21-يوليو-2024
سفينة حربية تركية في مقديشو

(Getty) أصبحت تركيا حليفًا وثيقًا للصومال في السنوات الأخيرة

تتعاظم الأدوار التركية في القرن الإفريقي ودول الساحل. فبعد الشراكات المعلن عنها مؤخرًا في مجال الطاقة والدفاع مع النيجر، بالتزامن مع انسحاب فرنسا وأميركا من المنطقة، تُطالعنا وسائل إعلام بينها "رويترز" و"الأناضول" باستعداد أنقرة لإرسال دعمٍ من قوات البحرية التركية إلى المياه الصومالية، بعد أن اتفق البلدان على أن ترسل أنقرة سفينة استكشاف قبالة سواحل الصومال للتنقيب عن النفط والغاز.

تعاظم الشراكة مع الصومال

ذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قدم اقتراحًا إلى البرلمان في وقت متأخر من مساء الجمعة يطلب فيه الحصول على إذن لنشر قوات من الجيش التركي في الصومال، بما يشمل المياه الإقليمية الصومالية.

وجاءت هذه الخطوة بعد يوم من إعلان وزارة الطاقة التركية أن أنقرة سترسل سفينة استكشاف قبالة سواحل الصومال، في وقت لاحق من هذا العام، للتنقيب عن النفط والغاز ضمن اتفاقٍ للتعاون في مجال الهيدروكربونات بين البلدين.

افتتحت تركيا في عام 2017 أكبر قاعدة عسكرية خارجية لها في العاصمة الصومالية مقديشو

وفي وقت سابق من هذا العام، وقعت تركيا والصومال اتفاقًا للتعاون في مجالي الدفاع والاقتصاد خلال زيارة وزير الدفاع الصومالي لأنقرة.

وأصبحت تركيا حليفًا وثيقًا للحكومة الصومالية في السنوات القلية الماضية، حيث تبني أنقرة مدارس ومستشفيات وبنية تحتية في الصومال وتقدم منحًا دراسية للصوماليين للدراسة في تركيا.

وفي عام 2017، افتتحت تركيا أكبر قاعدة عسكرية خارجية لها في مقديشو، كما توفر تركيا التدريب للجيش والشرطة الصوماليين.

تعزيز الوجود في الساحل الإفريقي

استقبلت النيجر هذا الأسبوع وفدًا تركيًا رفيعًا ضمّ وزير الخارجية هاكان فيدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ووزير الطاقة والموارد الطبيعية ألب أرسلان بيرقدار، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم قالن، بالإضافة إلى رئيس مؤسسة الصناعات الدفاعية التابعة للرئاسة خلوق غورغون، وأوزغور فولكان آغار مساعد وزير التجارة.

وتشير طبيعة الوفد إلى طبيعة الملفات التي تتباحثها أنقرة مع نيامي وتسعى لتعزيز دورها فيها، ويتعلق الأمر أساسًا بالصناعات العسكرية واليورانيوم، حيث من المتوقع أن يترجم التقارب التركي النيجري باتفاقيات تجعل أنقرة في صدارة المزودين لنيامي بالأسلحة، وتؤمّن لتركيا من ناحية ثانية الوصول إلى اليورانيوم النيجري بهدف دعم صناعة الطاقة النووية الناشئة في البلاد، حسب وكالة "بلومبرغ".

وشهدت اللقاءات بين المسؤولين الأتراك والنيجريين توقيع إعلان نوايا بشأن التعاون في مجالي النفط والغاز الطبيعي: "بما يفتح الباب أمام دعم وتشجيع الشركات التركية في تطوير حقول النفط والغاز الطبيعي في النيجر".

وكان رئيس الوزراء النيجري، علي الأمين زين، أعرب عن ارتياحه لما وصفها: "بدينامية التعاون مع تركيا، لا سيما في مجال الدفاع"، معتبرًا أنّ: "التحدي الأمني المفروض على النيجر يتطلب أن تكون لديها كل الوسائل اللازمة لضمان دفاعنا"، مضيفًا القول قاصدًا تركيا: "نعلم أنكم قادرون على ضمان ذلك لنا". كما قدّم المسؤول النيجري تأكيدات بأن: "كل التسهيلات ستُمنح للمستثمرين الأتراك".

وتُعد تركيا، حسب "فرانس برس"، أحد الشركاء الذين تَحوَّل إليهم النظام العسكري في نيامي إلى جانب روسيا وإيران، مستفيدةً في ذلك من عمل النيجر على تغيير شراكاتها الدولية بعدما طردت من أراضيها الجنود الفرنسيين الذين كانوا منتشرين في إطار "القتال ضد الجهاديين"، على أن يغادر الجنود الأميركيون أيضًا بحلول أيلول/سبتمبر المقبل.

ويشار في هذا الصدد إلى الطائرات المسيرة التركية من طراز "بيرقدار" باتت "عنصرًا أساسيًا في جيشي مالي وبوركينا فاسو، وهما حليفان لنيامي يحكمهما أيضًا مجلسان عسكريان ويواجهان عنف المتطرفين" حسب "بلومبرغ".

ولم تستبعد مصادر أخرى أن تقود الشراكة الاستراتيجية بين النيجر وتركيا إلى تمكين أنقرة من إقامة قاعدة عسكرية تركية في منطقة أغاديس شمال البلاد، وهي منطقة ذاتُ موقعٍ جغرافي استراتيجي، حيث تقع على تماس، مع تشاد وليبيا والجزائر، كما يعد إقليم أغاديس مركزًا لمناجم اليورانيوم.