يبدأ الآباء بالخوف على أطفالهم منذ لحظات الولادة الأولى، وتختلف هذه المخاوف حسب المرحلة العمريّة، ومن أهم مخاوف الآباء اليوم جعلهم قادرين على تحمل المسؤولية ومن ذلك أداء الواجبات المنزليّة والدّراسة بفعاليّة في الوقت المحدّد، ومِن دون الاعتماد الكامل على الأهل.
ولأنّ بعض الأطفال لديهم الدّافع لإكمال عملهم في الوقت المحدد، وبعضهم الآخر يكافح من أجل البدء، وَجَب علينا نحن الآباء أن نوضح لأبنائنا أهمية القيام بالواجبات المنزلية، وكيفية تحفيز الأطفال على الدّراسة ومساعدتهم في تحديد الأسباب التي قد تعرقل عملية التّعلم وإيجاد الحلول لها.
أهمية القيام بالواجبات المدرسية
إنّ توضيح الهدف من الذّهاب إلى المدرسة وأهميّة القيام بالواجبات المدرسيّة المنزليّة، يساعد طفلك في إنجاز المهام المطلوبة بأقل عقبات، إذ تكمن أهمية القيام بالواجبات المدرسيّة والدراسة اليوميّة في ما يلي:
- تعزيز المفاهيم التي يتم تدريسها في المدرسة.
- غرس المسؤوليّة الذاتيّة.
- تمرين الدّماغ وتحسين التّركيز.
- تعزيز الانضباط الذّاتي.
- تعزيز القدرة على إدارة الوقت وحل المشكلات.
- زيادة الشّعور بالإنجاز والثّقة.
إنّ توضيح الهدف من الذّهاب إلى المدرسة وأهميّة القيام بالواجبات المدرسيّة المنزليّة، يساعد طفلك في إنجاز المهام المطلوبة بأقل عقبات.
نصائح لدراسة أكثر فاعليّة
إنّ تشجيع طفلك على إيجاد الدّافع للدراسة بطريقة إيجابيّة أمر مهم لبناء عادات تدوم فترة طويلة من الزّمن، ولكنّ إجبار طفلك على أداء واجباته يمكن أن يجعله مستاءً من وقت الدّراسة، مما يجعل تحقيق الدّافع الذّاتي أكثر صعوبة، ولذلك يجب علينا كوالدين تقديم نّصائح لأطفالنا قبل البدء بالعام الدّراسي، تضمن تحقيق الهدف من ارتياد المدرسة، ومن هذه النّصائح ما يلي:
1- انتبه في الغرفة الصّفيّة
الدّراسة الجيّدة تبدأ في الغرفة الصّفيّة، إذ تبدأ عملية التّعلم وتَلقّي المعلومات عندما تولي اهتمامًا لما يقوله المُعلّم وتدوّن الملاحظات المهمة جيدًا.
تأكدّ من أنّك تجلس في مقعد جيّد يتيح لك الانتباه، أخبر معلمك أو والديك عن أي مشاكل تمنعك من الانتباه مثل جلوس زميل مزعج أو عدم وضوح الرّؤية من مكان جلوسك في الغرفة الصّفيّة.
2- سجل الملاحظات جيدًا
دوّن الملاحظات والحقائق التي يذكرها معلمك أو يكتبها على السّبورة أثناء الحصة، وابذل قصارى جهدك للكتابة بخط يد واضح، حتى تتمكن من قراءة ملاحظاتك لاحقًا، كما أنّ الاحتفاظ بالملاحظات والاختبارات والأوراق منظمّة حسب الموضوع، يساعدك في توفير الوقت وتسهيل الوصول للمعلومات أثناء الدّراسة.
3- نظّم وقتك وخطّط للمستقبل
الانتظار حتى ليلة السّبت لدراسة اختبار يوم الأحد يجعل ليلة الاختبار أو الواجب المنزلي صعبة ومشحونة بالتوتر، ونحن جميعًا مذنبون بتأجيل الأمور في بعض الأحيان، ولكن واحدة من أفضل الطّرق للتّأكد من عدم حدوث ذلك هي التّخطيط للمستقبل، عن طريق ما يلي:
- أحضر تقويمًا يعجبك، ويمكنك الاحتفاظ به بجوار منطقة دراستك.
- اكتب تواريخ الاختبارات والواجبات المنزليّة.
- خطّط لِما يجب أن تقوم به بعد المدرسة كل يوم.
- حدّد مقدار الوقت الذي ستقضيه في كل مُهمّة.
- ضع وقتًا محدّدًا وخاصًا للأنشطة اللّامنهجيّة، حتى لا تؤثر على وقت الدّراسة.
- اسأل والدتك أو والدك عن كيفية وضع جدول زمني لما يجب فعله.
- قسّم ما عليك فعله إلى أجزاء، لنفترض مثلًا أنّ لديك إملاء ضمن 20 كلمة، فبدلًا من التّفكير في جميع الكلمات في آن واحد، حاول تقسيم الكلمات إلى أجزاء من خمس كلمات، والعمل على جزء أو جزئين مختلفين كلّ ليلة.
4- تخلص من التّوتر والارتباك
قد يكون سبب التّوتر الذي يصيبك في بعض الأحيان واحد مما يلي:
- لم تفهم المادة أو جزءًا منها، وبالتّالي فإنك تشعر بارتباك بسبب عدم تمكنك من الدّراسة بفعاليّة، فتأكد عندها من طلب المساعدة من معلمك أو أحد والديك.
- قلة الثّقة بالنّفس، والإحساس بعدم القدرة على إنجاز العمل المطلوب منك، إذ قد يكون الواجب المنزلي صعبًا جدًا أو سهلًا جدًا، حسب ظنّك، فعليك عندها أن تتواصل مع معلمك أو أحد والديك لضمان أن يكون الواجب المنزلي متناسبًا مع قدراتك.
- عدم تقبلك للمدرسة أو لزملائك، وعليك حينها التّواصل مع المرشد التربوي ووالديك لمساعدتك في حل هذه المشكلة.
- الشّعور بالملل أو التّعب خلال الدّراسة، ولتفادي ذلك قم بما يلي:
- اضبط المنبّه كل 30 دقيقة لأخذ استراحة، إذ إن معظم الأدمغة يمكنها التركيز لمدة تتراوح بين 30 إلى 45 دقيقة كحد أقصى، بعدها تقل القدرة على التّركيز، ويُنصح بأخذ استراحة.
- تتراوح مدة الاستراحة بين 5 إلى 10 دقائق، ويمكنك خلالها الحصول على بعض الماء، أو المشي في أنحاء المنزل، أو التّلوين، أو الاستماع للقرآن الكريم أو الموسيقى، أو ممارسة بعض التّمارين الرّياضية، وابتعد خلال الاستراحة عن تشغيل التّلفاز أو التّفكير بقرار التّوقف عن الدراسة.
5- نم جيّدًا
احرص على النّوم جيدًا قبل الامتحان، فعقلك يحتاج إلى وقت لتنظيم جميع المعلومات التي قدمتها له وتخزينها، لذلك حاول الحصول على ليلة نوم جيدة وسوف تتفاجأ بما يعود عليك ذلك في الصّباح.
طرق تحفيز الطّفل على الدّراسة
على الرّغم من أهمية قيام الوالدين بدور أساسي لضمان إكمال أطفالهم للواجبات المنزليّة، إلّا أنّه من المهم عدم إجبار طفلك على القيام بذلك، فهناك فرق كبير بين الإجبار والتّحفيز، ولتحفيز طفلك على الدّراسة، اتبع النّصائح التّالية:
1- اجعل وقت الدّراسة أسهل
اجعل وقت الدّراسة سهلًا لطفلك، من خلال تزويده بكل ما يلزم لإنجاز العمل، مثل:
- مساحة هادئة: ابحث عن مساحة هادئة بعيدة عن المُشتّتات والضّوضاء ليدرس فيها طفلك.
- الطّعام والشّراب: إذا كان طفلك جائعًا، فقد يكون من الصّعب التّركيز في عمله، امنح طفلك وجبة خفيفة قبل جلسة الدّراسة، ووفّر له الكثير من الماء خلال الجلسة، حتى نضمن أن يحافظ على تركيزه.
- الأدوات المناسبة: تأكد من سهولة الوصول إلى الأقلام والممحاة والآلة الحاسبة والأدوات المهمة الأخرى اللّازمة للدّراسة، حتى لا يضيع الوقت في محاولة العثور عليها.
2- اصنع نظام مكافآت
التزم بنظام مكافآت مع طفلك حتى يكون لديه ما يتطلّع إليه بمجرد اكتمال وقت الدّراسة، وهذا هو مفتاح البقاء متحمسًا عند الدّراسة.
يمكن أن تكون المكافآت بسيطة مثل مشاهدة التّلفاز بمجرد الانتهاء من الواجبات المنزليّة، أو جمع "النّقاط" بعد كل جلسة دراسيّة، ثم الحصول على هديّة.
3- ركّز على التّعلم بدلًا من النّتيجة
بدلًا من التّركيز بشكل أساسي على الدّرجات، ركزّ على عملية التّعلم، حتى يتمكن طفلك من أن يجد متعة في إنجاز العمل، وهذا يساعد على تعزيز الدّافع وراء التّعلم، ثم احتفل بإنجاز طفلك عندما يحل مشكلة رياضيّة صعبة بنجاح، أو عندما ينتهي من كتابة المسودة الأولى لإحدى مقالاته.
4- شجّع طفلك على تحديد أهداف صغيرة
شجّع طفلك على وضع أهداف دراسيّة صغيرة وقابلة للتّحقيق بناءً على الهدف الأكبر الذي يجب تحقيقه، فتحديد الأهداف يعطي طفلك توجهات واضحة لما يجب القيام به، ويعزّز الثّقة بنفسه عندما يحقق هذه الأهداف، ومن الأمثلة على أهداف الدّراسة الصّغيرة ما يلي:
- قراءة فصل واحد من القراءة الواجب إنهاؤها.
- مراجعة الملاحظات المدونة في الغرفة الصّفية لمدة عشرين دقيقة.
- إكمال 5 أسئلة تدريبيّة من الكتاب المدرسي.
5- ضع خطة دراسيّة مع ابنك
إنّ مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وهذه الخطوة هي التّشارك مع ابنك في وضع الخطة الدراسيّة، التي ستحقق من خلالها أفضل النّتائج، فالأطفال يحققون أهدافًا أفضل عند وجود خطّة واضحة، لأنّ وجود خطّة دراسيّة قويّة ومُتكاملة، سوف يساعد على إبقاء طفلك على المسار الصّحيح، حتى يكون أكثر استعدادًا للالتزام بها. ويجب أن تتضمن خطتك الإجابات على ما يلي:
- متى يجب القيام بالواجبات المنزلية يوميًا؟
- كم مدّة كل واجب من الواجبات المنزليّة؟
- كم مرة يجب أخذ فترات راحة وكم مدّة كل منها؟
- ما هي المهام التي يجب إنجازها ولها الأولوية قبل غيرها؟
6- استمع إلى طفلك
من المهم جدًا الاستماع إلى آراء طفلك واحترامها، حتى لو كنت تشعر في بعض الأحيان أن رأيه غير منطقي أو كامل، إذ إن السّماح لطفلك بالتّعبير عن رأيه في مواضيع مختلفة يساعد في بناء ثقته بنفسه.
