13-أغسطس-2024
أحلام روسيا القيصرية لا تفارق بوتين

(AP) أحلام روسيا القيصرية لا تفارق بوتين

لا تفوّت روسيا والصين، في أي مناسبة دولية ذات طابع أمني أو عسكري، فرصة تجديد تمسّكهما ببناء نظام أمني عالمي جديد يستند على التعددية القطبية، مقابل الأحادية القطبية الغربية بزعامة الولايات المتحدة الأميركية التي تفرض، حسب الروس والصينيين، أجندتها السياسية والأمنية على دول العالم، وهي أجندة تتضرر وتضررت منها الدول التي لا تسير في: "فلك الإرادة والتوجهات الأميركية الغربية". 

ويأخذ فرض الأجندة الأميركية الغربية، حسب مناهضي الأحادية القطبية، صيغًا متعددة أخطرها التدخل والغزو العسكري دون اكتراثٍ لسيادة الدول والقوانين الدولية. وفي هذا السياق، دائمًا ما تحرص الصين وروسيا على إعطاء مثال بالحالة العراقية. ولكن في المقابل، تقوم روسيا هي الأخرى بالتدخل العسكري في أكثر من منطقة، إما بشكل مباشر عبر الغزو، مثل حالة أوكرانيا،  أو بشكل غير مباشر، من خلال مليشيا فاغنر التي انتشرت في أكثر من مكان حول العالم، من مالي إلى بوركينا فاسو والنيجر وليبيا وكذلك سوريا التي تتمتع روسيا بوجود عسكري مباشر فيها دعمًا لنظام بشار الأسد. وهنا يتساءل البعض عمّا إذا كان ما تخطط له روسيا هو الانتقال من نظام يهيمن عليه "الأمن" الأميركي، إلى نظامٍ للهيمنة الأمنية الروسية أو الروسية والصينية؟

وفي جديد الدعوات والتحركات لبناء نظام أمنٍ عالمي جديد، صرّح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الإثنين، على هامش منتدى عسكري تستضيفه موسكو، أن بلاده مستعدة للعمل مع شركاء أجانب لتطوير نظام للأمن المتساوي وغير القابل للتجزئة في العالم. كما أكد بوتين، في ذات الصدد، جاهزية موسكو لـ"بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب جديد وأكثر عدالة"، حسب تعبيره.

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد بلاده للعمل مع شركاء أجانب لبناء وتطوير نظام أمنٍ عالمي جديد

وجاءت تصريحات بوتين، التي نقلتها "وكالة تاس"، على هامش فعاليات المنتدى العسكري "الجيش 2023" الذي تستضيفه العاصمة الروسية موسكو.

وفي معرض الترحيب بالمشاركين في المنتدى، قال بوتين إن موسكو: "تقدّر وتدعم هذا الاهتمام، وتثمن شراكاتها ومستعدون لتطويرها، والعمل معًا من أجل إيجاد أمن متساوٍ غير قابل للتجزئة، وبناء عالم جديد أكثر عدالة ومتعدد الأقطاب"، معتبرًا أن مواقف روسيا تجاه ما أسماه "التعاون البنّاء مطلوب ويلقى استجابة صادقة وحيوية"، على حد تعبيره.

وأضاف بوتين أنه: "يمكننا أن نرى أن التزامنا بتعزيز التعاون البناء لاقى صدى لدى الآخرين الذين كانوا مخلصين واستباقيين في استجابتهم الإيجابية".

وأكد الرئيس الروسي في كلمته على: "قيام عشرات الدول بإرسال وفود إلى المنتدى العسكري الذي يقام في موسكو".

وأوضح أن أكثر من 120 شركة  شاركت في المنتدى الروسي، لافتًا إلى أن عددًا من المعارض الأجنبية ستقام في موقع منتدى "الجيش 2024".

وقال بوتين معلقًا على هذه المعلومات إن: "هذا المنتدى يفتخر بهذا النطاق الشامل والدولي حقًا، والتزامنا المتبادل بالحوار، فضلًا عن برنامجه التجاري المزدحم".

وأشار بوتين إلى أن: "الكثير من الخبرات الفنية الروسية والحلول المبتكرة التي لا مثيل لها، في مجال الأسلحة، قد أثبتت فعاليتها في ساحة المعركة" حسب قوله، مشددًا على أنه: "يتم تحسين خصائص الأسلحة الأساسية باستمرار مع الأخذ في الاعتبار الخبرة القتالية المكتسبة خلال العملية العسكرية الخاصة"، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، وفقًا لما نقله موقع "روسيا اليوم".

وتقام فعاليات المنتدى العسكري الدولي في مركز "باتريوت" للمؤتمرات والمعارض، ومن المقرر أن يستمر إلى غاية 14 آب/أغسطس الجاري، وفقًا لوكالة "تاس".

وبحسب البرنامج المعلن: "سيرى المشاركون في المنتدى الأسلحة والمعدات الحربية والمزدوجة الاستخدام، التي ستقوم الشركات المشاركة بعرض عينات منها".

يذكر أن المنتدى الذي يقام سنويًا منذ عام 2015، يعتمد بشكل كبير: "على أحدث الأسلحة التي طورتها شركات تصنيع الدفاع الروسية الرائدة"، وفقًا لوسائل إعلام روسية بينها "وكالة تاس" وموقع "روسيا اليوم".

وبحسب وزارة الدفاع الروسية، فإن: "المنتدى سيجمع ممثلين من القوات المسلحة الروسية والأجنبية، ما يسمح لخبراء الدفاع والأمن الوطني بتعزيز العلاقات التعاونية".