06-أغسطس-2024
جوش شابيرو

(AP) جوش شابيرو أثناء حضور فعالية في بنسلفانيا

دخلت روابط ودعم حاكم ولاية بنسلفانيا، جوش شابيرو، لـ"إسرائيل" دائرة الضوء، الأسبوع الماضي، والذي يُعد من الديمقراطيين البارزين، وأحد المنافسين الرئيسيين للترشح لمنصب نائب الرئيس، الذي من الممكن أن تختاره المرشحة الديمقراطية، كامالا هاريس، للمنافسة معها في سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وفقًا لتقرير موقع "ميدل إيست أي" البريطاني.

ويُعد شابيرو من أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس، إلى جانب حاكم ولاية كنتاكي، آندي بشير، حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، وزير النقل، بيت بوتيجيج، السيناتور عن ولاية أريزونا، مارك كيلي، وحاكم ولاية إلينوي، جي بي بريتزكر.

ويقول الموقع البريطانية إنه على مدى الأيام القليلة الماضية، ارتفعت أسهم شابيرو السياسية بشكل كبير. وفي خضم تزايد الاهتمام به، تم إطلاق موقع على شبكة الإنترنت يسمى "لا للإبادة الجماعية جوش". ويحث الموقع حملة هاريس على عدم اختياره بسبب ارتباطاته بـ"إسرائيل"، وتعليقاته وأفعاله السابقة التي شيطنت الحركة المؤيدة لفلسطين، وكذلك المشاعر المؤيدة للفلسطينيين في ولاية بنسلفانيا.

يحث موقع "لا للإبادة الجماعية جوش" حملة هاريس على عدم اختيار جوش شابيرو بسبب ارتباطاته بـ"إسرائيل"

ويضيف "ميدل إيست أي" أن شابيرو كان مؤيدًا قويًا لإسرائيل لعقود من الزمن، منذ أيام دراسته الثانوية والجامعية، عندما كان يكتب لصحيفة طلابية في جامعة "روتشستر"، وقد ظهرت إحدى مقالاته بعنوان "السلام غير ممكن" في إحدى الصحف الشهر الماضي.

تاريخ شابيرو "التطوعي" في جيش الاحتلال

وينقل الموقع البريطاني أن شابيرو كتب في المقال "إن الفلسطينيين لن يتعايشوا بسلام"، وأضاف "إنهم لا يملكون القدرة على إقامة وطنهم الخاص وتحقيق النجاح فيه، حتى بمساعدة إسرائيل والولايات المتحدة. إنهم يتمتعون بعقلية قتالية شديدة تمنعهم من إقامة وطنهم الخاص المسالم".

وقال شابيرو أيضًا في المقال ذاته إنه خدم سابقًا كمتطوع في الجيش الإسرائيلي، حيثُ كتب: "ورغم تشككي كيهودي ومتطوع سابق في الجيش الإسرائيلي، فإنني آمل بشدة وأصلي أن تنجح "خطة السلام" هذه".

وقد سعى حاكم بنسلفانيا للتقليل من أهمية تعليقاته السابقة، وقال المتحدث باسمه، مانويل بوندر، لـ"ميدل إيست أي" إن خدمته التطوعية شملت "مشاريع في قاعدة للجيش الإسرائيلي"، وأضاف أنه "لم يشارك في أي أنشطة عسكرية في أي وقت".

وقال بوندر: "أثناء دراسته في المدرسة الثانوية، طُلب من جوش شابيرو القيام بمشروع خدمة، وقد أكمله هو وعدد من زملائه في الفصل من خلال برنامج أخذهم إلى كيبوتس في إسرائيل حيث عمل في مزرعة وفي مصايد الأسماك".

وأضاف "تضمن البرنامج أيضًا التطوع في مشاريع خدمية في قاعدة للجيش الإسرائيلي، ولم يشارك في أي وقت من الأوقات في أي أنشطة عسكرية"، وبحسب الموقع البريطاني، تم مؤخرًا حذف الإشارة إلى عمله التطوعي من صفحته على ويكيبيديا.

لكن خدمته لـ"إسرائيل" لم تنته عند هذا الحد، إذ عمل شابيرو في السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة في قسم الشؤون العامة في عام 1996، وفقًا لما ذكره المتحدث باسهم الحاكم لصحيفة "بولوارك، وأكد بوندر تصريحات المتحدث لـ"ميدل إيست أي".

وقد وصف المشرعون ووسائل الإعلام الأميركية الانتقادات الموجهة لشابيرو، وهو يهودي، بأنها "معادية للسامية"، وقال الحاكم نفسه إن آراءه تغيرت، وإنه يدعم حل الدولتين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

لكن الناشطين المؤيدين للفلسطينيين وجماعات حقوق المسلمين يطالبون السياسيين بأكثر من مجرد الخطابة.

وقال المدير التنفيذي لمنظمة كير في فيلادلفيا، أحمد تيكيليوغلو، في بيان: "لا ينبغي للحاكم شابيرو أن يدعي ببساطة أن آراءه قد تغيرت".

وأضاف "يجب عليه الاعتذار صراحة، ثم إثبات أنه تغير من خلال التراجع عن مواقفه المناهضة للفلسطينيين الأخيرة، والتعهد بحماية حق الطلاب وموظفي الدولة وكل شخص آخر في بنسلفانيا في الاحتجاج على الإبادة الجماعية في غزة، والدعوة إلى إنهاء الدعم الأميركي لجرائم الحرب التي ترتكبها الحكومة الإسرائيلية".

مقارنة المتظاهرين المؤيدين لفلسطين بـ"كو كلوكس كلان"

يوضح الموقع البريطاني أنه كان أحد اهتمامات حملة "لا للإبادة الجماعية جوش"، المقابلة التي أجراها شابيرو مع شبكة "CNN"، حيث قارن بين المتظاهرين الطلاب ضد الحرب على غزة وأعضاء جماعة "كو كلوكس كلان" (KKK)، وهي جماعة أميركية عنصرية بيضاء تروج للكراهية.

وقال شابيرو: "لا ينبغي منع الطلاب من الذهاب إلى الحرم الجامعي لمجرد أنهم يهود أو يتعلمون في الفصول الدراسية، بدلًا من إجبارهم على الذهاب إلى الإنترنت لأنهم يهود. إنه أمر غير مقبول على الإطلاق".

وأضاف "هل تعلم ماذا؟ علينا أن نتساءل عما إذا كنا سنتسامح مع هذا أم لا، إذا كان هؤلاء الأشخاص يرتدون ملابس كو كلوكس كلان أو يرتدون شعارات كو كلوكس كلان ويعلقون على الأشخاص من أصل أفريقي في مجتمعاتنا".

ولم يتضح بعد أي جامعة كان شابيرو يشير إليها عندما قال إن الطلاب اليهود مُنعوا من دخول الحرم الجامعي، لكن "ميدل إيست أي" استعرض ادعاءً من هذا القبيل من جانب طلاب مؤيدين لـ"إسرائيل" في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ولم يجد أي دليل على أن أي طالب، سواء كان يهوديًا أو إسرائيليًا أو غير ذلك، مُنع من حضور الفصول الدراسية.

وفي إشارة أخرى إلى معارضته الشديدة للاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل وخارج الحرم الجامعي، سارع شابيرو أيضًا إلى إدانة رئيسة جامعة بنسلفانيا، إليزابيث ماجيل، لعدم بذلها جهودًا كافية لقمع المظاهرات.

ويشير الموقع البريطاني إلى أن شابيرو قال حول ذلك: "لقد فشلت (ماجيل ومجلس إدارة جامعة بنسلفانيا) على ما يبدو في كل خطوة من الطريق في اتخاذ إجراءات ملموسة لضمان شعور كل طالب بالأمان في الحرم الجامعي. بصراحة، اعتقدت أن تعليقاتها كانت مخزية تمامًا. لا ينبغي لها ذلك".

وقد أدلى الحاكم بهذه التعليقات خلال تجمع جماهيري لدعم مطعم "جولدي"، وشهد المطعم المملوك لـ"إسرائيليين" تجمعًا للمتظاهرين خارج المطعم، بعد أن أرسل مالكه أموالًا لمنظمة إغاثة تدعم الجيش الإسرائيلي، كما طرد المطعم أحد موظفيه لارتدائه دبوسًا يحمل العلم الفلسطيني.

ويقول "ميدل إيست أي" إنه في شهر أيار/مايو الماضي، وبينما كانت الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية على غزة تجري في مختلف أنحاء البلاد، قام شابيرو بتحديث مدونة قواعد السلوك التي وضعتها إدارته، ومنع فعليًا جميع موظفي الدولة من الانخراط في سلوك "فاضح أو مشين". وقد أثار هذا التحرك مخاوف الخبراء القانونيين، وتساءلوا عما إذا كانت المشاعر المؤيدة للفلسطينيين تعتبر فاضحة، وهو ما قالوا إنه فئة واسعة للغاية.

وقال شابيرو إنه "بنى علاقات وثيقة وذات معنى ومفيدة" مع المجتمعات المسلمة والعربية في جميع أنحاء بنسلفانيا.

لكن في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كتب تحالف من عشرات الجماعات الإسلامية في ولاية بنسلفانيا رسالة إلى شابيرو، أعربوا فيها عن "انزعاجهم العميق وخيبة أملهم" بسبب تعليقاته في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة مباشرة.

وجاء في الرسالة: "الكلمات مهمة، أيها الحاكم شابيرو. إن الخطاب الصادر عن مسؤولينا المنتخبين يخلق سياقًا، حيث وجدت الكراهية ضد المسلمين والعرب أرضًا مزدهرة ونحن نشعر بالقلق بشأن مجتمعاتنا".

وأضافوا: "إن بيانكم الصادر يوم الاثنين 9 (تشرين الأول) أكتوبر 2023 هو تأييد فعال لكل هذه السياسات والخطاب العنصري العسكري القادم من إسرائيل".

الديمقراطيون يتشاركون وجهات نظر مماثلة بشأن إسرائيل

يشير "ميدل إيست أي" إلى أنه في حين تلقى شابيرو القسم الأكبر من الانتقادات من جانب التقدميين والناشطين المؤيدين لفلسطين فيما يتعلق بآرائه بشأن "إسرائيل"، فإن المرشحين الآخرين البارزين لمنصب نائب الرئيس لم يبتعدوا كثيرًا عن وجهة نظره.

من بينهم حاكم ولاية مينيسوتا، تيم والز، المعروف بآرائه ومواقفه التقدمية بشأن قضايا العمل، والذي صوت في السابق لصالح المساعدات العسكرية الأميركية لـ"إسرائيل" عندما كان عضوًا في الكونغرس.

المرشحون الديمقراطيون البارزون  لمنصب نائب الرئيس لم يبتعدوا كثيرًا عن وجهة نظر شابيرو

كذلك، كان حاكم ولاية كنتاكي، آندي بشير، أول حاكم يعترف بتعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست لمعاداة السامية، وهو تعريف مثير للجدل يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.

وأثارت أكثر من 100 منظمة حقوق إنسان ومنظمات المجتمع المدني مخاوف بشأن هذا التعريف، قائلة إنه يمكن استخدامه لقمع النشاط المؤيد لفلسطين.

وكان موقع "ميدل إيست أي" قد ذكر الشهر الماضي أن برنامج الحزب الديمقراطي لانتخابات 2024 أيد نهج الرئيس الأميركي جو بايدن غير الشعبي على نطاق واسع تجاه حرب إسرائيل على غزة، والتي كانت محور التركيز الأساسي للمظاهرات الشعبية المستمرة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.