في بيان مصور اليوم الأحد، حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة من أن قوات حفظ السلام الدولية في لبنان (اليونيفيل) "معرضة للخطر"، مطالبًا الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش بسحبها من مواقعها "على الفور".
وقال نتنياهو في بيانه: "أريد أن أخاطب من هنا مباشرة الأمين العام للأمم المتحدة: لقد حان الوقت لسحب قوات اليونيفيل من معاقل حزب الله ومناطق القتال". زاعمًا أن تواجد هذه القوات الأممية "كان يهدف إلى توفير درع بشري لحزب الله"، وأن رفض إجلاءها "يجعلهم (اليونيفيل) رهائن لدى حزب الله، مما يعرض حياتهم وحياة جنودنا للخطر".
حذّر بنيامين نتنياهو الأمم المتحدة من أن قوات اليونيفيل "معرضة للخطر"، مطالبًا أنطونيو غوتيريش بسحبها من مواقعها "على الفور"
ويأتي هذا الخطاب كأحدث تطور لسلسلة الهجمات الإسرائيلية على اليونيفيل، منذ بدأ العدوان على لبنان، بالرغم من التزام قواتها بالبقاء في قواعدهم وسط الاشتباكات البرية الدائرة لأكثر من أسبوعين.
وفي يوم الخميس، أعلنت قيادة اليونيفيل في بيان أن المقر الرئيسي لقواتها بمنطقة الناقورة، والمواقع القريبة منها، تحولت إلى هدف لنيران الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الماضية.
وأورد البيان: أنه "هذا الصباح (الخميس)، أصيب اثنان من حاملي القبعات الزرقاء بجروح بعد أن ألقت دبابة ميركافا إسرائيلية النار على برج مراقبة في المقر الرئيسي لقوات اليونيفيل في الناقورة، وأصابته إصابة مباشرة تسببت في انهياره"، وأصيب إثر ذلك جنديان إندونيسيان بجروح طفيفة "لحسن الحظ".
وأشار البيان أيضًا إلى أن الجنود الإسرائيليين أطلقوا "عمدا النار على موقع UNP 1-32A (بمنطقة اللبونة) حيث تعقد باستمرار اجتماعات ثلاثية قبل بداية الحرب، ما أدى إلى تضرر الإنارة ومحطة ربط كهربائي". قبل أن يتبع محذرًا من أن "كل هجوم متعمد على جنود حفظ السلام يمثل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي".
وأثارت هذه الهجمات إدانات دولية واسعة، وأعربت فرنسا بدورها التي تملك 700 من جنودها بين حاملي القبعات الزرقاء عن "انشغالها الشديد بعد إطلاق النار الإسرائيلي الذي أصاب قوات اليونيفيل في لبنان ونددت بأي استهداف لأفرادها"، حسبما نشرت وكالة فرانس بريس.
وفي تصريح له يوم الجمعة، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده "لن تقبل" بأن "يتعمد" الجيش الإسرائيلي استهداف الجنود الأمميين في لبنان مجدداً، وأردف مشددًا: "ندين هذا الأمر. لن نقبل به ولن نقبل بأن يتكرر ذلك ".
وبحسب ما كشفه مكتب رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني، الأحد، أنها أبلغت نظيرها الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الهجمات على قوة الأمم المتحدة لحفظ السلام في لبنان "غير مقبولة"، نقلًا عن وكالة رويترز. وقالت الحكومة الإيطالية في بيان: "أكدت رئيسة الوزراء ميلوني مجدداً عدم قبول تعرُّض قوات (اليونيفيل) لهجوم من جانب الجيش الإسرائيلي".
هذا وأعربت نحو 40 دولة على الأقل يوم السبت عن دعمها "الكامل" لقوات اليونيفيل الموقتة المنتشرة في جنوب لبنان، وطالبت بحمايتها. وقالت هذه الدول المساهمة في القوة الأممية: "ندين بشدة الهجمات الأخيرة ضد حفظة السلام. ويجب أن تتوقف أفعال كهذه فورا وأن يتم التحقيق فيها بشكل مناسب"، بحسب ما جاء في رسالة نشرها حساب البعثة البولندية إلى الأمم المتحدة.
أعربت نحو 40 دولة على الأقل عن دعمها "الكامل" لقوات اليونيفيل الموقتة المنتشرة في جنوب لبنان، وطالبت بحمايتها.
وفي السياق نفسه، تستمر الهجمات الشرسة للحكومة الإسرائيلية على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والتي كانت آخرها إعلان تل أبيب اعتباره شخصًا غير مرغوب فيه وممنوع من دخول إسرائيل، لأنه لم "يندد بصورة قاطعة" بالهجوم الصاروخي الإيراني، بحسب زعم وزير خارجية الاحتلال يسرائيل كاتس.
واعتبر كاتس، في بيان صدر اليوم الأربعاء، أن غوتيريش ليس جديرًا بالدخول لما وصفه "الأراضي الإسرائيلية"، فقال: "من لا يقدر على التنديد بصورة قاطعة بهجوم إيران الإجرامي على إسرائيل، ليس جديرًا بالدوس على الأراضي الإسرائيلية". هذا قبل أن يسترسل: " هذا أمين عام كاره لإسرائيل، ومنح دعمًا لإرهابيين، غوتيريش سيُذكر كوصمة عار أبدية في تاريخ الأمم المتحدة".
وفي أعقاب هذا، وقعت 105 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة على رسالة دعم لأنطونيو غوتيريش. جاء ذلك في رسالة تضمنت توقيع 105، نشرتها بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة في حسابها على "إكس"، وتأتي في مقدمة هذه الدول إسبانيا والبرازيل وتشيلي وإندونيسيا وكولومبيا وجنوب أفريقيا والمكسيك وغيرهم.
وأدانت الدول إجراءات الاحتلال وأعربت عن قلقها بسبب تقويض قدرة الأمم المتحدة على تنفيذ ولايتها، ما سيؤدي إلى "تأخير إنهاء الأعمال العدائية وإنشاء مسار موثوق نحو حل الدولتين". مذكرة بأن أن الأمين العام للأمم المتحدة يلعب دورًا حيويًا في تعزيز مقاصد الأمم المتحدة، بما فيها الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وتسهيل الجهود الإنسانية وتعزيز السلام والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.