموت".
يشار إلى أن وزارة الدفاع الأوكرانية لم تؤكد بعد سيطرة مجموعة فاغنر على كراسنا هورا، بل تحدث بيان صادر عنها، يوم السبت، أن "مدينة باخموت لا تزال تحت سيطرة قواتها"، وفي ذات السياق قال القائد العام للجيش الأوكراني فاليري زالوجني في اتصال هاتفي مع رئيس هيئة الأركان الأمريكية مارك ميلي "يواصل الجيش الأوكراني اتخاذ تدابير لتحقيق الاستقرار في خط الجبهة حول باخموت".
مضيفًا القول "تمكنت قواتنا في بعض أنحاء الجبهة من استعادة المواقع التي فقدتها سابقًا"، مطالبًا البنتاغون بإرسال أسلحة وذخائر لدعم صمود الجنود الأوكرانيين وتحقيق النصر على الغزاة الروس.
وحول هذه النقطة بالذات تجري أوكرانيا مباحثات مع حلفائها الغربيين للحصول على الصواريخ بعيدة المدى والطائرات الحربية المتطورة على غرار "أف 16"، بعد تلقيها وعدًا بالحصول على عشرات الدبابات القتالية الحديثة بما في ذلك دبابات "إم1 أبرامز" الأميركية و"ليوبارد 2" الألمانية و"تشالنجر 2" البريطانية.
وفي هذا الصدد كشفت واشنطن أنّ وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أجرى محادثات مع نظيره الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، يوم السبت، بخصوص ما وصفتها بـ"الأولويات"، بما فيها "الدفاع الجوي والمدفعية"، وذلك قُبيل اجتماع لحلفاء كييف من المقرر أن ينعقد في بروكسل. تمهيدًا لاجتماعات ستعقدها في بروكسل الثلاثاء القادم "مجموعة الاتصال الدفاعية بشأن أوكرانيا".
وشكك الرئيس البولندي أندريه دودا، في ما إذا كانت بولندا ستكون قادرةً على إمداد أوكرانيا بطائرات مقاتلة. وقال دودا، في مقابلة مع قناة بي بي سي، إن إرسال طائرات إف -16 سيكون "قرارًا خطيرًا للغاية" و"ليس من السهل اتخاذه".
وبالعودة للمعركة على باخموت، اعتبر قائد قوات فاغنر الخاصة في مقابلة نُشرت يوم السبت الماضي أن السيطرة الكاملة على منطقتي دونيتسك ولوغانسك قد تستغرق عامين.
وعلى جبهات المعارك، تقول القوات المسلحة الأوكرانية إنها صدت الهجمات الروسية على مدينة زابوروجي في جنوب شرق البلاد بينما تزعم روسيا أن قواتها تقدمت كيلومترين (1.24 ميل) إلى الغرب في أربعة أيام على طول خط المواجهة في أوكرانيا .
إلى ذلك الحين شنت القوات الروسية طيلة اليومين الماضيين هجوما وصفته وزارة الدفاع الروسية بالكبير "على منشآت طاقة بالغة الأهمية في المجمع الصناعي العسكري الأوكراني"، وأردفت وزارة الدفاع الروسية أن القصف حال أيضا "نقل أسلحة وذخيرة أجنبية بالسكك الحديدية إلى مناطق القتال في أوكرانيا".
وكانت وزارة الدفاع الأوكرانية قد أعلنت عن إطلاق القوات الروسية "أكثر من 100 صاروخ وتنفيذ 12 هجومًا جويًا و20 عملية قصف بالمدفعية"، خلال يوم الجمعة الماضي لوحده، مؤكدةً أنه "تم تدمير 61 صاروخ كروز روسيا".
كما أكّد وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو قصف القوات الروسية "منشآت كهرباء في ست مناطق بصواريخ وطائرات مسيرة"، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في معظم أنحاء البلاد حسب وزارة الطاقة الأوكرانية.
وقُتل شخص خلال الليل بعد أن قصفت روسيا مدينة خيرسون، مما أدى إلى أضرار لحقت بالبنية التحتية للقطارات، مما منع القطارات القادمة من كييف ولفيف من الوصول إلى المدينة اليوم.
حول الحرب
طلبت الولايات المتحدة من مواطنيها مغادرة روسيا على الفور بسبب الحرب في أوكرانيا وخطر الاعتقال التعسفي أو المضايقة من قبل وكالات إنفاذ القانون الروسية.
وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة بوليتيكو هذا الصباح أن "سفراء الاتحاد الأوروبي تم اطلاعهم في مجموعات صغيرة، خلال عطلة نهاية الأسبوع من قبل مدير مكتب المفوضة الأوروبية أورسولا على خطط حزمة العقوبات العاشرة ضد روسيا. وستتضمن الحزمة، عقوبات مالية جديدة على أربعة بنوك روسية من بينها أكبر بنك خاص روسي (ألفا بنك)، وحظر على المواطنين الروس الذين يخدمون في مجالس إدارة شركات البنية التحتية الحيوية في الاتحاد الأوروبي. بالإضافة إلى عقوبات جديدة ضد 130 كيانًا وشخصًا مدرجين في القائمة. كما سيتم القيام بفرض حظر تجاري إضافي على الواردات إلى الاتحاد الأوروبي من المطاط والأسفلت والقار الروسي وعلى الصادرات إلى روسيا من سلع الاتحاد الأوروبي بما في ذلك الآلات الثقيلة المستخدمة في البناء.
طلبت الولايات المتحدة من مواطنيها مغادرة روسيا على الفور بسبب الحرب في أوكرانيا وخطر الاعتقال التعسفي أو المضايقة من قبل وكالات إنفاذ القانون الروسية
وبعيدًا عن ساحات القتال، رفض رئيس اللجنة الأولمبية الدولية دعوة زيلينسكي لحظر مشاركة الرياضيين الروس في ألعاب باريس 2024. وخلال حديثه في بطولة العالم للتزلج في فرنسا، قال توماس باخ إنه بينما يشارك الرياضيين الأوكرانيين "حزنهم ومعاناتهم الإنسانية، لا ينبغي للحكومات الوطنية أن تقرر من يشارك في الأحداث الرياضية الدولية".