01-سبتمبر-2024
معضلة إيران وإسرائيل

(AFP) تتمثل معضلة إسرائيل في كيفية تحقيق هدفها من الحرب على غزة

سعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، في قراءةٍ تحليلية جديدة، إلى تشخيص أكبر معضلةٍ استراتيجية تواجهها كلٌّ من إيران وإسرائيل في ظل الأوضاع الحالية التي تتسم بالتصعيد والاحتمالات المفتوحة على اندلاع حربٍ إقليمية قد تغيّر معادلاتٍ كثيرة في منطقة الشرق الأوسط.

وبحسب الصحيفة، فإن معضلة إسرائيل الاستراتيجية تتمثل في كيفية تحقيق هدفها الرئيسي من الحرب على قطاع غزة، وهو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، دون إثارة تصعيدٍ إقليمي. أما معضلة إيران الاستراتيجية، فتكمن في ما إذا كانت ستتخلى عن "حماس" أم ستدفع ثمن محاولة إنقاذها؟ وسيكون الرد الإيراني المرتقب على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة الفلسطينية، إسماعيل هنية، وسط طهران، حاسمًا في أي الاختيارات سترسو عليه طهران، مع استحضار ملفها النووي والعقوبات الأميركية عليها بالتأكيد.

إسرائيل تختار الطريق الثالث

بالنسبة لإسرائيل، ترى القراءة التحليلية لـ"وول ستريت جورنال" الأميركية أنّها اختارت طريقًا ثالثًا وهو التصعيد في غزة والضفة الغربية لإنهاك "حماس" والقضاء عليها، وكذلك فعلت مع "حزب الله" الذي لم يفعل ما وعَد به من تصعيد كبير ضد إسرائيل، دون أن يُثار تصعيد إقليمي.

معضلة إسرائيل الاستراتيجية تتمثل في كيفية تحقيق هدفها الرئيسي من الحرب على قطاع غزة وهو القضاء على حركة "حماس" دون إثارة تصعيدٍ إقليمي

ومع ما يثيره رفع التصعيد في الضفة الغربية من مخاوف إسرائيلية باندلاع انتفاضة ثالثة فضلًا عن كلفته الأمنية والاقتصادية، فإنّ تل أبيب العاجزة عن تحقيق هدفها الاستراتيجي في غزة، تتخوّف من أن يفاجئها سيناريو آخر لما حدث في السابع من تشرين الأول أكتوبر في الضفة الغربية، خاصةً أنها تسعى جاهدةً لإعادة الاعتبار إلى ردعها الذي انهار في أعين الكثيرين منذ ذلك التاريخ.

لكن الصحيفة الأميركية ترى أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى لصياغة خيارات إسرائيل بعبارات واضحة، تتمثل في إبرام صفقة في غزة أو مواجهة التصعيد الإقليمي، وهو نفس ما تريده، حسب الصحيفة، إيران وحزب الله، حتى إن العديد من كبار قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يريدون التخلي عن شروط رئيسية في المفاوضات، ولكن قادة إسرائيل لن يفعلوا ذلك لأنهم يرون المسألة بشكلٍ مختلف.

وتزعم "وول ستريت جورنال" أن الأسبوع الماضي أثبت صحة رأي بايدن، إذ لم يكن هناك اتفاق لأن "حماس" اعتبرت أن تنازلات إسرائيل غير كافية، وبالتالي تقدم "حزب الله" إلى الأمام بالتصعيد، ولكن إسرائيل استبقت هجومه، ثم بادرت بمنع التصعيد، حسب الصحيفة.

معضلة إيران الاستراتيجية

إلى حدّ هذه اللحظة، لا يوجد اتفاق بين إسرائيل و"حماس"، وفي المقابل لا يوجد تصعيدٌ بين إسرائيل وإيران. ويحاول مسؤولون إسرائيليون استغلال ذلك بالإيعاز للإيرانيين أنّ "حماس"، بخلاف ما تريده إيران، لا تريد التوصل لاتفاق. وفي هذا الصدد، تنقل "وول ستريت جورنال" عن مسؤولٍ إسرائيلي كبير قوله: "لقد أثبتنا خطأهم. إن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق، لا يهم أن يطلق عليه الأميركيون نهائي أو فرصة أخيرة، فقد رفضت "حماس" ذلك، فهي تريد التصعيد على جبهات أخرى لإجبار إسرائيل على الخروج من غزة".

وبحسب قراءة الصحيفة الأميركية فإن إيران تواجه الآن معضلةً إستراتيجية أكثر من إسرائيل، متسائلةً: هل تفضل إيران أن تخسر "حماس" كقوةٍ قتالية ذات مغزى، أم تدفع ثمن تدخلها لمحاولة إنقاذها؟ مشيرةً إلى أن الإسرائيليين لا يعتقدون أن إيران حريصة على معرفة العواقب التي قد تترتب على ذلك.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أن القوات الأميركية جاهزة لإسقاط الصواريخ الإيرانية وربما لأكثر من ذلك، وأن إسرائيل مستعدة للرد، وهي قادرة على ضرب أي مكان في إيران وفق تعبير الصحيفة الأميركية التي تريد أن تقول بين السطور، إن إيران مخيّرة بين التخلي عن "حماس" مقابل فوائد من نوعٍ ما أو التمسك بحماس مع ما قد تدفعه ثمنًا باهظًا لذلك التمسك.