لا تزال تداعيات إضراب كتّاب وممثلي هوليوود تُلقي بظلالها على قطاع صناعة السينما، الذي بدأت آثار الإضراب عليه تأخذ منحىً أشد وطأة خلال الأيام القليلة الأخيرة. فبعد أكثر من ثلاثة أشهر على بدأ كتّاب السيناريو في هوليوود إضرابهم، الذي انضم إليه الممثلون في منتصف تموز/ يوليو الفائت، لم يحدث ما يُشير إلى قرب انتهاء الأزمة غير المسبوقة. بل وعلى العكس تمامًا ثمة ما يوحي بأنها قد تمتد إلى العام المقبل.
آخر هذه المؤشرات فشل جولة المفاوضات الأخيرة التي عُقدت بين كتّاب السيناريو ورؤساء استديوهات "ديزني"، و"يونيفرسال", و"وارنر براذرز"، و"نتفليكس" الأسبوع الماضي. وقد حمّلت "نقابة كتّاب السيناريو" فشل هذه الجولة لرؤساء الاستديوهات، حيث قالت في بيان إن الاجتماع كان بمثابة: "إشادة بجودة الاقتراح الوحيد الذي قدموه". وأضافت: "لم يكن اجتماعًا يرمي إلى التوصل لاتفاق، بل لجعلنا نستسلم"، ما يعني استمرار الأزمة.
تسبب إضراب هوليوود المستمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر في تأجيل طرح عدة أفلام إلى 2024، منها الجزء الثاني من فيلم "Dune"
في هذا الوقت، تتواصل خسائر هوليوود وقطاع السينما عمومًا الذي أصبح شبه مشلول بفعل استمرار الأزمة التي تُعد الأولى من نوعها منذ عام 1960. ناهيك عن تداعياتها الأخرى التي تجسّدت قبل أيام في إعلان شركة "وارنر براذرز" تأجيل طرح ثلاثة من أفلامها إلى العام المقبل، ومنها الجزء الثاني من فيلم الخيال العلمي "Dune"، الذي كان من المفترض أن يُطرح في دور العرض ابتداءً من الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.
وحدّدت الشركة من الخامس عشر من آذار/ مارس 2024 موعدًا جديدًا لطرح الفيلم، الذي يُعد من أكثر الأفلام انتظارًا في 2023. كما أصبح نيسان/ أبريل 2024 موعد إطلاق فيلم "Godzilla x Kong: The New Empire" بدلًا من آذار/ مارس، في حين أجّلت طرح فيلم الرسوم المتحركة "The Lord of the Rings: The War of the Rohirrim" من نيسان/ أبريل إلى كانون الأول/ ديسمبر عام 2024.
ليست "وارنر براذرز" الشركة الأولى التي تؤجل طرح أفلامها بسبب إضراب هوليوود، إذ سبقتها شركة "سوني بكتشرز" التي أرجأت في تموز/ يوليو الماضي اثنين من أفلامها إلى 2024، وهما الجزء الجديد من "Ghostbusters"، وعمل مقتبس من الشرائط المصورة "Kraven the Hunter"، بالإضافة إلى "Spider-Man: Beyond the Spider-Verse" الذي كان من المقرر عرضه في مارس 2024.
لا تقتصر تداعيات إضراب هوليوود على الشركات المنتجة فقط، بل طالت أيضًا المهرجانات السينمائية التي لن يستطيع نجوم هوليوود حضورها بسبب الإضراب، الذي يمنعهم من القيام بأي أعمال ترويجية لأفلامهم الجديدة، أو حضور المهرجانات الدولية الكبرى. وهو ما حدث في مهرجان لوكارنو الذي أُقيمت دورته الـ76 بين الثاني والثاني عشر من آب/ أغسطس الجاري، ومن المتوقع أن يحدث في مهرجان البندقية الذي ستنطلق فعاليات دورته الـ80 بعد يوم غد الأربعاء.
وبالإضافة إلى الإضراب، يواجه مهرجان البندقية تحديات أخرى تتمثل في خطر التعرض لانتقادات بسبب اختيار إدارة المهرجان مخرجين مثيرين للجدل متهمين بالاعتداء الجنسي هما رومان بولانسكي وودي آلن، للمشاركة في دورة هذا العام من المهرجان.