01-نوفمبر-2021

(Getty Images)

ألتراصوت- فريق التحرير

أعلنت وزارة الخارجية التابعة للنظام السوري إدانتها ب"أشد العبارات" القرار الصادر منذ أيام عن البرلمان التركي، والذي ينص على تجديد التفويض الممنوح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإرسال قوات عسكرية إلى العراق وسورية لمدة سنتين إضافيتين. وفي الأثناء كثّفت قوات النظام والقوات الروسية تدريباتها وتعزيزاتها تحسّبًا للعملية العسكرية التركية المرتقبة في مناطق الشمال السوري والتي تستهدف حسب ما هو معلن عنه تركيًا أماكن سيطرة المسلحين الأكراد وفي المقدمة منهم قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصارًا ب "قسد".

 أجرت القوات الروسية صباح اليوم الإثنين، مناورات عسكرية في شمالي سورية، وبالتحديد في ناحية عين عيسى قبالة تل أبيض في شمال غربي الرقة

وفي التفاصيل جاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية السورية التابعة للنظام أن "الجمهورية العربية السورية تحتفظ بحقها المطلق، استنادا إلى الميثاق والقانون الدولي، في الدفاع عن استقلالها ووحدة أراضيها وسيادتها على كامل هذه الأرض، واتخاذ كافة الإجراءات العملية والقانونية التي تكفلها الشرعية الدولية، من أجل صد العدوان التركي وتحرير كامل الأراضي السورية".

وحمّل بيان الخارجية السورية في هذا الصدد مجلس الأمن مسؤولية ما أسماه "التقاعس عن مواجهة الاحتلال التركي المستمر لأراضٍ في الجمهورية العربية السورية"، معتبرًا، أي بيان الخارجية السورية، "أن الوضع الإقليمي والدولي لم يعد يحتمل السكوت عن ممارسات النظام التركي التي تهدد السلم والأمن الدوليين". 

مناورات عسكرية روسية بالشراكة مع قوات النظام في مناطق سيطرة "قسد"

ميدانيًا أجرت القوات الروسية صباح اليوم الإثنين، مناورات عسكرية في شمالي سورية، وبالتحديد في ناحية عين عيسى قبالة تل أبيض في شمال غربي الرقة، وتعد مناورة اليوم الإثنين هي الثانية على التوالي بعد مناورات قامت بها القوات الروسية أمس الأحد بالشراكة مع قوات النظام السوري في مناطق سيطرة "قسد" أقصى شمال شرقي سورية، بمشاركة طائرات حربية روسية.

كما رصدت مصادر محلية  صباح اليوم الإثنين تحليقًا مكثفًا من الطيران الحربي الروسي والطيران المروحي في تلك المناطق، وفوق منطقة الطريق الدولي "M4" وحلب الحسكة بشكل خاص.

ذات المصادر أفادت بعقد اجتماع يوم السبت في مقر الفرقة ال 17 في شمال محافظة الرقة بين قياديين من "حزب العمال الكردستاني" وقادة من قوات "قسد"، تطرق إلى العملية العسكرية التركية، وخلُص إلى مطالبة القوات الروسية بزيادة وجود قوات النظام على خطوط التماس مع مناطق سيطرة ما يسمى "الجيش الوطني" والقوات التركية.

وفي ذات السياق المتعلق بما يشبه وجود تحالف ثلاثي "روسي وكردي والنظام السوري" أكّد مركز المصالحة السوري-الروسي في دير الزور السبت الماضي وجود اتفاق بين "الإدارة الذاتية" التابعة لـ"قسد" والنظام السوري وروسيا، لإعادة انتشار قوات النظام في مناطق سيطرتها بمنطقة الجزيرة. كما تحدثت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، الخميس الماضي، عن وجود "مسودة وثيقة لحل الخلافات الموجودة بين "الإدارة الذاتية" ونظام الأسد بهدف التنسيق المشترك لصد أي هجوم تركي باتجاه مناطق سيطرة "قسد" شمال شرقيّ سورية.

تصعيد مستمر

بالتزامن مع الاستعدادات العسكرية ورفع الجاهزية القتالية تواصلت المواجهات والقصف المتبادل على أكثر من جهة طيلة الأيام القليلة الماضية.

فقد جدد الجيش التركي أمس الأحد قصفه لمواقع "قسد" في محور عين عيسى شمالي الرقة، حيث تَركز القصف وفق المصادر على أطراف قريتيْ الفاطسة والحدريات قرب بلدة عين عيسى، ما أدى إلى أضرار مادية، كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين "الجيش الوطني السوري" وقوات "قسد" في محيط بلدة عين عيسى شمالي محافظة الرقة، استمرت عدة ساعات، سُيِّرَت خلالها طائرات استطلاع تركية فوق عين عيسى ومدينة عين العرب في ريف حلب الذي تسيطر عليها "قسد".

 في الأثناء تواصلت عملية دخول التعزيزات التركية إلى الأراضي السورية،  حيث استقدم الجيش التركي دبابات وجنودًا، إلى مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، ودخل رتل عسكري آخر منطقة "نبع السلام" مساء أمس، عبر نقطة اليابسة بناحية تل أبيض شمال غربي الرقة.

ردًّا على التحركات التركية قامت الطائرات الحربية الروسية بالتحليق بشكل غير مسبوق في أجواء المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في شمال حلب وريف إدلب يوم السبت

وردًّا على التحركات التركية قامت الطائرات الحربية الروسية بالتحليق بشكل غير مسبوق في أجواء المناطق الخاضعة للنفوذ التركي في شمال حلب وريف إدلب يوم السبت، كما نقلت وسائل إعلام محلية سورية  أن مليشيا "قسد" تقوم بحفر الخنادق والأنفاق بين تل تمر بريف الحسكة وعين عيسى بريف الرقة، وأنها استقدمت تعزيزات كبيرة إلى تلك المناطق، كما هي الحال في الدرباسية والقحطانية في أرياف القامشلي والحسكة، وعمدت أيضاً إلى منع الإجازات والتشديد على العناصر بضرورة رفع الأعلام الروسية في العديد من المناطق المهددة بالعملية التركية. وأضافت ذات المصادر أنه جرى نقل عائلات قادة من "قسد" من مناطق ريف الرقة إلى مدينة الرقة تحسباً لأي اجتياح، كما نُقل سجناء إلى مناطق بعيدة عن خطوط الاشتباك.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

تركيا تجهز 35 ألف مقاتل لعمليتها العسكرية الجديدة شمال سوريا

أردوغان: لمست "تعاطيًا إيجابيًا" من بايدن بشأن طائرات إف-16