28-يونيو-2024
طفل محاط بركام المنازل والأبنية التي دمرها جيش الاحتلال في غزة

سكان قطاع غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية (الأونروا)

لليوم الـ266 تواليًا، تواصل "إسرائيل" حربها الوحشية على قطاع غزة وسط تفشي المجاعة وانتشار الأمراض في ظل نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية، في ما تبقى من مستشفيات لا تزال تعمل في القطاع المحاصر والمنكوب.

واستشهد 3 فلسطينيين بينهم طفلة، وأُصيب العشرات، جراء قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلًا لعائلة "أبو قينص" في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، حيث شنت طائرات الاحتلال عدة غارات أخرى استهدفت مناطق متفرقة من المدينة.

وفي جنوب قطاع غزة، أطلقت آليات الاحتلال النار باتجاه منطقة الشاكوش، التي تؤوي نازحين، غرب مدينة رفح، ما دفع النازحين إلى مغادرة المنطقة وافتراش الأرض قرب شارع الأقصى في خانيونس.

تعاني أكثر من نصف مليون امرأة في غزة من انعدام حاد في الأمن الغذائي، وتقلل الأمهات في القطاع حصصهن من الغذاء من أجل إطعام أطفالهن

وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال تحاصر مصابين وجثامين الشهداء في منطقة المواصي، غرب رفح، وتمنع طواقم الإسعاف من انتشال الشهداء والمصابين في منطقة الشاكوش.

وقصفت مدفعية الاحتلال حيي الزيتون، جنوب شرق مدينة غزة، والشجاعية شرقًا. فيما شنت طائراته غارة استهدفت شارع عمر المختار بالمدينة.

وفي الأثناء، تتواصل العملية العسكرية البرية التي أطلقها جيش الاحتلال في حي الشجاعية، وهي الثالثة منذ بداية العدوان، لتفكيك البنية التحتية لـ"حركة حماس"، بحسب زعمه.

وأسفرت العملية عن استشهاد وإصابة العشرات. وأكدت "حماس"، في بيان، أنها: "استمرار لحرب الإبادة التي تشنها حكومة الاحتلال الفاشية على شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، بدعم وتغطية كاملة من الإدارة الأميركية الشريكة في هذه الجرائم".

وأضافت الحركة أن: "هذه السياسة الفاشية، بالاستهداف المتكرر للمدن والمخيمات والأحياء، وتعمُّد قتل المدنيين وتدمير البُنَى التحتية، بهدف تعميق معاناة أبناء شعبنا؛ هي جريمة حرب مكتملة الأركان، تحدث تحت سمع وبصر العالم أجمع"، مطالبةً المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف هذه الجرائم، ومحاسبة قادة الكيان عليها.

وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 37.765 شهيدًا و86.429 مصابًا، بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

وقالت الوزارة، أمس السبت، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 3 مجازر بحق أهالي القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 47 شهيدًا و52 مصابًا.

ولفتت الوزارة إلى أنه لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

مجاعة وأمراض ونقص في الأدوية

في غضون ذلك، تتواصل الأزمة الإنسانية في القطاع نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات الإغاثية وسط تحذيرات مستمرة من المجاعة. وفي وقت سابق، أمس الخميس، قالت هيئة الأمم المتحدة للمرأة إن أكثر من نصف مليون امرأة في القطاع تعاني من انعدام حاد في الأمن الغذائي.

وأوضحت الهيئة، في بيان، أن: "557 ألف امرأة على الأقل في قطاع غزة يعانين من انعدام حاد في الأمن الغذائي".

وأضافت: "يثير الوضع بغزة القلق بشكل خاص بالنسبة للأمهات والنساء البالغات، اللاتي كثيرًا ما يُعطين الأولوية لإطعام الآخرين على حساب أنفسهن، ويواجهن صعوبة أكبر في الحصول على الغذاء مقارنة بالرجال".

وأشار البيان إلى أن ما سبق يدفع بالكثيرات: "إلى التخلي عن وجبات الطعام أو تقليل حصتهن من الغذاء من أجل إطعام أطفالهن"، مؤكدًا أن: "انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية ينتشران على نطاق واسع في غزة".

ولا تقتصر الأزمة الإنسانية على الغذاء فقط، إذ يعاني أهالي القطاع ومستشفياته من نقص حاد في الأدوية نتيجة منع قوات الاحتلال إدخال المساعدات إلى القطاع.

وفي السياق، قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس الخميس، إن: "النقص الحاد في الأدوية والوقود يعيق عمليات إنقاذ الأرواح بقطاع غزة"، مؤكدةً أنه: "لا يمكن انتظار الوصول الآمن والمستدام للمساعدات أكثر من ذلك".

وأضافت الوكالة، في منشور على حسابها في منصة "إكس"، أن: "سكان قطاع غزة بحاجة ماسة إلى الرعاية الصحية، وجزء صغير فقط من مراكزنا الصحية يعمل".

وفي مقابلة مع وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، الخميس، قال مدير التخطيط في "الأونروا" إن: "ارتفاع الحرارة ونقص المياه النظيفة بغزة يساهمان في تسريع انتشار الأمراض".

ولفت إلى أن: "النفايات ومياه الصرف الصحي لا تزالان تتراكمان في أنحاء قطاع غزة"، وتابع: "الرائحة الكريهة في غزة كافية لتجعلك تشعر بالغثيان على الفور".

آليات الاحتلال في مرمى نيران المقاومة

على الصعيد الميداني، تتواصل الاشتباكات بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية في مناطق متفرقة من القطاع، وخاصةً في مدينة رفح وحي الشجاعية في مدينة غزة.

وأعلنت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الخميس، استهداف ناقلة جند إسرائيلية من نوع "نمر" في حي الشجاعية بقذيفة "الياسين 105"، ما أدى تفحمها وقتل من فيها.

واستهدفت "القسام" كذلك دبابة من نوع "ميركافاه 4" بعبوة "شواظ" في الحي نفسه. كما قالت إنها استهدفت ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105" في الحي السعودي غرب مدينة رفح، وقنص مقاتلوها جنديًا في محيط مسجد الشبيلي شرق المدينة، إضافةً إلى قصف غرفة قيادة العدو في محور نتساريم بصواريخ رجوم قصيرة المدى.

وكان جيش الاحتلال قد اعترف بمقتل جندي في لواء "ناحال" في المعارك الدائرة مع فصائل المقاومة الفلسطينية جنوب قطاع غزة.