عامان وثلاثة أيام، هي الفترة الفاصلة ما بين اقتحام أنصار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمبنى "الكابيتول هيل" في العاصمة الأمريكية، اعتراضًا على نتائج الانتخابات الرئاسية التي يشكّك ترامب في مصداقيتها حتى اليوم، وما بين اقتحام أنصار الرئيس البرازيلي السابق جاير بولسونارو مجمع السلطات الرسمية ومركز الحكم في وسط العاصمة البرازيلية. حصل ذلك بعد أشهر من التشكيك في نتائج الانتخابات ودعوات من "البولسوناريين" للجيش البرازيلي للتدخل وإلغاء تنصيب الرئيس الجديد لولا دا سيلفا.
التشابه بين الأحداث ما بين واشنطن وبرازيليا يتجاوز التاريخ المتقارب وطريقة الهجوم، ويكشف الكثير عن صعود اليمين المتطرف عالميًا
التشابه بين الأحداث يتجاوز التاريخ المتقارب وطريقة الهجوم، ويكشف الكثير عن صعود اليمين المتطرف عالميًا، والذي يستخدم التكتيكات نفسها، في مواجهة الديمقراطية والانتقال السلمي للسلطة. فقد رأينا كيف عمد ترامب على مدار أشهر على تحريض أنصاره ضد نتائج الانتخابات، داعيًا إياهم للتحرك ومحرضًا على اقتحام مبنى الكونغرس ومباركًا له ضمنًا، وهفي واقعة هزّت الوجدان الأمريكي في 6 كانون ثاني/ يناير 2021، حين كان ترامب يسعى للحيلولة دون المصادقة على الانتخابات الرئاسية التي فاز فيها الديمقراطي جو بايدن.
في حينها، عمل ترامب على حشد أنصاره للاحتجاج، متحدثًا عن نظريات المؤامرة و"سرقة" الرئاسة منه وتزوير الانتخابات، وداعيًا إلى "احتجاج جامح". وهو ما استجاب له الأنصار بالآلاف حاملين شعارات "أوقفوا السرقة" و"أنقذوا أمريكا"، محاصرين المبنى الذي يرمز إلى الديمقراطية في البلاد، قبل النجاح باقتحامه لعدة ساعات، وإثارة قدر هائل من الفوضى والإرباك.
مما نعرفه عن ذلك الاقتحام بحسب لجنة التحقيق التي شكلها الكونغرس، هو أن ترامب بخطابه التحريضي، رفض مخاطبة أنصاره والطلب منهم الإحجام عن الاقتحام أو الانسحاب الفوري من مقر الكونغرس، بل استمر في مشاهدتهم عبر التلفاز، ووهو موقف متواطؤ على الأقل مع ما حصل، لاسيما وأنّه قد غاب لاحقًا عن تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن، مقدمًا المعالم الأولى لمحاربة الديمقراطية، وهي عين الخطوات التي استخدمها بولسونارو من بعده واحتذى بها.
فالرئيس البرازيلي السابق غاب هو الآخر عن تنصيب غريمه لولا، كما حرض الجيش على التدخل وإلغاء الانتخابات، واستمر في الطلب من أنصاره التظاهر أمام مقرات الجيش باعتبارهم من "يحددون توجهه"، في محاولةً للإطاحة بالديمقراطية بعد ما يقارب من 37 عامًا على انتهاء الحكم العسكري في البرازيل وعودة الديمقراطية إليها.
المشترك بين الاقتحام في أمريكا والبرازيل، لا يقف فقط عند مرورهما بنفس مراحل التطور تقريبًا؛ رئيس يميني شعبوي يُهزم في انتخابات ديمقراطية، ويروج لهزيمته باعتبارها مؤامرةً ضده، ويحرض أنصاره على الخروج إلى الشارع ومصادرة السلطة بالقوة، ثم الصدامات العنيفة بين الشرطة والأنصار ومهاجمة مباني الدولة وتخريبها. بل يتعدى ذلك إلى تطابق الأيديولوجيا القائمة على التشكيك المطلق في وطنية الخصم السياسي وانتمائه وتشويه سمعته، وتحويل التنافس المعهود في الساحة السياسية إلى مساحة لنظريات المؤامرة والتخطيط لـ"الانقلابات"، وإيقاف التداول السلمي للسلطة.
كما أن أبرز ما يمكن استنتاجه من حادثة اقتحام مباني الدولة في العاصمة البرازيلية، هو خطأ الاعتقاد الذي ساد بعد 6 كانون الثاني/ يناير 2021، عن أن ما حدث في أمريكا، هو حدث معزول ورهينة لسياقه الجغرافي وخصوصية ترامب كظاهرة في السياسة الأمريكية.
فقد لحق ما حصل في واشنطن محاولة الانقلاب على لولا في البرازيل، إضافة إلى محاولة انقلابية أخرى في ألمانيا، بعد تفكيك شبكة "مواطنو الرايخ"، التي تهدف للسيطرة على الدولة الألمانية وإعادة الحكم الإمبراطوري أو النازي لها، إضافة إلى ما نشهده في دولة الاحتلال الإسرائيلي من صعود اليمين في تنويعاته الفاشية، التي تتوعد الشعب الفلسطيني بالمزيد من القمع والطرد، كما تطارد خصومها من بقية المستوطنين الآخرين في دولة الاحتلال وتلاحق المحكمة العليا الإسرائيلية التي تعد أبرز معالم "الديمقراطية اليهودية". هذه العدوى وصلت كذلك إلى المجر وغيرها من الدول التي يصعد فيها اليمين المتطرف ويتعزّز حضوره. كل هذا يشي بأن عالم اليوم يشهد ظاهرةً سياسيةً عابرةً للقارات، تكن العداء للديمقراطية وتهدف لقلب أنظمتها. وهو ما يدفع للسؤال حول أصول هذه الظاهرة؟ وإلى أي المدى هي قادرة على تحقيق أهدافها؟
أنصار ترامب وأنصار بولسونارو... عمل متبادل؟
في تقريرها عقب أحداث البرازيل الأخيرة، يوم الأحد، خصَّت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية مساحةً واسعةً لرصد أوجه التشابه بينها وبين ما وقع في محيط الـ"كابيتول هيل" في عام 2021، منطلقةً من أنه، وبالرغم من الاختلاف الأولي بين الحدثين، كون أنصار ترامب حاولوا الانقلاب على نتائج الانتخابات بينما سعى أنصار بولسونارو للإطاحة برئيس رسمي للبلاد، فإنهما حدثان متطابقان على مستوى نقاط عدة.
فبحسب تقرير التايمز، فإن أوجه التشابه بين الهجوم في البرازيل والهجوم على مبنى الـ"كابيتول" واضحة؛ فقد سعى جاير بولسونارو منذ عدة أشهر لتقويض نتائج الانتخابات التي خسرها ، بنفس الطريقة التي اتبعها دونالد ترامب بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية. وبنفس الأسلوب الذي استخدمه ترامب والمقربين منه، عبر نشر الأكاذيب حول تلك الانتخابات، وتمت إثارة الشكوك في نتائج الانتخابات الرئاسية البرازيلية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وعن طريق نفس حلفاء الرئيس الأمريكي السابق.
وهو ما توضحه ذات الصحيفة في تقرير آخر، إذ تسلط الضوء على أن وسائل الإعلام اليميني الأمريكي، وأنصار ترامب في وسائل التواصل الاجتماعي، عمدوا إلى التشكيك في نتائج الانتخابات البرازيلية منذ دورها الأول، مرجحين نفس فرضيات المؤامرة التي من أجلها جيشوا أتباعهم لأحداث "كابيتول هيل". ومن بين هؤلاء مارك فينشم، المرشح الجمهوري لمنصب مسؤول خارجية ولاية أريزونا، الذي كتب على قناته في تيليغرام، عشية الانتخابات البرازيلية: "عزيزتي البرازيل، احذري أصوات الساعة الثالثة صباحًا، احذري خروج حقائب من تحت الطاولات وصناديق البيتزا التي تسلم للمراقبين من النوافذ".
وقبل ذلك، حذر دونالد ترامب، خلال العام الماضي في خطاب ألقاه بالبرازيل، من التدخل الصيني في الانتخابات هناك. وعلى ذات الشاكلة ظهر نجل بولسونارو في حدث أقيم في ساوث داكوتا، استضافه أحد الوجوه الأمريكية البارزة في الترويج لنظريات المؤامرة الانتخابية مايك ليندل، في وقت كان والده يخطب في البرازيليين بأنه: "إذا هزمت في الانتخابات القادمة فهذا يعني أن الانتخابات مزورة".
وقدّمت وسائل الإعلام اليمينية الأمريكية دعماً كبيراً لرواية بولسونارو أثناء تغطيتها النتائج، متحدثةً عن وقوع تزوير خلالها "على شاكلة تلك التي أزاحت ترامب من البيت الأبيض"، بالرغم من الأمر وضعهم في حرج، وذلك لأن النظام الانتخابي البرازيلي يختلف تمامًا عن نظيره الأمريكي. كما كتب موقع "Gateway Pundit" اليميني المتطرف، خلال تغطيته للدور الأول من الانتخابات في البرازيل، بأنها شهدت "تزويرًا هائلاً"، بالرغم من إشادته بنجاح بولسونارو في المرور إلى الدور الموالي، وهو ما يكشف تناقضًا آخر، في التغطية المتحيزة.
من هم أنصار ترامب وبولسونارو؟
هذا وتتسع دائرة مناصري "أوقفوا السرقة" الأمريكية، التي تشمل أنصار ترامب الذين يعتقدون بنظريته حول سرقة الفوز الانتخابي منه، وتجمع طيفًا واسعًا من تلوينات اليمين المتطرف الأمريكي، والذي ينقسمون في مجملهم إلى جناحين أساسيين؛ الأول عسكري على غرار جماعة "الأولاد الفخورين" المسلحة (Proud Boys)، والتي تصف نفسها على أنها منظمة رجال شوفينيين غربيين مناهضة لليسار ومؤمنة بالتفوق العرقي الأبيض. والثاني دعائي، مثل مروجي نظريات الـ "QAnon"، وهي نظرية مؤامرة تعتقد بأن العالم واقعٌ تحت هيمنة جماعة شيطانية بيدوفيلية وآكلة للحوم البشر، تديرُ شبكة عالمية للاتجار بالقاصرين، وتتآمر على ترامب لأن هذا الأخير يعملُ على اجتثاثها.
ويلتقي الجناحان في تصور "رجعي جديد"، يجمع بين التفوق العرقي والتطرف الديني المسيحي والشوفينية الذكورية، ويتفقان على معاداة الديمقراطية باعتبارها نظام حكم مخترق من قبل "الأشرار" الذين يناهضون القيم التي يعتقدون بها. وتعد "الرجعية الجديدة" مفهومًا حديثًا، يختلف، حسب المختصين، بشكل جذري عن الفاشية أو النازية التي عرفتها أوروبا بداية القرن العشرين.
ويعود ظهور هذه النظريّة إلى فترة التسعينات، في لحظة زهو النموذج الرأسمالي الذي قدّم للعالم كمنتصر بعدَ سقوط الاتحاد السوفيتي، ويرى منظروها بأن النظام السياسي الأمثل للبشرية هو دكتاتورية رجال الأعمال. ومن بين الذين ساهموا في صياغتها المستثمر والمنظر الأمريكي إيرفن كورتيس، مؤسس التيار الذي تتبناه الحركات العنصرية البيضاء في أمريكا والعالم، وينفذ باسم التيار هجمات ضد المسلمين والمهاجرين واليهود والمثليين.
وعلى هذا الأساس بنيت علاقة هذه الجماعات بالرئيس الأمريكي السابق، إذ لا يمثل في نظرِهم، "ذلك الزعيم النازي الذي يمارس التقيّة، بل شخصية متعاطفة مع أهداف اليمين الأبيض من خارجِ تيارهم"، وأن "دوره يتلخص في كونه الصورة التي تساهم في الترويج لتلك الأيديولوجيا، وضمّ أكبر عدد من الأمريكيين إليها". فيما وبشكلٍ جدلي، "مثَّل اتحاد ظاهرتي تولي ترامب الرئاسة وتزايد نشاط اليمين المتطرف في شبكات الإنترنت، تصاعدًا كبيرًا في أعداد المنتمين إلى هذا التيار".
شرعية عسكرية.. الفروق بين ترامب وبولسونارو
أمّا عن سؤال من هم أنصار جاير بولسونارو، وما مدى التطابق والاختلاف مع أنصار دونالد ترامب، فقد قال الباحث البرازيلي في علم الاجتماع ماثيوس رومانيتو، خلال حديث مع "الترا صوت" إن "الإجابة على سؤال ‘من هم أنصار بولسونارو؟’ لا يمكن أن تتم ببساطة عبر تحديد انتماءاتهم الطبقية أو المهنية، حيث نرى وجود دعم من الطبقة الرأسمالية وكذلك دعمًا من قطاع في الجيش بالإضافة إلى الطبقات المتوسطة والفقيرة، وبالتالي هذا لا يمنحنا إجابة دقيقة حول ذلك السؤال". ويوضح رومانيتو أن "بحث الأيديولوجية، أو الأيديولوجيات، التي تجمع هؤلاء الأنصار يسعف أكثر في تكوين تصور حولها".
ويعتقد الباحث البرازيلي رومانيتو، أن بولسونارو على عكس ترامب تمامًا شارحًا ذلك بقوله: "بولسونارو يستمد شرعيته الأيديولوجية من حقب الديكتاتورية العسكرية التي شهدتها البلاد قبل زمن ليس بالطويل، وهو لا يخفي ذلك باعتباره خدم في الجيش وعبّر بصراحة عن دعمه لقيادة عسكرية حازمة، وبالتالي يسعى لإحياء صورة الزعيم العسكري أو تلك الشخصية المنظِّمة والجامعة، وهو ما يفسره التأكيد في خطابه على مركزية العمل والالتزام بالأوامر دون مناقشتها".
وحول أهمية هذا الخطاب لبولسونارو، قال رومانيتو إن هذا الخطاب "مكنه من تمثيل دور العنصر الجامع والمكثف لمختلف تيارات اليمين؛ من الوسطيين واليمين التقليدي الذي يتبنى مبدأ التصويت ضد اليسار مهما كان المرشح الآخر، إلى اليمين المتطرف والمجموعات النازية".
ويضيف رومانيتو، نقطة اختلاف أخرى بين أنصار بولسونارو وترامب، وهي أن هناك مجموعات من البرازيليين لازالوا يرون ضرورةً في عودة الديكتاتورية العسكرية، وهو ما جعل الصورة التي يقدمها بولسونارو تلقى قبولًا واسعًا عندهم.
أما عن أوجه التشابه بين جماعة ترامب وبولسونارو، فهي تكمن في معاداتهما لكل أشكال الحقوق الفردية، ودفاعهما عما يسمونه "قيم العائلة" وبشكل أكثر تطرفًا عن "السيادة الذكورية". ويتحدث رومانيتو أيضًا عن تنامي معاداة السامية في المجتمع البرازيلي تزامنًا مع صعود بولسونارو، والتي بحسبه هي "مفهوم مستورد لم يشهده المجتمع البرازيلي من قبل".
ويربط الباحث البرازيلي كذلك بين صعود بولسونارو وتنامي أتباع كنيسة "الصحوة الكبرى الجديدة" (Neo-Pentacostal Church) في البلاد، والذين يمثلون جزءًا كبيرًا من أتباع الرئيس السابق. وهو أيضًا أحد أوجه التشابه مع أنصار ترامب، الذين ينتمي قطاع واسع منهم إلى الكنيسة الإنجيلية، القريبة من كنيسة "الصحوة الكبرى الجديدة"، وتشترك كنسية الصحوة الكبرى والإنجيلية بكونها تيارات بروتستانتية متشددة. بالمقابل لا ينفي المتحدث تسرب نظريات المؤامرة "QAnon" الأمريكية إلى المجتمع البرازيلي، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ودعم ترامب وحاشيته لبولسونارو، وهو ما عزز انتشارها بين البرازيليين.
هل الديمقراطية مهددة؟
معظم دول العالم أصدرت بيانات إدانة لأحداث البرازيل المناهضة للديمقراطية، وغالبيتها وصفتها بـ"العدوان" على الشرعيّة. ومن بين ذلك تعليق الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي وصفه هجوم برازيليا بـ"الاعتداء على الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة في البرازيل"، مؤكدًا على أن المؤسسات الديمقراطية البرازيلية "تحظى بدعمنا الكامل ويجب ألّا يتم تقويض إرادة الشعب البرازيلي".
فيما مصطلح "التهديد" يبقى غامضًا، وأساسًا لطرح عدد من الأسئلة، على رأسها؛ هل الديمقراطية هشة كي يتم إسقاطها من قبل أنصار بولسونارو-ترامب؟ وعلى نفس المنوال، هل هؤلاء الأنصار من القوة التي يمكنها أن تهدد ممارسةً سياسيةً مستمرةً منذ فترة طويلة؟
وللإجابة عن هذه الأسئلة، تقول أستاذة الفلسفة بجامعة لورين الفرنسية ومعهد العلوم السياسية بباريس آنا زلينسكا، إنه علينا العودة إلى التغيرات التي يعرفها عالم اليوم، "لسنوات قليلة مضت، عندما كان أي شخص يستخدم مصطلح ‘الفاشية’ لوصف عدد من الأحداث السياسية في القرن الـ 21، كان يتم وصفه بالمبالغة والغلو في استخدام ذلك الوصف"، وتوضح زيلينسكا في حديثها لـ "الترا صوت": "ما يتم نسيانه، هو أن الفاشية أخذت وقتًا طويلًا لتفرض نفسها، والآن نحن في اللحظة التي يعمل فيها الفاشيون على تحقيق ذلك".
وتذكّر أستاذة الفلسفة بأن "الليبرالية والحرية في جمهورية فايمار -التي عرف عنها الضعف السياسي لمؤسساتها- لم تكن لديها القوة لمجابهة انتشار الأفكار الراديكالية، التي أسهمت فيها الآليات الحديثة للبروباغندا. أما اليوم فنحن على دراية بأخطار بعض أشكال هذه البروباغندا، وعلينا مجابهتها بسرديات مضادة". وأضافت آنا زلينسكا: "صحيح أن ديمقراطيتنا اليوم محمية بشكلٍ أكبر مما كانت عليه في أي وقت من التاريخ، وهو ما يميز أيامنا هذه عن أوروبا 1920-1930، لكن هذا لا يعني أننا في مأمن من هجمات الفاشية ضد قيمنا".
وتنطلق زيلنسكا من اقتباس للمفكر الألماني ماكس هوركهايمر، من كتابه "اليهود وأوروبا"، يقول فيه: "إذا لم ترد الحديث عن الرأسمالية، فمن الأفضل أن تصمت بشأن الفاشية". ومنه تخلص إلى أنه "من الواضح أن النزعات الراديكالية المعادية للديمقراطية يتم تغذيتها بالفوارق الطبقية المتنامية؛ وهو ما يفسر صعود اليمين المتطرف في أمريكا اللاتينية وشرق أوروبا".
تنطلق زيلنسكا من اقتباس للمفكر الألماني ماكس هوركهايمر، من كتابه "اليهود وأوروبا"، يقول فيه: "إذا لم ترد الحديث عن الرأسمالية، فمن الأفضل أن تصمت بشأن الفاشية"
اختتمت زيلنسكا حديثها مع "الترا صوت" بالقول: "بالرغم من هذه الفوارق، التي تدفعنا غالبًا لطرح السؤال حول جدوى الديمقراطية، علينا أن نتذكر أهمية المؤسسات والرمزيات الديمقراطية بالنظر إلى البديل الدموي المطروح مقابلها؛ في أفغانستان، كما في كوريا الشمالية أو روسيا بوتين".