اختارت المسرحية اللبنانية روان حلاوي أن تقدّم سيرة المغنية الفلسطينية الراحلة ريم بنا (1966 ــ 2018) في عرض مونودرامي تحت عنوان "يا ليل ما أطولك". العرض المسرحي الذي انطلق مؤخرًا على خشبة "مسرح المدينة" في بيروت، بإخراج سليم الأعور، يتناول الحياة الشخصية للمغنية والملحنة التي توفيت قبل أربع سنوات بعد صراع طويل مع السرطان، بعيدًا عن فنها.
تتقاطع فصول مسرحية "يا ليل ما أطولك" مع المشاكل والمخاوف الكثيرة التي تواجهها النساء على امتداد العالم العربي
تتقاطع فصول سيرة صاحبة "تجليات الوجد والثورة" مع المشاكل والمخاوف الكثيرة التي تواجهها النساء على امتداد العالم العربي، مثل المرض والعنف وتحقيق الذات ومقاومة الاستعمار. وهي رحلة تختصر العديد من الصراعات التي تدور في الظل بعيدًا عن الشهرة.
قالت حلاوي في حديث لها مع التلفزيون العربي إنها التقت الفنانة الراحلة خلال فترة مرضها صدفةً في بيروت عبر أصدقاء مشتركين. واتفقت حلاوي معها على كتابة مسرحية لها تروي سيرتها الذاتية. وقد روت لها ريم لاحقًا في 19 تسجيلًا أهم المراحل التي مرت بها في حياتها، لكن المشروع لم يكتمل بسبب وفاتها. وأكدت حلاوي في حديث إلى "التلفزيون العربي" أنّها قررت المضي قدمًا في الفكرة، لكي تحافظ لها على "الأمانة" التي تملكها دون غربلة المحتوى.
وأوضحت الممثلة اللبنانية أن تحضير الشخصية لنقلها بصورة واقعية، تطلّب جهدًا كبيرًا مع المخرج فضلًا عن القيام بأبحاث دقيقة عن طبيعة شخصيتها، لا سيما في المنزل، خصوصًا أن أحداث العرض المسرحي تدور في غرفة الجلوس.
من المعروف أن ريم بنا عاشت حياتها في مسقط رأسها في مدينة الناصرة الفلسطينية، وكانت قد درست الموسيقى والغناء في المعهد العالي للموسيقى في موسكو. وتخصصت في الغناء الحديث وقيادة مجموعات غنائية. وأنهت دراستها عام 1991. أثناء هذه المدة أصدرت ألبومين هما: "جفرا"، و"دموعك يا أمي". وتتالت بعد ذلك الألبومات، إلا أن أكثر ألبوماتها شهرة هو "مرايا الروح" الذي صدر في 2005، وفيه ذهبت بنا لتقديم رؤيا معاصرة للأغاني الفلسطينية.