شهد مسرح "دوار الشمس" في العاصمة اللبنانية مساء اليوم السبت، الثاني عشر من آب/ أغسطس الجاري، العرض الأخير من مسرحية "صفحة 7"، التي عُرضت على الخشبة نفسها مساء أمس، وهي من إعداد عصام بو خالد وفادي أبي سمرا وسرمد لويس.
وسيعود ريع العرضين لدعم عملية إصلاح الأضرار التي لحقت بالمسرح جراء الحريق الذي تعرض له فجر السادس من تموز/ يوليو الفائت، وأدى إلى احتراق مدخله بشكل كامل، علمًا أن "جمعية شمس لشباب المسرح والسينما"، التي يتبع لها مسرح "دوار الشمس"، كانت قد أطلقت مؤخرًا حملة جمع تبرعات لأجل الغاية ذاتها.
تدور أحداث مسرحية "صفحة 7" حول متشردين يعيشان حياة عبثية بائسة ومليئة بالمعاناة والألم والجوع
عُرضت المسرحية بعد 16 عامًا من عرضها الأول، وتُعد واحدة من أهم المسرحيات اللبنانية خلال العقد الماضي، حيث حظيت باهتمام النقاد والجمهور معًا، وجرى عرضها عدة مرات سواء داخل لبنان أو خارجه. ويعود جزءٌ كبير من أهمية المسرحية إلى الأداء الفريد والمميز لبطليه فادي أبي سمرة وعصام أبو خالد، ناهيك عن قصتها غير التقليدية التي تدور في إطار الكوميديا السوداء.
تدور أحداث المسرحية حول متشردين يعيشان حياة عبثية بائسة ومليئة بالمعاناة والألم والجوع، الذي يكاد أن يكون أساس حكايتهما.
فبصرف النظر عن معاناتهما مع الفقر والتشرد، يشغل البحث عن الطعام جل وقت هذين المتشردين اللذان لا يجدانه إلا في المآتم التي تدلهما عليها الصفحة رقم 7، صفحة الوفيات في الجريدة، ومن هنا جاء عنوان العمل.
تطرح المسرحية الكثير من التساؤلات حول الانتظار والفقر وحياة التشرد التي تحضر فيها بصورة مختلفة عن تلك السائدة بين الناس بوصفها حياة خالية من المسؤوليات والالتزامات تجاه أي شيء كان. لكن الواقع غير ذلك تمامًا، إذ لا تخلو حياة هذين المتشردين من المسؤوليات حتى وإن اقتصرت على مجرد البحث عن الطعام، التي قد تبدو مسؤولية بسيطة لكنها شديدة الأهمية في حياتهما لكونها ترتبط ببقائهما أحياء.
تُطرح هذه التساؤلات غالبًا في سياق الحوارات التي تدور بين بطلي المسرحية، التي وعلى الرغم مما تنطوي عليه من ألم ومعاناة، فإنها لا تخلو من الكوميديا التي تتجلى في حوارات البطلين ومشاجراتهما لأسباب تافهة أحيانًا، ومهمة بنظرهما في أحيان أخرى.
