افتتح "متحف كوبرا للفن الحديث" في مدينة أمستلفين، شمال هولندا، يوم الخميس الفائت، الرابع عشر من نيسان/ أبريل الجاري، معرضًا فنيًا جماعيًا يسلط الضوء على تحولات الفن التشكيلي الحديث والمعاصر في المغرب، منذ منتصف خمسينيات القرن الفائت وحتى هذه اللحظة.
تعكس الأعمال المشاركة في المعرض أبرز ملامح المشهد الفني المغربي وترصد تحولاته ومراحل تطوره على مدار أكثر من 65 عامًا
يقام المعرض الذي يحمل عنوان "القصة الأخرى.. الحداثة المغربية"، ويستمر حتى الثامن عشر من أيلول/ سبتمبر المقبل، بهدف توفير مساحة لمناقشة خلفيات ومراحل تطور الفن المغربي الحديث والمعاصر، واستعراض أبرز المواضيع والقضايا التي شغلت رواده على مدار نحو ستة عقود ونصف، إذ تغطي الأعمال المعروضة مرحلة زمنية تمتد منذ استقلال المغرب عام 1956، إلى اليوم.
يضم المعرض الذي ينظمه "متحف كوبرا" بالتعاون مع "المؤسسة الوطنية للمتاحف" في المغرب، و"متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر" في العاصمة الرباط، أكثر من 80 عمل فني بين لوحات ورسومات ومنحوتات، تتناول مواضيع عديدة تشمل الاستعمار والهجرة والجنس، إلى جانب مواضيع روحانية ودينية وتراثية مختلفة.
تعكس هذه الأعمال أبرز ملامح المشهد الفني المغربي، وترصد تحولاته ومراحل تطوره على مدار أكثر من 65 عامًا. في حين يسلط بعضها الضوء على محطات وسياقات سياسية واجتماعية مختلفة خلال هذه الفترة، التي تستعرض بعض الأعمال المشاركة في المعرض العادات والتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة فيها.
تمثل الأعمال المعروضة أجيال ومدارس واتجاهات فنية وتقنية مختلفة. وتنقسم، بناءً على تنوع خلفياتها وتعدد أجيال أصحابها، إلى قسمين. يستعيد الأول أعمال رواد المحترف التشكيلي المغربي، ومنهم: الشعيبية طلال، والجيلالي الغرباوي، وأندريه الباز، وفريد بلكاهية، وعبد الله الفخار، ومحمد شبعة، ومحمد المليحي، ومليكة أجزناي، ومحمد الإدريسي، وعباس صلادي، وداوود أولاد السيد، ونور الدين جرّام، وللا السعيدي، وماحي بينبين، وبوشعيب موال.
يسلط معرض "القصة الأخرى" الضوء على تحولات الفن التشكيلي الحديث والمعاصر في المغرب منذ منتصف خمسينيات القرن الفائت وحتى اللحظة
أما القسم الثاني، فيسلط الضوء على أعمال بعض الفنانين المعاصرين، مثل وفاء أحالوش التي تتناول في لوحاتها ولقطاتها الفوتوغرافية، قضايا ومواضيع مختلفة تتمحور حول الجنس والسلطة. وسارة عمراني التي تبحث، من خلال التصوير الفوتوغرافي، في تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على تلقي الفرد لمفهومي الفن والجمال. وفاطمة زهرة سري، التي تركز في أعمالها على توثيق طقوس الحياة اليومية في الريف المغربي.
"القصة الأخرى.. الحداثة المغربية" معرض يسعى منظموه من خلال إقامته في هولندا، إلى الترويج للفن والفنانين المغاربة خارج حدود المغرب، وإتاحة الفرصة للجمهور الهولندي للاطلاع على جوانب فنية وثقافية مغربية أخرى تشمل الموسيقى والمسرح وغيرهما.