20-أكتوبر-2024
غزة

دمار في بيت لاهيا بقصف لقوات الاحتلال (رويترز)

يواصل الاحتلال الإسرائيلي حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها في قطاع غزة لليوم 380 تواليًا، ومن ضمن حملته تأتي عملية ما يعرف بـ"خطة الجنرالات"، حيث يعيش الفلسطينيون للأسبوع الثالث تواليًا حصارًا مطبقًا شمالي القطاع، بالتزامن مع مجازر لا تتوقف، حيث ارتكب الاحتلال مجزرة دامية راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى في الساعات الـ24 السابقة.

وفي آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتكب الاحتلال 7 مجازر بالقطاع خلال الساعات الماضية، وصل منها 84 شهيدًا إلى المستشفيات، و158 مصابًا بجروح، ليرتفع عدد ضحايا العدوان منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى 42 ألفًا و602 شهيد، إضافة إلى 99 ألف و795 مصابًا بجروح، وجلّ الشهداء والجرحى من النساء والأطفال

ارتكب الاحتلال 7 مجازر بالقطاع خلال الساعات الماضية، وصل منها 84 شهيدًا إلى المستشفيات، و158 مصابًا بجروح

سكان شمال قطاع غزة ما زالوا يعيشون ظروفًا قاسية للغاية للأسبوع الثالث تواليًا، فقصف الاحتلال يطاردهم ما اضطرهم للنزوح من منزل إلى آخر تحت وطأة الضغط والقصف والتهديد.

يحدث كل هذا والاحتلال يقطع عن قرابة 200 ألف فلسطيني المساعدات الغذائية بالكامل، ولا سيّما سكان مخيم جباليا وبلدات جباليا البلد وبيت لاهيا وبيت حانون، والمناطق الغربية من محافظة شمال غزة، فيما يسمح بإدخالها إلى مدينة غزة بكميات محدودة لا تلبي احتياجات سكانها.

كما قطع الاحتلال الاتصالات عن مناطق شمال القطاع، الأمر الذي أدّى إلى انقطاع تواصل الأهالي فيما بينهم، في حين أُطلقت مناشدات لإجلاء المحاصرين من قبل قوات الاحتلال، وأتى ذلك في وقت تقدمت به آليات الاحتلال في محاور عدّة بمخيم جباليا ومدينة بيت لاهيا ومشروع بيت لاهيا، علماً أنّ من ضمن هذه المناطق تقع مستشفيات كمال عدوان والإندونيسي والعودة، حيث تواجه المستشفيات صعوبة كبيرة نتيجة للقصف الإسرائيلي الذي يطالها بين فترة وأخرى، والذي ألحق أضراراً جسيمة، كان أبرزها تدمير المولد الكهربائي الخاص بالمستشفى الإندونيسي، عدا عن منع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية عموماً، ومركبات الإسعاف والدفاع المدني.

وأفادت صحيفة "العربي الجديد" إلى استخدام الاحتلال أسلوب "الكمّاشة"، أو ما يُعرف بأسلوب "طنجرة الضغط"، في مساعيه إلى السيطرة على مختلف مناطق الشمال التي تلجأ إلى الضغط العسكري الشديد، مع تقدّم الآليات والقوات البرية على الأرض، وتحديداً في ساعات الليل لتفادي الاشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في تلك المناطق.

كذلك يعاني نحو 200 ألف فلسطيني في محافظة شمال القطاع من الجوع، بسبب ما تنتهجه قوات الاحتلال منذ أكثر من عام، وسط رفضهم إخلاء منطقتهم والتوجّه نحو مناطق في جنوب القطاع ووسطه. تُضاف إلى ذلك معاناة الفلسطينيين الصحية من جرّاء انهيار المنظومة الصحية وغياب الرعاية الكاملة بفعل حرب الإبادة الجماعية المستمرة.

ومع تصاعد وتيرة العمليات العسكرية، وإعلان الاحتلال توسيع عمليته البرية في شمال قطاع غزة المعزول، تُقدّر أعداد الشهداء بنحو 600 شهيد منذ بداية الحملة الأخيرة إلى جانب مئات الإصابات، من دون أن تتوفّر أيّ إحصاءات رسمية دقيقة، لأنّ عشرات الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض أو في الشوارع، إذ لم تتمكّن الطواقم الصحية ولا فرق الدفاع المدني من انتشال جثثهم بفعل القصف الإسرائيلي العنيف.

يُذكر أنّ منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالإنابة جويس مسويا كانت قد أفادت، بأنّ الفلسطينيين يعانون "أهوالاً تفوق الوصف" في شمال قطاع غزة المحاصر، وأنّ "أخباراً مروّعة" تأتي من هناك، كما أضافت أنّ "عشرات آلاف الفلسطينيين هُجّروا قسراً"، فيما "بدأت الإمدادات الأساسية تنفد، وقد ضُربت المستشفيات المكتظة بالمرضى"، وشدّدت المسؤولة الأممية على ضرورة "توقّف هذه الفظائع".

وفي بيان لمنسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، بشأن الوضع في غزة، قال المنسق: "إن الكابوس في غزة يتفاقم، وتتكشف مشاهد مروعة في شمال القطاع وسط الصراع والضربات الإسرائيلية المتواصلة، والأزمة الإنسانية المتفاقمة".

وتحدث المنسق الأممي في بيانه الصادر مساء الأحد: "في بيت لاهيا الليلة الماضية، وردت أنباء عن مقتل العشرات في غارات جوية إسرائيلية. ويأتي هذا بعد أسابيع من العمليات المكثفة التي أسفرت عن مقتل العشرات من المدنيين وانعدام المساعدات الإنسانية التي تصل إلى السكان في الشمال".

وأكد المنسق الأممي عدم توافر مكان آمن في غزة، مدينًا الهجمات المستمرة على المدنيين، وداعيًا إلى انتهاء هذه الحرب، وتوقف نزوح الفلسطينيين، وحماية المدنيين أينما وجدوا، وتسليم المساعدات الإنسانية دون عوائق.