15-يوليو-2023
gettyimages

نتنياهو عقد إحاطة مع الرئيس الإسرائيلي قبيل زيارة واشنطن لإرسال موقفه لبايدن (Getty)

يزور رئيس دولة الاحتلال الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الولايات المتحدة، يوم الثلاثاء المقبل، وذلك وسط توتر هو الأبرز في العلاقات بين تل أبيب وواشنطن، خلال الأعوام الماضية، بين واشنطن وتل أبيب، على خلفية خطة "التعديلات القضائية" التي يدفع بها الائتلاف الحكومي اليميني، بالإضافة إلى عنف المستوطنين بالضفة الغربية، وبناء الوحدات الاستيطانية، والخلاف حول الموقف من إيران.

قال بايدن في آذار/ مارس إنه لا يخطط لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض في أي وقت قريب

وتأتي الزيارة، بعد عدة أشهر من الإشارة إلى عدم دعوة بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض، رغم مرور سبعة أشهر، على تواجده في منصبه، في حدث غير معتاد في العلاقات الإسرائيلية- الأمريكية. 

ووفقًا للبيان الرسمي الصادر عن البيت الأبيض، فإن زيارة هرتسوغ للرئيس الأمريكي جو بايدن "ستعيد تأكيد الالتزام الصارم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل". 

من

ومن المتوقع أن يناقش هرتسوغ وبايدن "فرص تعميق التكامل الإقليمي لإسرائيل وخلق شرق أوسط أكثر سلمًا وازدهارًا"، أي إمكانية إيجاد اتفاقيات تطبيع جديدة مع دولة الاحتلال، بالإضافة إلى مناقشة القضية الفلسطينية، وعلاقة روسيا العسكرية مع إيران، بالإضافة إلى إمكانية تجدد المفاوضات النووية مع إيران.

ومن المقرر أن يلتقي هرتسوغ بالرئيس الأمريكي جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بالإضافة إلى خطاب أمام الكونغرس يوم الأربعاء، خلال زيارة قصيرة للبيت الأبيض تبدأ يوم الثلاثاء. 

وستكون النقطة الأبرز في الزيارة، هي ملف "التعديلات القضائية" في دولة الاحتلال، حيث انتقد بايدن خطط إسرائيل لإضعاف نظامها القضائي. 

وقال بايدن في آذار/ مارس إنه لا يخطط لدعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للبيت الأبيض في أي وقت قريب. 

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارين جان بيير: إن بايدن "سيؤكد على أهمية قيمنا الديمقراطية المشتركة" في إشارة إلى التعديلات القضائية وتأثيرها على العلاقة، "وسيناقش سبل تعزيز تدابير متساوية للحرية والازدهار والأمن للفلسطينيين والإسرائيليين".

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال بايدن إن الحكومة الإسرائيلية الحالية هي "الأكثر تطرفًا" التي شهدها على الإطلاق، مستشهدًا بدعم وزرائها للتوسع الاستيطاني.

getty

ويُعد دور هرتسوغ كرئيس غير حزبي، شرفي إلى حد كبير، لكنه انتقد مقترحات إضعاف القضاء، قائلاً إنها يمكن أن تشعل "حربًا أهلية"، وحاول استضافة محادثات من أجل التوصل إلى اتفاق، لكنها لم تصل إلى نتيجة.

التوتر الإيراني

في حين أن إدارة بايدن ليست راضية عن التعديلات القضائية للائتلاف الحكومي، فهي غير راضية بشأن خطط بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة في المستوطنات بالضفة الغربية، كما أن مصدر استفزازهم الرئيسي هو رفض نتنياهو تبني سياسة "لا مفاجآت"، فيما يتعلق بالإجراءات الإسرائيلية ضد طهران، بحسب مصدر مقرب من نتنياهو.

وبينما يرفض بايدن دعوة نتنياهو للبيت الأبيض، تأتي زيارة هرتسوغ، للتأكيد الأمريكي على أن التوتر في العلاقات، يرتبط في ائتلاف نتنياهو، أكثر منه في العلاقة مع إسرائيل.

getty

وعلى خلفية عدم دعوته، منع نتنياهو زيارة وزراء الحكومة الإسرائيلي للولايات المتحدة، في حال عدم دعوته، لكنه لا يمتلك صلاحية فعل ذلك مع رئيس الدولة.

وفي هذا السياق، قال بنيامين نتنياهو للرئيس الإسرائيلي هرتسوغ، يوم الخميس، في إحاطة قبل زيارة الأخير إلى واشنطن الأسبوع المقبل إن إسرائيل ستعارض العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني، حيث ناقش الاجتماع "التهديد النووي الإيراني وأعمال طهران المزعزعة للاستقرار في المنطقة"، وفق بيان صدر عن مكتب نتنياهو.

وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الخميس إن نتنياهو "شدد على خطين أحمر"، وفق صحيفة "جيروزاليم بوست".

وأضاف المصدر الإسرائيلي: "لن توافق إسرائيل على عودة الولايات المتحدة، للاتفاق النووي مع إيران وستعمل بكل الوسائل التي لديها لمنع إيران من الحصول على سلاح نووي"، مضيفا أن "إسرائيل لن توافق على الامتناع عن سياسة لا مفاجآت، عندما يتعلق الأمر بإيران".

وأكد نتنياهو مرارًا وتكرارًا أنه لن يشارك الولايات المتحدة كل خطط إسرائيل لمواجهة إيران.

جولات توتر

وتأتي الزيارة، بعد أيام من دفع نتنياهو والائتلاف الحكومي في أحد بنود خطة التعديلات القضائية، المعروف باسم معيار "عدم المعقولية"، وذلك في القراءة الأولى بالكنيست.

ومنذ بداية طرح خطة التعديلات القضائية، حاولت الولايات المتحدة، التعامل مع القضية بشكلٍ هادئ وسري، قبل أن تتفجر الاحتجاجات ويعلن بايدن معارضته لها.

كما نشط السفير الأمريكي في إسرائيل توماس نيدز في الاعتراض الأمريكي على خطة التعديلات القضائية، وعبر عن رفض أمريكا للخطة عدة مرات.

واقتصر الرفض الأمريكي في العموم، على الإشارة إلى ضرورة التوصل إلى توافق حول الخطة، بالإضافة إلى أن الاستمرار بها يعني "خسارة القيم المشتركة".

وأشير عدة مرات في دولة الاحتلال، إلى تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لإسرائيل، والحديث عن عدم وتمويل الاحتجاجات، جاءت هذه الاتهامات من قبل وزراء ونواب كنيست، بالإضافة إلى نجل نتنياهو.

كما ظهرت موجة كبيرة من الانتقادات لبايدن، بعد مقابلته مع قناة "سي إن إن" التي وصف بها الائتلاف الحكومي اليميني في إسرائيل بـ"الأكثر تطرفًا".

الجولة الأخيرة من التوتر، جاءت بعد مقال رأي للكاتب الأمريكي اليهودي توماس فريدمان في صحيفة "نيويورك تايمز"، الذي تحدث عن "إمكانية قيام الولايات المتحدة بإعادة تقييم العلاقات مع تل أبيب"، مما فجر موجة كبيرةً من الجدل في دولة الاحتلال.

يشار إلى أن العلاقة الأمنية بين تل أبيب وواشنطن، في ذروتها، ولم تنعكس الخلافات الحالية عليها.

مقاطعة هرتسوغ

وفي سياق متصل، انضمت النائبة الديمقراطية في الكونغرس الأمريكي ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، إلى زملائها التقدميين جمال بومان وإلهان عمر وكوري بوش، في نيتهم مقاطعة خطاب الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أمام الكونغرس منتصف الأسبوع المقبل. 

في حين أن عدد أعضاء الكونجرس الذين أعلنوا عن خططهم لمقاطعة خطاب هرتسوغ أقل بكثير من 58 الذين قاطعوا خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس في عام 2015. 

زكي وزكية الصناعي

ورغم ذلك يتزايد عدد النواب التقدميين الذين ينتقدون إسرائيل، بمن فيهم النواب أندريه كارسون ومارك بوكان الذين لم يتخذوا قرارهم بعد.