16-يوليو-2024
تحول مواقف فانس من ترامب إلى النقيض تطرح أسئلة حول شخصيته (رويترز)

تحول مواقف فانس من ترامب إلى النقيض تطرح أسئلة حول شخصيته (رويترز)

اختار الرئيس الأميركي السابق، والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية، دونالد ترامب، سناتور ولاية أوهايو، جي دي فانس، ليكون مرشحًا لمنصب نائب الرئيس في الانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر القادم.

جاء إعلان ترامب في بيان نشره، أمس الإثنين، على منصة "تروث سوشيال" التي أنشأتها مجموعة "ترامب ميديا أند تكنولوجي".

وقال ترامب: "بعد مداولات وتفكير مطول، ومع الأخذ في الاعتبار المواهب الهائلة للعديد من الآخرين، قررت أن الشخص الأنسب لتولي منصب نائب رئيس الولايات المتحدة هو السناتور جي دي فانس من ولاية أوهايو العظمى". 

وأضاف: "لقد خدم جي دي بلادنا بشرف في قوات مشاة البحرية، وتخرج من جامعة ولاية أوهايو في عامين، بامتياز مع مرتبة الشرف، وهو خريج كلية الحقوق بجامعة ييل، حيث كان محررًا لمجلة ييل للقانون، ورئيسًا لجمعية المحاربين القدامى في جامعة ييل".

يطرح تحول فانس من شخص كان يصف نفسه بأنه "لا يؤيد ترامب" إلى آخر يؤيده بشدة، العديد من من الأسئلة حول شخصية القادم الجديد للدائرة المحيطة بترامب

وتابع ترامب: "أصبح كتاب جي دي، مرثية هيلبيلي، من أكثر الكتب مبيعًا، لأنه دافع عن الرجال والنساء المجتهدين في بلدنا. يتمتع جي دي بمسيرة مهنية ناجحة للغاية في مجال التكنولوجيا والمالية، والآن، خلال الحملة، سوف يركز بقوة على الأشخاص الذين ناضل من أجلهم ببراعة، وهم العمال والمزارعون الأميركيون في بنسلفانيا، وميشيغان، وويسكونسن، وأوهايو، ومينيسوتا، وخارجها بكثير".

وكان المرشح لمنصب نائب الرئيس في السباق الرئاسي القادم قد تبنى أجندة الرئيس السابق بعد سنوات من الانتقادات اللاذعة التي وجهها له.

وقبل الانتخابات الرئاسية الأميركية 2016، كان فانس من أشد منتقدي ترامب وشبهه بأدولف هتلر، فقد كتب إلى أحد زملائه في "فيسبوك" عام 2016: "أتأرجح بين الاعتقاد بأن ترامب غبي خبيث مثل نيكسون الذي ربما لم يكن بهذا السوء (وربما كان بوسعه أن يثبت أنه نافع) وبين أنه هتلر أميركا".

وفي مقال في صحيفة " USA Today"، في شباط/فبراير 2016، كتب فانس: "أدركت بسرعة أن مقترحات سياسة ترامب الفعلية، كما هي تتراوح من غير أخلاقية إلى سخيفة".

وكتب فانس في مجلة "ذي أتلانتيك": "ترامب هو الهيروين الثقافي"، في إشارة إلى الخطاب الذي يقدمه ترامب للناخبين البيض من الطبقة العاملة. وبحسب فانس، هذا "هروب سهل من ألم الإدمان واليأس. يجعل البعض يشعر بتحسن قليلًا. لكنه لا يستطيع إصلاح ما يعانونه، وفي يوم من الأيام سوف يدركون ذلك".

كما وصفه، في تغريدة على موقع "إكس"، بأنه "أحمق". واستهجن أيضًا سياسته علنًا في تغريدة كتب فيها: "ترامب يجعل الناس الذين أهتم بهم خائفين. المهاجرون والمسلمون، إلخ. لهذا السبب أجده يستحق الشجب. الله يريد الأفضل لنا".

لكن هذا التحول إلى النقيض من شخص كان يصف نفسه بأنه "لا يؤيد ترامب أبدًا"، إلى نصير قوي يطرح؛ العديد من الأسئلة حول شخصية القادم الجديد للدائرة المحيطة بترامب.

يشير متابعون إلى أن معتقدات فانس السياسية، التي تخلط بين الانعزالية والشعبوية الاقتصادية، تتوافق مع معتقدات ترامب، وتضع كلا الرجلين على خلاف مع الحرس القديم للحزب الجمهوري، حيث لا يزال صقور السياسة الخارجية ومبشرو السوق الحرة يتمتعون بنفوذ كبير، بحسب ما نقلته وكالة "رويترز" للأنباء.

يقول السيناتور الجمهوري جون باراسو، الذي وصفه فانس بأنه معلمه، لـ"رويترز": إن: "فانس غيّر وجهات نظره حول ترامب لأنه رأى النجاحات التي جلبها الرئيس ترامب كرئيس إلى البلاد".

في عام 2022 ترشح فانس لمجلس الشيوخ، فقد أثمر موقفه المتعلق بالتقليل بشأن هجوم أنصار الرئيس السابق، الرافضين لنتائج الانتخابات الرئاسية، على مبنى الكونغرس عام 2021، عن حصوله على دعم ترامب، وهو ما ساعده في أن وضعه على القمة في انتخابات تمهيدية تنافسية.

وفي مقابلات إعلامية، قال فانس إنه: "لم تكن هناك لحظة كشف غيرت وجهة نظره تجاه ترامب"، وبدلًا من ذلك، أدرك تدريجيًا أن معارضته للرئيس السابق كان سببها أساسًا الأسلوب وليس الجوهر.

جي دي فانس

فعلى سبيل المثال، وافق على ادعاءات ترامب بأن التجارة الحرة أدت إلى تقويض الطبقة الوسطى في الولايات المتحدة بسحق التصنيع المحلي، وأن قادة البلاد يسارعون بشدة في التورط في حروب خارجية.

وقال فانس لصحيفة "نيويورك تايمز" في حزيران/ يونيو، إنه اجتمع مع ترامب في 2021، وإن ​هما تقاربا خلال حملته في مجلس الشيوخ.

وأضاف: "سمحت لنفسي بالتركيز كثيرًا على أسلوب ترامب لدرجة أنني تجاهلت إلى حد بعيد الطريقة التي كان يقدم بها شيئًا مختلفًا تمامًا فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، والتجارة، والهجرة".

وفيما يخص الحرب على غزة، كرّر فانس موقف ترامب، مؤكدًا على أن إسرائيل تحتاج إلى إنهاء الحرب بسرعة بدلًا من أخذ الوقت الذي تراه ضروريًا.

لكنه تبني فيما بعد مواقف أكثر انحيازًا لإسرائيل، حيث قال في مقابلة مع شبكة "سي إن إن"، إن: "الولايات المتحدة لم تبلي بلاءً حسنًا في الإدارة الدقيقة للحروب في المنطقة، ويجب أن نترك إسرائيل تقرر كيفية إدارة الحرب بنفسها".

وأضاف: "أعتقد أن موقفنا تجاه الإسرائيليين يجب أن يكون واضحًا، نحن لسنا جيدين في إدارة حروب الشرق الأوسط، الإسرائيليون هم حلفاؤنا، دعهم يواصلون هذه الحرب بالطريقة التي يرونها مناسبة".

وتعهد فانس بـ"إعادة تنشيط عملية السلام بين إسرائيل والسعودية".

وفيما يتعلق بالعلاقة مع أوروبا، روّج فانس لسياسة ترامب الخارجية القائمة على مبدأ "أميركا أولًا”، وكتب في صحيفة "ذي هيل": "الدول الأوروبية يجب أن تتحمل المزيد من المسؤولية عن الدفاع العسكري، وخاصة التصنيع، حتى تتمكن الولايات المتحدة من التركيز على وضع الموارد في آسيا ضد الصين العدوانية".

وأضاف: "نريد لأوروبا أن تنجح، ولكن يتعين على أوروبا أن تضطلع بدور أكبر في أمنها. ولا يمكن تحقيق ذلك بدون الصناعة".

وفيما يخص الدعم الأميركي لأوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي، أعرب فانس عن شكوكه في قدرة الولايات المتحدة على الحفاظ على الدعم العسكري لأوكرانيا، قائلاً إن: "الولايات المتحدة لا تصنع ما يكفي من الذخائر للحفاظ على مستوى المساعدات الموجهة إلى كييف".

كما دعا إلى التعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن لتحقيق المصالح الأميركية.