في ظل اتفاقهما على أن الصين أصبحت "التحدي الاستراتيجي الأعظم" لهما شرق آسيا، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الأحد، عن عزمها تجديد قيادتها العسكرية في اليابان بهدف تعميق التنسيق مع القوات اليابانية لمواجهة التحديات بالمنطقة.
ويأتي إعلان واشنطن في أعقاب محادثات أمنية عُقدت في العاصمة اليابانية طوكيو بين كل من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزير الدفاع لويد أوستن، ونظيريهما اليابانيين يوكو كاميكاوا ومينورو كيهارا.
وقال لويد أوستن للصحفيين إن الولايات المتحدة سترفع: "مستوى القوات الأميركية في اليابان إلى قوة مشتركة بمهام موسعة ومسؤوليات عملياتية"، مضيفًا أن هذا التغيير سيكون: "الأكثر أهمية للقوات الأميركية في اليابان منذ إنشائها وأحد أقوى التحسينات في علاقتنا العسكرية مع اليابان منذ 70 عامًا".
ستُجدد الولايات المتحدة الأميركية قيادتها العسكرية في اليابان بهدف تعميق التنسيق مع القوات اليابانية لمواجهة التحديات في منطقة شرق آسيا
وأوضح الوزراء الأربعة في بيان مشترك، أن هيكل القيادة الجديد سيتم تنفيذه بالتوازي مع خطط طوكيو لإنشاء قيادة مشتركة لقواتها بحلول آذار/مارس 2025. ويأتي ذلك في ضوء عدة تدابير أخرى يجري اتخاذها للتعامل مع أسمته طوكيو وواشنطن "بيئة أمنية متطورة"، وذلك في إشارة إلى الصين وتهديداتها في منطقة شرق آسيا.
وانتقد الوزراء سلوك بكين "الاستفزازي" في بحري الصين الجنوبي والشرقي، إضافةً إلى التدريبات العسكرية المشتركة مع روسيا، والتوسع السريع في ترسانتها من الأسلحة النووية.
كما قالوا، في بيانهم، إن: "السياسة الخارجية لبكين تسعى إلى إعادة تشكيل النظام الدولي لصالحها على حساب الآخرين"، معتبرين أن: "مثل هذا السلوك يثير قلقًا خطيرًا للتحالف والمجتمع الدولي بأكمله ويمثل التحدي الاستراتيجي الأكبر في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وخارجها".
وناقش الوزراء كذلك "الردع الموسع"، في إشارة إلى التزام الولايات المتحدة باستخدام قواتها النووية لردع أي هجوم على الحلفاء. وقالت وزيرة الخارجية اليابانية، كاميكاوا يوكو، إنه: "في ظل التهديدات النووية المتزايدة الشدة في محيط اليابان، من المهم تعزيز الردع الموسع بشكل أكبر. أرحب بالمناقشة المتعمقة باستمرار حول هذه المسألة".
وتستضيف اليابان قاعدة عسكرية ضخمة للولايات المتحدة على أراضيها تتألف من 54 ألف جندي أميركي، إضافةً إلى مئات الطائرات ومجموعة حاملات طائرات.
وقد بدأت اليابان، خلال السنوات الأخيرة، وفي ضوء تنامي القوة العسكرية الصينية والاختبارات الصاروخية لكوريا الشمالية؛ بالتخلي عن نهجها السلمي الذي سارت عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، وكشفت في عام 2022 عن خطة لمضاعفة الإنفاق الدفاعي إلى 2 بالمئة من الناتج المحلي.
وسيعقد بلينكن وأوستن، بعد مغادرتهما طوكيو، محادثات أمنية أخرى مع الفلبين التي تعد جزءًا رئيسيًا من التحالف الذي يجمع الولايات المتحدة بكل من اليابان وكوريا الجنوبية وتايلاند في شرق آسيا، لمواجهة التهديدات الصينية شرق آسيا.
وكانت وسائل إعلام يابانية قد تحدثت، مؤخرًا، عن ضغوط يمارسها أعضاء في الكونغرس الأميركي تجاه إدارة الرئيس جو بايدن، للانخراط أكثر في نزاعات بحر الصين الجنوبي، وخاصةً النزاع بين الفلبين والصين على اعتبار أن مانيلا هي إحدى أدوات واشنطن الاستراتيجية لاحتواء بكين.