25-يوليو-2024
أنقذ الطفل مالك ياسين بعد أن قتلت غارة إسرائيلية والدته (رويترز)

أنقذ الطفل مالك ياسين بعد أن قتلت غارة إسرائيلية والدته (رويترز)

انتظرت علا الكرد، الحامل في شهرها التاسع، الأيام المتبقية على الولادة بفارغ الصبر، وهي تحلم بالرضيع الذي ستنجبه وتحمله بين يديها وتجلب به حياة جديدة في غزة، لكن الإجرام الإسرائيلي كان له كلمة أخرى، ولم يمهلها الأيام القليلة قبل الولادة.

يتحدث والد علا لوكالة "رويترز" للأنباء، قائلًا إنّ: "منزل العائلة تعرض لهجوم جوي إسرائيلي في النصيرات بوسط قطاع غزة يوم 19 تموز/يوليو". وأوضح أن: "علا لقت حتفها بعد سقوطها من طابق علوي بالمنزل الذي يقطنه نساء وأطفال وشيوخ إثر الانفجار الناجم عن القصف".

لكن هناك معجزة حدثت، وهي نجاة طفل علا وهو داخل أحشائها، كما نجا زوجها الذي أُدخل المستشفى بعد القصف.

علا لقت حتفها بعد سقوطها من طابق علوي بالمنزل الذي يقطنه نساء وأطفال وشيوخ إثر الانفجار الناجم عن القصف

يقول عدنان الكرد وهو يتأمل صورة لابنته أثناء التخرج: "معجزة أن يظل الجنين بخير في بطنها وهي تستشهد". وأضاف: "كان أملها الوحيد أنها تمسك ابنها وتحضنه وتملى علينا الدار".

وتابع: "كانت تقول لأمها يعني خلاص إن شاء الله أعوض اخواتي الذين استشهدوا بأولادي وأملى عليكم الدار".

يقول عدنان الكرد، وهو يحدق في صور أبنائه الثلاثة الذين استشهدوا أثناء العدوان على غزة، إن: "الطفل ياسين أشقر مثل خاله عمر الراحل"، وأضاف: "والله كل يوم والله أذهب عنده وأزوره، هو جزء مني". 

تسبب الهجوم، كغيره من الهجمات الإسرائيلية، في مقتل عدة أفراد من أسرة واحدة، وهي مأساة يومية تشهدها العائلات في غزة منذ أن بدأت إسرائيل عدوانها على القطاع.

ورغم كل الصعوبات، تمكن الأطباء في مستشفى العودة بالنصيرات، الذي نقلت إليه علا بعد الهجوم، من إنقاذ المولود الذي أطلق عليه اسم مالك ياسين، ثم نقل بعدها إلى مستشفى الأقصى في دير البلح، أين كانت خالته: "تتحسس وجهه وهو في الحضّانة".

يتحدث الطبيب المعالج خليل الدكران في المستشفى للوكالة، قائلًا: "تم إنقاذ حياة المولود أو الجنين، وتم بفضل الله عمل عملية في قسم الاستقبال وتم انتشال هذا الطفل ووضعه في الحضانة".

تشير "رويترز" إلى أن الأطفال الرضع الناجون من القصف الإسرائيلي المتكرر، لا يحصلون على أي نوع من الراحة أو الرعاية لأن الحرب تلحق المزيد من الدمار بقطاع غزة المكتظ بالسكان.

يكشف الدكتور الدكران، أن: "قسم الحضانة ممتلئ أيضًا عن بكرة أبيه بالمصابين وبالمرضى"، ويضيف: "حقيقة، نحن نواجه صعوبات كبيرة في قسم الحضانة. أولًا لسبب عدم وجود أدوية أو مستلزمات طبية كافية. ثانيًا نخشى أن المولد الكهربائي الرئيسي الموجود في هذا المستشفى أن يتوقف في أي لحظة".

وسبق أن تعرضت العديد من المرافق الطبية، على مدار أكثر من تسعة أشهر من العدوان، إلى التدمير أو لأضرار بالغة، في منطقة تعاني الفقر والحصار منذ أكثر من عقد.

يتساءل الدكتور الدكران: "ما ذنب هذا الطفل الذي بدأ حياته بظروف صعبة وسيئة جدًا، وحُرم من أبسط مقومات الحياة؟".