23-يونيو-2024
قصف إسرائيلي على مخيم البريج في 2 نوفمبر 2023

(Getty) قصف إسرائيلي على مخيم البريج تشرين الثاني/نوفمبر 2023

أكدت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها، اليوم الأحد، أن إسرائيل تقف عند مفترق طرق حاسم يفرض عليها اختيار واحد بين طريقين واضحين كل الوضوح.

وتأتي هذه الخيارات في وقت تتصاعد فيه التوترات مع "حزب الله"، وتواجه فيه إسرائيل تحديات غير مسبوقة في جبهات متعددة. وأكدت الافتتاحية على ضرورة اتخاذ قرار حاسم بشأن استمرار الحرب في غزة، أو التعاون مع الولايات المتحدة لتحقيق السلام الإقليمي.

قالت الصحيفة: "يواصل بنيامين نتنياهو توجيه السفينة من جبل جليدي إلى آخر. وبينما تواصل إسرائيل وحزب الله تبادل رسائل التهديد، يهاجم رئيس الوزراء مرة أخرى بلا خجل أهم حليف لإسرائيل، متهمًا الولايات المتحدة - التي تزود إسرائيل بالأسلحة والاستخبارات والمساعدات العسكرية والدعم الدبلوماسي في المؤسسات العالمية - بالتخلي عنا وتأخير تسليم الأسلحة".

وأما عن الخيارين المطروحين أمام إسرائيل، فالأول يتضمن مواصلة الحرب في غزة، من دون هدف دبلوماسي، في حين يتم احتلال القطاع وإقامة نظام عسكري "مؤقت"، وكل هذا على حساب حياة المحتجزين في غزة، بحسب الصحيفة.

أمام إسرائيل خيارين، الأول مواصلة الحرب، والثاني هو التعاون مع بايدن في إنهائها وتشكيل تحالف إقليمي يتضمن التطبيع مع السعودية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية

أما الخيار الثاني، فهو "التعاون الوثيق مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، وقبول اقتراحه لإنهاء الحرب في غزة وتشكيل تحالف دفاعي إقليمي بقيادة الولايات المتحدة. ويتضمن هذا التحالف اتفاق تطبيع مع المملكة العربية السعودية، وهو ما يتطلب استعداد إسرائيل لتجديد المفاوضات على أساس مبادئ الاعتراف بالدولة الفلسطينية والتسوية الإقليمية".

ورأت صحيفة "هآرتس" أن الهجوم الإيراني في نيسان/أبريل الماضي، قدّم لمحة هامة عن أهمية التحالف الدفاعي الذي تسعى إليه إدارة بايدن، فهذا التحالف يتطلب تحولًا جذريًا في نهج إسرائيل تجاه القضية الفلسطينية، وقبول السلطة الفلسطينية كشريك دبلوماسي.

تقول الصحيفة العبرية: "استفاد الإسرائيليون من المظلة الدفاعية التي قدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول الخليج المعتدلة والأردن. وإذا أراد الإسرائيليون تنمية هذا التحالف والاستمتاع بثماره، فإن ذلك يتطلب تحولًا بمقدار 180 درجة في نهجهم تجاه القضية الفلسطينية. لا العودة إلى طريق "إدارة الصراع" والتعنت الدبلوماسي. إن قول لا لحماس يعني قول نعم للسلطة الفلسطينية".

واستشهدت الصحيفة بتصريح للمرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، مفاده أن الحرب الجارية في المنطقة ضرورية لأنها تعرقل محاولات التطبيع مع إسرائيل وسيطرتها على المنطقة. واستنتجت الصحيفة منه بأن: "ما يزعج الإيرانيين ووكلاءهم في الشرق الأوسط هو إنشاء كتلة معتدلة تضم دولًا عربية وإسرائيل، تهدف إلى إنهاء عدوان طهران وتوفير بيئة أكثر استقرارًا في المنطقة"، وفق زعمها.

وهذا يعني أن هذا التحالف سيفتح الطريق نحو اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين المعتدلين، مما يعزز الاستقرار ويقلل من احتمالات نشوب نزاعات جديدة في المنطقة بحسب ما ذكرته. 

وبحسب الصحيفة، ويتعين على إسرائيل كي تنضم إلى تحالف المعتدلين هذا أن تتخلص من المتطرفين في الحكومة، وخاصة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريش، ورفاقهما.

وبما أن نتنياهو لا يريد التخلص من أعضاء "القوة اليهودية" و"الصهيونية الدينية" لأن بقاءه السياسي يعتمد عليهما، فإن: "الطريقة الوحيدة لإنقاذ الدولة وإعادتها إلى مسار العقل هي الدعوة إلى انتخابات مبكرة واستبدال الحكومة الأسوأ التي عرفتها إسرائيل على الإطلاق"، وفق الصحيفة.