في البدء كان الرجل
I
الذي لا يحب ّ
يموت بقلب ناضجٍ
II
شاخت الأغنيات
وحده
عصفورٌ
يوقظ الأرض من رقادها
(كلّ صبح)
ولا يكلّ من حملها
III
قضمة تفّاح عالقة بالحنجرة
خطيئةٌ أولى
خلاصًا على الصّليب
على عقرب الوقت
وكان جوعًا
وكان جوعًا
وكانت مجزرةً
IV
وجه الحقيقة
يطفو على الدّم
على الأشلاء
على الجثث.
V
ورأى اليوم لائقًا
للسّباحة
فكان البحر مساحةً
من التّاريخ
شعبًا مصطفى
كلّ ألف عامٍ
أنبياء للسّلم العالمي
أنبياء للحرب الثّالثة
سبتٌ مقدّسٌ للتّجارة
VI
الأرض كلبةٌ
تتبع ذيلها الوقت
عكّاز أعمى
والرّجل أسمى
من أن يلبسها؛ تاجًا
دمًا ولحمًا
VII
حبّة خرذلٍ
لو لم تكن
لما كان للموت بعد
وأنزلنا الأمانة
بعوضة
فما فوق
يومئذٍ تسفر عن سوءة
للعلن؛
إنّها عدالة المدن
VIII
موجٌ يكسر الأفق
يحمل في قلبه كثير الكلام:
IX
السّلام! السّلام!
لا نبض
في قلب النّفق
شمسٌ تهوى الغرق
تغار على بحرها
من برد الظّلام
X
ونحن حين نعشق
نشتهي القلق:
أن نلتقي
ولا نلتقي
أن نفترق
ولا نفترق.
XII
الوصايا عشرٌ
أو أقلّ؛
لا تمسح العرق
عن جبين السّماء
لا تغسل قميصي
من بقايا النّساء،
قبلك،
لا تقلق
على شرفة المساء
إذا ما خالجتك حمّى الشفق
XIII
فيكتوريا وحدها تعرف
السر:
لا حبّ خارج حدود
مخمل السّروال القصير
XIV
لا تطلبي منّي البقاء
قد نلتقي،
ولا نلتقي، ولا نفترق!
XV
للشّاعر قلبٌ من ورقٍ
XVI
التّعب وحده يعطي السّقوط معنى
والحياة التي انبلجت من العدم
ها هي ذي الآن
ترقص فوق رفات القيم
XVII
وجاءت سكرة الوجود:
لنخلق مؤنسًا للخلود
من ضلعه
مطلقًا
XVIII
فكان الجمال
ما وراء الحدود
وكان الخيال
ما وراء الحدود
وكان الجسد
طامحًا في الخلود
على أعالي القمم
XIX
الهويّة علم
الحقيقة جغرافيّة
الوطن صنمٌ
XX
الصّمود الصّمود!
يا حفاة القدم
إنّا أنزلنا الحديد
شريعة للأمم
XXI
آتٍ، من أقصى المدينة،
رجلٌ
صارخًا في الألم:
العالم ما أرى
العالم ما أريد
أنّا له أن يفارق النّاسوت
ولو طرفتين
XXII
ولّى زمان الدّروع
ساد الصّمت
من بين الضّلوع
أنبتت شهوةٌ
عهد النّساء
XXIII
كان وقتذاك في السّماء
جالسًا
يلعب النّرد
على كونٍ محترق.
XXIV
هكذا انتصر الله على كيد الزّمان.
- القصائد من مجموعة الشاعر الجديدة "أو كما تكلّمت الشمس" الصادرة مؤخرًا في بيروت عن دار النهضة العربية