تشير التطورات الأخيرة، في اليوم 380 من العدوان، إلى استمرار التصعيد العسكري في غزة وسط تدهور إنساني خطير، حيث يواجه السكان أزمة إنسانية وصحية غير مسبوقة.
فقد شهدت غزة الليلة الماضية واحدة من أعنف الهجمات منذ بدء التصعيد الأخير، حيث ارتكب طيران الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروعة في بيت لاهيا، أسفرت عن استشهاد 73 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، فيما لا يزال عشرات آخرون في عداد المفقودين.
استهدفت هذه الغارات مناطق سكنية مكتظة شمالي القطاع، تحديدًا في مشروع بيت لاهيا السكني الذي يضم 100 ألف مواطن على طول واحد كيلو متر، بعد حصار مستمر منذ 16 يومًا على المنطقة أدى إلى أزمة إنسانية.
وفي مخيم جباليا، الذي يعد أكبر مخيمات اللاجئين في غزة، واصلت دبابات الاحتلال التوغل تحت غطاء جوي مكثف. وقامت قوات الاحتلال بالتنكيل بالسكان واعتقال العشرات من المدنيين، وإجبار مئات العائلات على النزوح القسري من منازلهم.
كما واصل الاحتلال منع دخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى المناطق المتضررة، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية في القطاع.
وفي هذا السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، إن 20 ألف فلسطيني أجبروا على الفرار من مخيم جباليا بحثًا عن الأمان، بما في ذلك من هم في ملاجئ الأونروا.
20 ألف فلسطيني نزحوا قسرا من الشمال بسبب القصف الإسرائيلي وتوقف المولدات ومحطات الأكسجين في المستشفى الإندونيسي.. مراسلنا ينقل المشهد في #غزة@salehalnatoor pic.twitter.com/PXwlTeugjC
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 19, 2024
وأفادت الأونروا، في بيان، أن الناس فقدوا كل شيء، وهم بحاجة إلى كل شيء، بما في ذلك الطعام والماء والبطانيات والفراش. وشددت على أنه تم الإبلاغ عن نقص حاد في الوقود والإمدادات الطبية في آخر المستشفيات المتبقية، وأن نقص الوقود يؤثر أيضًا على إمكانية الحصول على المياه.
وأكدت أن ما تم السماح به من عشرات الشاحنات المحملة بالدقيق بالعبور إلى مدينة غزة هذا الأسبوع، هو كمية غير كافية على الإطلاق.
من جهتها، قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جويس مسويا، على منصة إكس: "أخبار مروعة من شمال غزة حيث لا يزال الفلسطينيون يعانون أهوالاً تفوق الوصف تحت الحصار الذي تفرضه القوات الإسرائيلية". وأضافت: "الناس في جباليا محاصرون تحت الأنقاض، ويمنع عناصر الإنقاذ من الوصول إليهم".
وشددت المسؤولة الأممية على ضرورة "أن تتوقف هذه الفظائع". وذكّرت بأنه بموجب القانون الإنساني الدولي، يجب حماية المدنيين والجرحى والمرضى والعاملين في الرعاية الصحية والمرافق الصحية.
في الضفة الغربية
شهدت الضفة الغربية سلسلة من الأحداث العنيفة خلال الليلة الماضية، حيث استشهد الشاب كريم عماد مزيد بعد دهسه من قبل جيب لجيش الاحتلال في بلدة عنبتا قرب طولكرم.
وزارة الصحة: باستشهاد الشاب عبد الكريم عماد مزيد، 20 عامًا، دهسًا بمركبة عسكرية إسرائيلية.https://t.co/KfC10qrasJ
— Ultra Palestine - الترا فلسطين (@palestineultra) October 20, 2024
كما أصيب شاب آخر في نابلس برصاص قوات الاحتلال خلال مواجهات عنيفة اندلعت أثناء اقتحام البلدة القديمة. وشهدت مدن جنين وبيت لحم وطولكرم اقتحامات إسرائيلية جديدة، شملت اعتقالات وتفتيش منازل، بالإضافة إلى مواجهات متكررة في مخيم بلاطة وبلدة الخضر.
وفي سلفيت، هاجم المستوطنون مزارعين فلسطينيين خلال قطف ثمار الزيتون، وأطلقوا الرصاص الحي في الهواء لتهديدهم، وسرقوا معدات زراعية في استمرار للاعتداءات المتكررة.
على الصعيد اللبناني
شهد لبنان تصعيدًا عسكريًا كبيرًا اليوم، حيث شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى، مستهدفًا 40 بلدة وقرية لبنانية، منها النبطية وعيتا الشعب. تزامن ذلك مع قصف مدفعي طال بلدة حانين في جنوب لبنان.
في المقابل، أعلن حزب الله عن تنفيذ سلسلة هجمات صاروخية استهدفت مدنًا ومستعمرات إسرائيلية، بما في ذلك حيفا وصفد ومستوطنة روش بينا.
من جهة أخرى، أعلنت إسرائيل عن اعتراض هدف جوي مشبوه فوق المجال البحري لحيفا، فيما أفاد سكان المدينة بسماع دوي انفجار. كما أكد جيش الاحتلال أنه استهدف نحو 175 هدفًا في لبنان وغزة خلال الساعات الماضية، مدعيًا مهاجمة 65 عنصرًا من حزب الله ومنصات إطلاق صواريخ.
بلينكن مجددًا
ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، سيصل إلى المنطقة خلال الأسبوع الجاري في محاولة للتوصل إلى خطة لإنهاء الحرب وإطلاق سراح المحتجزين.
ورغم الجهود المبذولة، يبدو أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لا تزال ضعيفة، حتى بعد استشهاد يحيى السنوار.
وأشارت مصادر في الإدارة الأميركية إلى أن زيارة بلينكن تأتي كمحاولة يائسة لتحريك العملية الدبلوماسية، لكن الوضع السياسي والعسكري لا يظهران أي مؤشرات جدية على إنهاء العدوان قريبًا.