اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في مدينة سيفيرودونيتسك صعب للغاية مع استمرار المعارك، حيث تحاول القوات الروسية السيطرة على المدينة. وقال في تسجيل فيديو "ندافع عن مواقعنا ونلحق خسائر فادحة بالعدو". وأضاف أنها "معركة شاقة جدًا وصعبة جدًا وقد تكون واحدة من أصعب المعارك في هذه الحرب"، مؤكدًا أن "مصير دونباس يتحدد هناك في كثير من الجوانب".
اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع في مدينة سيفيرودونيتسك صعب للغاية مع استمرار المعارك
وكان حاكم إقليم لوغانسك سيرغي غايداي قد أشار إلى أن "قوات موسكو تسيطر على جزء كبير من سيفيرودونيتسك"، وتابع إن "المنطقة الصناعية ما زالت لنا ولا وجود للروس فيها"، موضحًا أن "المعارك لا تدور إلا في الشوارع داخل المدينة". واعترف غايداي بأن "القوات الأوكرانية قد تضطر للانسحاب من سيفيرودونيتسك".
وكانت هيئة الأركان الأوكرانية أكدت أن قواتها صدت هجومًا روسيًا على سيفيرودونيتسك وفي اتجاه أوستي نيفكا. في المقابل قالت روسيا إن قواتها "سيطرت على أجزاء من مدينة سيفيرودونيتسك الاستراتيجية، كما تحاول السيطرة على المنطقة الصناعية". وتحدث وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو عن أن قوات بلاده "حررت تمامًا المناطق السكنية في هذه المدينة الصناعية المعروفة بمصنعها الكيميائي الكبير "آزوت" وباتت تسيطر حاليًا على "97% منها".
ويعتبر الاستيلاء على سيفيرودونيتسك نقطة حاسمة من أجل السيطرة على كل حوض دونباس الشاسع الغني بمناجم الفحم والذي يسيطر على جزء منه منذ 2014 الانفصاليون الموالون لروسيا. وعن المعارك الدائرة في المنطقة أعلنت سلطات دونيتسك الموالية لموسكو أن قواتها قتلت 34 جنديًا أوكرانيًا ودمرت 7 ناقلات جنود خلال 24 ساعة. كما أفادت سلطات الإقليم الموالية لموسكو بمقتل مدني وإصابة 6 آخرين خلال قصف أوكراني على مناطق في المدينة، حيث تعرض الإقليم أمس لقصف أدى لسقوط 580 قذيفة على 16 منطقة في الإقليم مما تسبب أيضًا بأضرار في 34 مبنى سكنيًا.
في سياق متصل، نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن مصادر روسية مطلعة قولها إن روسيا استخدمت 4 مقاتلات "سو-57" متصلة بشبكة معلومات واحدة بهدف تدمير وسائط الدفاع الجوي، في عملية هي الأولى من نوعها. وأضاف المصدر المطلع أنه "جرى دمج الطائرات في شبكة معلومات بواسطة أنظمة الاتصال الآلي وإرسال البيانات والملاحة وتحديد الهوية في الوقت الفعلي".
وفي تطور لافت، قالت وكالة سبوتنيك الروسية إن المحكمة العليا لجمهورية دونيتسك الانفصالية حكمت بالإعدام على بريطانيين ومغربي تم أسرهم أثناء القتال إلى جانب القوات الأوكرانية شرقي أوكرانيا بعد إقرارهم بالذنب بحسب المحكمة. ونشرت وكالة الإعلام الروسية مقطع فيديو أظهرت البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون في قفص بقاعة المحكمة، وقالت إن "بينر وسعدون أقرا بالذنب في ما يتعلق بأعمال عنف استهدفت الاستيلاء على السلطة".
ونقلت الوكالة عن مسؤولي الادعاء قولهم إن "التهم مجتمعة قد تعني عقوبة الإعدام لكل من الثلاثة". وكان السجينان البريطانيان قد ظهرا على التلفزيون الرسمي الروسي في نيسان/أبريل الماضي وطلبا مبادلتهما مع فيكتور ميدفيدشوك الحليف الأوكراني للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتقلته السلطات الأوكرانية.
سياسيًا اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الغرب بأنه يشجع ما أسماها عدائية النظام الأوكراني التي لن تنتهي بشكل جيد، حسب وصفه. وفي موضوع تصدير القمح الأوكراني قال لافروف خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الأرميني أرارات ميرزويان، في العاصمة يريفان، إن على "كييف التوقف عن التباطؤ في عملية تصدير الحبوب من الموانىء الأوكرانية".
وتحدث لافروف أمس خلال زيارته لتركيا عن أن "بلاده مستعدة لضمان تصدير الحبوب الأوكرانية". وكان وزير الخارجية الروسي قد وصل إلى أنقرة الثلاثاء لمناقشة إنشاء ممرات بحرية تسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود. يشار إلى أن تركيا عرضت بناء على طلب من الأمم المتحدة المساعدة لمرافقة سفن شحن الحبوب من الموانئ الأوكرانية، رغم وجود ألغام كُشف أن بعضها زُرع قريبًا من السواحل التركية.
وقد نفى الكرملين التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن الحبوب الأوكرانية وأكد استمرار العمل بشأن ذلك. في المقابل اعتبر المتحدث باسم الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو تطمينات موسكو "كلامًا أجوفًا"، فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى طرد روسيا من وكالة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو).
غوتيريش: "الحرب في أوكرانيا تهدد بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع وفوضى اجتماعية واقتصادية في العالم جميعه"
من جهته قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "الحرب في أوكرانيا تهدد بإطلاق موجة غير مسبوقة من الجوع وفوضى اجتماعية واقتصادية في العالم". وأضاف غوتيريش "تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا على العالم تزداد سوءًا وقد أثرت على 1,6 مليار شخص". وتابع خلال تقديمه التقرير الثاني للأمم المتحدة حول تداعيات النزاع إن "تأثير الحرب على الأمن الغذائي والطاقة والتمويل شامل وخطير ومتسارع".
