08-سبتمبر-2024
الاحتجاجات في إسرائيل

يُحمّل أهالي المحتجزين في إسرائيل نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة التبادل (جيروزاليم بوست)

تناولت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية مجموعةً من 5 نقاط، اعتبرت أنّ فهمها يُساء في ما يخص صفقة تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية "حماس" وإسرائيل، وتتكون الصفقة المذكورة من 3 مراحل لكنها ظلّت محط تفاوضٍ بين الإسرائيليين وحماس والوسطاء، منذ أن اقترحها الرئيس الأميركي جو بايدن بتاريخ 31 أيار/مايو الماضي.

وفي قراءةٍ تحليلية لما يساء فهمه، خاصةً على مستوى الرأي العام والجمهور، اعتبرت توفاه لازاروف، وهي محللة إسرائيلية ومديرة تحرير في صحيفة جيروزاليم بوست، أنّ النقاش الدائر في إسرائيل بشأن من كان وراء إفشال الاتفاق لم يتمحور حول الطرف الفلسطيني، أي حركة المقاومة الإسلامية حماس، بل ركّز على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو و"خطوطه الحمراء"، لا سيما احتفاظ الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على محور صلاح الدين المعروف في أدبيات جيش الاحتلال والدوائر الأمنية الإسرائيلية بمحور "فيلا دلفي".

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه "يغلب على معارضي نتنياهو الاعتقاد بأن الاتفاق يمكن إبرامه خلال ساعة واحدة، إذا أذِن رئيس الوزراء للجيش بالانسحاب مؤقتًا من محور أو معبر صلاح الدين (فيلا دلفي)".

من المستبعد حسب معظم المحللين أن يتم التوصل إلى اتفاقٍ بين إسرائيل وحماس في الوقت القريب

وركّزت جيروزاليم بوست، في قراءتها التحليلية، على خمس نقاط استعرضتها في شكل أسئلة وأجوبة جاءت كما يلي:

  1.  إلى أي مدى يمكن إنجاز صفقة تبادل الأسرى بأكملها في الوقت القريب؟

لا ترى القراءة التحليلية لجيروزاليم بوست أنه يمكن إنجاز الصفقة بأكملها قريبًا، والسبب في ذلك أن المفاوضات الجارية والتي جرت في أكثر من مكان "تركز الآن فقط على المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تتعلق بالتوصل إلى هدنة لمدة 6 أسابيع يُفرج خلالها عن بعض الرهائن الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و32 عامًا".

مع الإشارة إلى أن كلًّّا من حركة حماس وإسرائيل وافقوا على الإطار الأصلي الذي كشف عنه الرئيس الأميركي جو بايدن لأول مرة يوم 31 أيار/مايو الماضي، إذ قسَّم الاتفاق المقترح إلى 3 مراحل، بحيث ينبغي التفاوض على تفاصيل كل مرحلة على حدة. ولا تزال المفاوضات في مرحلتها الأولى، ما يجعل إمكانية التوصل لاتفاق شامل قريبًا أمرًا مستبعدًا.

  1. هل يُفشل نتنياهو صفقة تبادل الأسرى بالإصرار على الحديث عن محور صلاح الدين؟

ترى القراءة التحليلية لصحيفة جيروزاليم بوست أن النقطة الشائكة في الصفقة لا تقتصر فقط على إصرار نتنياهو علنًا على احتفاظ الجيش الإسرائيلي بممر أو محور صلاح الدين العازل بين مصر وقطاع غزة، وأشارت الصحيفة إلى ما قاله مسؤولٌ أميركي من موقف نتنياهو من المحور "غير مفيد". ووفقًا للولايات المتحدة، فإن محور صلاح الدين (فيلا دلفي) لم يكن أبدًا ضمن المحاور الرئيسية التي تطرقت إليها محادثات الأسبوع الماضي في مدينة الدوحة.

  1. بناءً عليه ما هي النقاط الأخرى العالقة؟

إن تفاصيل تبادل المعتقلين الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال بالأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، تمثّل، بالنسبة للأميركيين، إحدى العقبات الرئيسية أمام إبرام الصفقة، خاصةً بعد مقتل الأسرى الست الذين عُثر على جثثهم مؤخرًا داخل نفق بقطاع غزة.

وذكرت جيروزاليم بوست، في هذا السياق، أنه من المتوقع أن يُفرج عن نحو 800 سجين فلسطيني مقابل نحو 18 إلى 32 أسيرًا إسرائيليًا.

  1. هل وافقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الصفقة؟

يرى الأميركيون أن حركة حماس وافقت فقط على الإطار المقترح للصفقة، وليس على أي اقتراحٍ آخر. وبينما تحدث مسؤولون من الحركة عن دعمهم لنسخة الثاني من تموز/يوليو من الصفقة، فإن الولايات المتحدة أكدت أنها لم تدعم صيغةً من هذا القبيل، تاركةً مسألة تبادل الأسرى للتفاوض على تفاصيلها في وقت لاحق. وهذا التباين هو ما فسرته حماس أنه نكوص أميركي ونزول من البيت الأبيض على شروط نتنياهو، ولذلك قاطعت الحركة جولات المفاوضات المستمرة.

  1. هل طرحت الولايات المتحدة صفقةً بديلةً للتفاوض عليها؟

لا تعترف إدارة بايدن بطرح صفقةٍ بديلة لأنّ ذلك من شأنه أن يعيد المفاوضات إلى نقطة الصفر، لكنّ السفير الأميركي لدى تل أبيب جاك لو قال في تصريحٍ لجيروزاليم بوست "إن الإدارة الأميركية تدفع نحو استكمال التفاصيل المتعلقة بالمرحلة الأولى من الاتفاق المقترح حاليًا، ولا ترغب في إلغائه". لكن هذا لا يختلف عن الإلغاء لأن "حمار" المفاوضات وقف عند المرحلة الأولى، وبالتالي فهاجس العودة إلى نقطة البداية يغدو واردًا، وعليه فلا صفقة تلوح في الأفق القريب على الأقل.