28-يونيو-2024
أظهرت إستطلاعات الرأي بعد المناظرة إلى تقدم ترامب على حساب بايدن (CNN)

(cnn) تفوق ترامب على جو بايدن في مناظرتهما الأولى

ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية أن دونالد ترامب تفوق على جو بايدن بهامش اثنين إلى واحد، بحسب آراء الناخبين الذين شاهدوا المناظرة، ليلة الخميس، وفقًا لاستطلاع رأي أجرته الشبكة.

وأظهر الاستطلاع أن 67% ممن شاهدو المناظرة قالوا إن ترامب تحول إلى الأداء الأفضل، في حين قال 33% إن بايدن قدم أداءً أفضل من ترامب.وجاءت هذه النتائج أفضل قليلًا من التوقعات قبل المناظرة، حيث قال 55% المستطلعة آراؤهم إن ترامب يقدم أداءً أفضل، في حين قال 45% عكس ذلك.

وأشارت "سي إن إن" إلى أن الاستطلاع جرى عن طريق رسالة نصية أرسلت إلى 565 ناخبًا مسجلًا قالوا إنهم شاهدوا مناظرة الخميس.

أظهر الاستطلاع أن 67% ممن شاهدوا المناظرة قالوا إن أداء ترامب كان أفضل من أداء بايدن

ونظرًا لأن استطلاع الرأي كان لمراقبي النقاش، وليس الناخبين بشكل عام، فهو لا يمثل بالضرورة الرأي العام الواسع. وتقول الشبكة إن الناخبين الذين استجابوا للاستطلاع كان أكثرهم جمهوريين بقليل.

من جهته، كشف موقع "بوليتيكو" أن الديمقراطيين مذعورين من أداء بايدن في المناظرة، رغم أنهم كانوا يأملون في أن تؤدي المناظرة إلى تبديد المخاوف بشأن عامل السن الذي سيؤثر على شغله المنصب لولاية ثانية، لكن صوته الأجش والأداء المتردد في بعض الأحيان ضد ترامب، أدى إلى حدوث ما هو غير متوقع.

ووصف خبير استراتيجي ديمقراطي عمل في حملة بايدن عام 2020، المناظرة بأنها "كارثة". وقال مستشار آخر إن نصف الرسائل التي أرسلها المانحين الرئيسيين للحزب الديمقراطي وصفوا ما حدث بالكارثي، معترفين بأنه ليس هناك الكثير مما يمكن عمله إن لم يتنحى بايدن جانبًا، مطالبين الحزب بالقيام بشيء ما.

بدوره، اعتبر أحد المانحين الديمقراطيين الرئيسيين المؤيدين لبايدن أن: "الوقت قد حان للرئيس لإنهاء حملته"، ووصف ليلة بايدن بأنها: "أسوأ أداء في التاريخ"، قائلًا إن: "بايدن سيئ للغاية لدرجة أنه لم ينتبه أحد لأكاذيب ترامب". وكتب في الرسالة النصية: "يحتاج بايدن إلى الانسحاب"، مقترحًا تذكرة بديلة بقيادة حكام ولاية ماريلاند وميشيغان.

وجرت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب، التي نظمتها شبكة "سي إن إن" في استديوهاتها في أتلانتا بولاية جورجيا، بدون حضور للجمهور. ودخل المرشحان الرئاسيان دون مصافحة، وقد شهدت المناظرة جوًا مشحونًا وتبادلًا للاتهامات خلال تناول المرشحين نقاطًا عدة متعلقة بالسياسات الأميركية الداخلية والخارجية.

الاقتصاد الأميركي

تحدث بايدن عن أن إدارته تسلمت "اقتصادًا كان على وشك الانهيار" من إدارة ترامب، إذ كانت البطالة مرتفعة، وأعادت إدارته الأمور إلى نصابها في الجانب الاقتصادي، إذ أوجدت فرص عمل جديدة خاصة في القطاع الصناعي.

وشدد على أن السياسات الاقتصادية لإدارته أكدت على عدم إضرار الشركات بالمستهلكين، وكمثال على ذلك تخفيض أسعار الأدوية مثل الأنسولين، مشيرًا إلى أن الإدارة في عهد ترامب كان عنوانها "الفوضى".

واتهم بايدن سياسات ترامب بأنها تركز على الأثرياء منتقدًا خفض الضرائب عنهم فقط، ومشيرًا إلى أنه يوجد عدد كبير منهم ويدفعون فقط 8% من الضرائب. بالإضافة إلى ذلك، شهد عهد ترامب زيادة في العجز ووصل الدين لأعلى مستوى له في التاريخ الأميركي، بحسب بايدن.

من جانبه، رد ترامب على النقاط التي طرحها بايدن بالتأكيد على أن إدارته سلمت إدارة بايدن "أعظم اقتصاد في التاريخ الأميركي رغم جائحة كورونا"، مؤكدًا أن التوسع في الإنفاق كان ضروريًا لتلافي الكساد.

ولفت إلى أن السوق المالية في عهد إدارته كانت في أفضل حالاتها، والوظائف التي يتغنى بها بايدن خلقها للمهاجرين وليس للأميركيين. ودافع ترامب عن سياسات وضع رسوم جمركية، مؤكدًا أن هذا وفر المال لخفض العجز ومنح القوة للاقتصاد الأميركي، كما أن الإعفاءات الضريبية تحفز الشركات.

واعتبر ترامب أن بايدن: "لم يقم بعمل جيد. لقد قام بعمل سيئ. والتضخم يقتل بلدنا. إنه يقتلنا".

بدوره، رد بايدن بأنه: "لم يكن هناك تضخم وفرص عمل لأن ترامب قضى على الاقتصاد"، وأضاف: "لقد قدمنا إعانات مادية للأسر، وحاول ترامب أكثر من مرة القضاء على برامج الرعاية الصحية".

الهجرة

انتقد ترامب إدارة بايدن بشأن ملف الهجرة، قائلًا: "الآن لدينا أسوأ حدود على الإطلاق"، وأضاف: "خلال رئاستي الحدود في بلادنا كانت الأفضل تاريخيًا"، مشيرًا إلى أن فتح الحدود سمح بدخول ملايين المهاجرين القادمين من السجون أو حتى المستشفيات النفسية.

وربط ترامب بين ارتفاع الجريمة في الولايات المتحدة ودخول المزيد من المهاجرين، قائلًا إنهم: "يقتلون شعبنا في نيويورك وكاليفورنيا، وكل ولاية.. لأنه لم تعد لدينا حدود". وألقى باللوم واصفًا سياساته تجاه الهجرة بأنها: "جريمة بايدن للمهاجرين".

من جهته، اتهم بايدن منافسه بـ"المبالغة والكذب" بشأن أزمة الهجرة في الولايات المتحدة، قائلًا: "لا توجد بيانات تدعم ما يقوله ترامب. إنه يبالغ مرة أخرى، إنه يكذب".

ونفى بايدن صحة تلك المزاعم، مشيرًا إلى أنّ الجرائم تحدث على أيدي مرتكبين خارج منظومة المهاجرين، وانتقد سياسات الإدارة السابقة التي تسببت فيما وصفه بـ "أزمة على الحدود"، مشيرًا إلى أنه عمل بشكل مكثف للوصول إلى اتفاق بين الحزبين في الكونغرس.

وقال بايدن: "وجدنا أنفسنا في موقف، عندما كان ترامب رئيسًا، كان يفصل الأطفال عن أمهاتهم ويضعهم في أقفاص، ويتأكد من فصلهم عن العائلات.. هذه ليست الطريقة الصحيحة للمضي قدمًا".

وردًا على ذلك، أكد ترامب بأن: "الحدود الأميركية كانت الأكثر أمانًا في التاريخ" خلال إدارته.

الإجهاض

انتقد بايدن سلفه ترامب بسبب تصرفه "الرهيب" ضد حق الإجهاض، في حين أشاد ترامب بإلغاء قانون "رو ضد وايد" الذي أتاح الإجهاض عبر الولايات الأميركية، ليترك الخيار لكل ولاية على حدة بإقرار إنهاء الحمل أو منعه. 

وأشار ترامب إلى أنّ القضاة الذين عينهم خلال توليه الرئاسة تمكنوا من منع الإجهاض، وشدد على أن: "مختلف الولايات لها الحق فيما يخص قضية الإجهاض والقرارات الواجب اتخاذها".

واتهم ترامب بايدن والديمقراطيين بأنهم يقتلون الأطفال، وذكر أن قانون "رو ضد وايد" كان يتيح إنهاء الحمل بالشهر التاسع، إلا أن بايدن قاطعه قائلًا إن: "هذا ادعاء كاذب وإن القانون لا يعكس ذلك بتاتًا". ووجه بايدن كلامه لترامب، قائلًا: "ما فعلته هو شيء فظيع".

الحرب على أوكرانيا

انتقد ترامب سياسة إدارة بايدن فيما يتعلق بحرب أوكرانيا، قائلًا: "لو كان هناك رئيس حقيقي يحترمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لما غزا أوكرانيا"، وأضاف: "كان بايدن سيئًا في أفغانستان، وبوتين راقب هذا وراقب عدم الكفاءة، وعندما شاهد بوتين ذلك، قال إنه سيذهب ليغزو أوكرانيا فهذا حلمه".

وفي المقابل، أكد ترامب أنّ "شروط بوتين لحل القضية الأوكرانية غير مقبولة، ولكن الحرب كان يجب ألا تبدأ". كما أشار إلى أن بايدن أعطى أوكرانيا 200 مليار دولار، واصفًا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنسكي، بـ"أفضل بائع" لأنه كلما يأتي لواشنطن يحصل على المليارات.

ووجه كلامه لبايدن، قائلًا: "ما كان يجب أن تنفق هذه المليارات"، مؤكدًا أنّ الحرب "ستنتهي قبل استلامه لمنصبه".

ورد بايدن على "اتهامات" ترامب، بالقول إن إدارته: "أخرجت أكثر من 100 ألف وغيرهم من أفغانستان جوًا"، وما يحصل في أوكرانيا كان بتشجيع: "ترامب لبوتين ليفعل كل ما يريد".

وأضاف أن "بوتين أراد السيطرة على كييف في أيام، ولكنه لم يتمكن من ذلك وخسر الآلاف".

ووصف بايدن بوتين بـ"مجرم حرب قتل الآلاف، ويريد إعادة الإمبراطورية السوفيتية، ولن يتوقف عند أوكرانيا لو نجح في الحرب سيستمر إلى دول أخرى"

الحرب على غزة

انتقد ترامب سياسات بايدن التي زعم أنها "تسببت في حدوث هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر"، وذكر أنه لو كان في الحكم لما وقع الهجوم، مشيرًا إلى أنّ إدارته السابقة جففت كل الإيرادات لطهران، ما جعلها غير قادرة على دعم حماس أو أي جماعات مسلحة في المنطقة.

من جانبه، قال بايدن إنه في عهد ترامب هاجمت إيران مئات الجنود الأميركيين وتسببت في إصاباتهم.

وأشار إلى أنّ: "مجلس الأمن ومجموعة السبع وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، وافقوا على خطة مقترحة بثلاث مراحل، وحماس تريد استمرار الحرب". كما كشف بأنه يضغط بشدة لجعل حماس توافق على الخطة.

وصف ترامب بايدن بـ "الفلسطيني السيء والضعيف"، في ادعاء بأن الرئيس الأميركي يؤيد الفلسطينيين على حساب إسرائيل

ودافع بايدن عن قراره بتعليق إرسال قنابل تزن 2000 طن (أكثر من 900 كلغ)، لأنه من الصعب أن تستخدم في مناطق مأهولة. وأكد أن الولايات المتحدة أكبر داعم لإسرائيل، وأنه تم "إضعاف حماس، وعلينا القضاء عليها".

ورد ترامب على النقاط التي طرحها بايدن قائلًا إن: "حماس هي التي لا تريد وقف إطلاق النار، ولكن إسرائيل كذلك لا تريد وقف إطلاق النار، عليهم إنهاء الأمر".

ووصف بايدن بـ"الفلسطيني السيء والضعيف"، في ادعاء بأن الرئيس الأميركي يؤيد الفلسطينيين على حساب إسرائيل.

ولم يُجب ترامب على سؤال فيما لو كان سيؤيد قيام دولة فلسطينية مستقلة لإنهاء الحرب، فقد وجهت المذيعة دانا باش، التي أدارت المناظرة، سؤالها لترامب، قائلةً: "هل ستؤيد خلق دولة فلسطينية مستقلة من أجل دعم السلام في المنطقة"، وكان رد المرشح الجمهوري: "سيتوجب علي أن أرى الوضع حينها".