يستعرض هذا المقال معلومات عن تمثال أبو الهول، أين يوجد ومن قام ببناءه، بالإضافة إلى طول تمثال أبو الهول وارتفاعه، وأخيرًا مجموعة من المعلومات عن الأهرام المصرية.
تمثال أبو الهول
يُصنّف تمثال أبو الهول على أنّه من أشهر التماثيل في العالم، وأقدم وأطول منحوتة حجرية من المملكة القديمة، ويتميّز بجسمه الشبيه بالأسد ورأسه البشري، ويُرمز له بـ "رع حوراختي"؛ الذي يُعد أحد أشكال إله الشمس القوي الذي يُشير إلى القوة الملكية وحامي أبواب المعبد،. ومن الجدير بالذكر، أُطلق على تمثال أبو الهول خلال الأسرة الثامنة عشرة لقب "حورس الأفق" و "حورس المقبرة"، وهو إله الشمس الذي يقف فوق الأفق، وفيما بعد تم نحت العديد من صور أبو الهول بأحجام أصغر أو في نقش مع وجوه الملوك الحاكمين، وكان يُعتقد أن وجه أبو الهول هو وجه الملك خفرع؛ فرعون الأسرة الرابعة الذي بنى ثاني أكبر هرم في الجيزة، وفي صورة أبو الهول كان يُنظر إلى الفرعون على أنه إله قوي.
أين يوجد تمثال أبو الهول؟
يوجد تمثال أبو الهول الحجري العملاق على هضبة الجيزة في مصر على بُعد 10 كيلومترًا غرب القاهرة، وتحديدًا على الضفة الغربية لنهر النيل في جزء من مقبرة ممفيس القديمة مقر سلطة الفراعنة، ويبعد مسافة قصيرة من ثلاثة أهرامات كبيرة وهي الهرم الأكبر خوفو، وخفرع، ومنقرع، ويعود بناؤه لما يُقارب 4500 عام.
طول تمثال أبو الهول
يبلغ طول تمثال أبو الهول 240 قدمًا؛ أي 73 مترًا، بينما يبلغ ارتفاع تمثال أبو الهول 66 قدمًا؛ أي 20 مترًا.
من قام ببناء أبو الهول؟
في الواقع يؤرخ معظم العلماء تمثال أبو الهول إلى الأسرة الرابعة، ويُشيرون إلى أن ملكيته تعود إلى الملك خفرع، ومع ذلك يعتقد البعض أنه بُني من قِبل شقيق خفرع الأكبر رجعديف لإحياء ذكرى والدهم خوفو، والذي يُعرف هرمه في الجيزة باسم الهرم الأكبر، ويدّعي هؤلاء المنظّرون أن وجه أبو الهول الأكبر يُشبه خوفو أكثر من خفرع، وقد أدت هذه الملاحظة أيضًا إلى تكهنات بأن خوفو نفسه هو من بنى التمثال. ومن الجدير بالذكر؛ نُحت تمثال أبو الهول من قطعةٍ واحدةٍ من الحجر الجيري، وتُشير بقايا الصبغة إلى أن تمثال أبو الهول العظيم قد رُسم بالكامل، ووفقًا لبعض التقديرات تطلّب بناؤه ما يُقارب ثلاث سنوات، وبقوى عاملة بلغت 100 عامل، بالإضافة لاستخدام المطارق الحجرية والأزاميل النحاسية لإنهائه كليًا. وعلى مر السنين تدهور تمثال أبو الهول بشكلٍ كبير، ويُعتقد أن ذلك قد بدأ في عهد تحتمس الرابع (1400 - 1390 قبل الميلاد)، ومع ذلك فقد بُذلت جهود مختلفة للحفاظ على التمثال بحالةٍ جيدة، وفي حين أن الجسم هو الأكثر تعرضًا للتآكل فقد تضرر الوجه كذلك، إلى جانب كون الأنف مفقود بشكلٍ ملحوظ.
ووفقًا لما ورد عن البعض فإن الضرر تسبب فيه جنود نابليون الذين أطلقوا النار على أنف تمثال أبو الهول بمدفع، إلا أن الرسوم التوضيحية التي تعود إلى ما قبل نابليون تكشف أن تمثال أبو الهول فعليًا ليس له أنف، وتؤكد نظرية أخرى أن محمد صائم الدهر وهو مسلم صوفي قام بتشويه التمثال في القرن الرابع عشر احتجاجًا على عبادة الأصنام.
الأهرامات المصرية
إلى جانب تمثال أبو الهول، هناك العديد من الأهرامات المصرية التي تُعد نقطة جذب للسيّاح من مختلف أنحاء العالم، ويُذكر منها ما يلي:
- هرم خوفو: يتميّز هرم خوفو بأنه أطول مبنى صُنع من قِبل الإنسان، ويعود ذلك للقرن التاسع عشر، كما يُعرف كذلك بالهرم الأكبر؛ إذ يصل طوله لما يُقارب 147 مترًا، بينما يبلغ حجمه ما يُقارب 5.75 مليون طن، بالإضافة إلى أنه يتكوّن من 2.3 مليون كتلة حجرية. ويعود سبب تسميته بهرم خوفو نسبةً للفرعون الذي يُعتقد أنه قام ببنائه، وقد تم توجيه كل جانب من جوانب الهرم الأكبر بأحد الاتجاهات الأساسية للبوصلة وهي الشمال والجنوب والشرق والغرب، ويُمكن للزوار دخول الهرم الأكبر من خلال ممر في البناء.
-
هرم خفرع: يقع هرم خفرع في الجنوب الغربي من هرم خوفو، وعلى الرغم من أنه يبدو أطول من الهرم الأكبر إلا أنه في الواقع أصغر منه، ويبدو أطول فقط لأنه يقف على أرضٍ مرتفعة، وتُشير المؤرخات إلى أنه بُني على يد خفرع ابن خوفو.
- هرم منقرع: الهرم الثالث والأصغر بين كلٍ من هرميّ خوفو وخفرع، ويبلغ ارتفاعه حوالي 67 مترًا، وقد بُني على يد منقرع ابن خفرع، ويتميّز الهرم ببنائه المذهل باستخدام الحجر الجيري والجرانيت، مما يدل على درجة عالية من الدقة والفن في تشييده.
-
هرم زوسر: يُعد هرم زوسر أقدم هرم في مصر القديمة، والذي بُني كمقبرة للفرعون زوسر، ويقع هذا المبنى في شمال غرب مدينة ممفيس، وقد تم تشييده خلال القرن السابع والعشرين قبل الميلاد، وبلغ ارتفاع هذا الهرم 2013 قدمًا، علمًا أنه مبني من الحجر الجيري كما هو الحال في معظم الأهرامات المصرية.
- هرم جدف رع: يقع هرم جدف رع خارج محافظة الجيزة تحديدًا في أبو رواش، الأمر الذي جعله أقرب الأهرامات إلى شمال مصر، وفي حين أنه قد تعرّض في الغالب للتدمير والتآكل، إلا أنه كان في يومٍ من الأيام أحد أكبر الأهرامات في مصر، وقد قام جدف رع ابن وخليفة خوفو بتشييده.
- هرم اللاهون: يعود بناء هرم اللاهون إلى فترة حُكم سنوسرت الثاني من الأسرة الثانية عشر؛ أي حوالي 1180 قبل الميلاد، وتعني كلمة اللاهون مصب القناة، إذ كان يقع الهرم فعليًا بجوار المياه، وللأسف هذا الهرم الآن في حالة خراب، كما أن الجسور والممرات بداخله مدمرة إلى حدٍ كبيرٍ ولا يُمكن الوصول إليها، وحتى في أربعينيات القرن التاسع عشر عندما كان المستكشفون حريصين على اكتشاف وتوثيق أكبر عدد ممكن من الأهرامات المصرية، واستغرق عالم الآثار البريطاني السير فلندرز بيتري شهورًا للعثور على مدخل الهرم نفسه، وقد تم إخفاء مدخل هرم اللاهون في الفناء على الجانب الجنوبي من الهيكل، على الرغم من أن الجانب الشمالي هو المدخل النموذجي لأسبابٍ دينية، ويُعد هذا الهرم من أوائل الأهرامات في مصر حيث كانت حماية محتوياته وتوفير الأمن للمقبرة أهم من اتباع البروتوكول التاريخي.
- هرم تيتي: ينتمي هرم تيتي إلى الهياكل الهامة الموجودة في حقول هرم سقارة، ويعود بناؤه إلى الفترة ما بين 2345 و 2333 قبل الميلاد في الأسرة السادسة، وكان تيتي ثاني أهرامات مصرية تحتوي على نصوص أهرام، أو تعاويذ سحرية مكتوبة أو منحوتة في جدران المقابر. وعند التنقيب والاستكشاف في أواخر القرن التاسع عشر، تم الكشف عن أن هرم تيتي يتكون من هرم رئيسي واحد لدفن الملك ومعبد جنائزي وهرمين أصغر، من المحتمل أن يكونا مخصصين لملكات الفرعون تيتي. ومن فوق سطح الأرض يبدو هرم تيتي وكأنه مدمر تمامًا، ويُمكن أن يعتقده البعض تلًا صغيرًا وليس هيكلًا هرميًا، ومع ذلك فإن الممرات والغرف الموجودة تحت الأرض في حالةٍ أفضل بكثير من الخارج.
المراجع
- https://www.historymuseum.ca/cmc/exhibitions/civil/egypt/egca15e.html
- https://www.history.com/topics/ancient-egypt/the-sphinx
- https://www.worldhistory.org/article/236/the-mystery-of-the-great-sphinx
- https://www.britannica.com/topic/Great-Sphinx
- https://www.mapsofworld.com/travel/destinations/egypt/pyramids-of-giza
- https://www.worldatlas.com/articles/the-most-notable-pyramids-of-egypt.html