16-أغسطس-2024
مباحثات الدوحة

(Getty) طفل يسير بين ألأنقاض في مخيم جباليا شمال قطاع غزة

تتواصل المفاوضات التي يجريها الوسطاء بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، اليوم الجمعة، وسط "رغبة حقيقية" من جميع أطراف المحادثات الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة بإنجاز الاتفاق، وفقًا لما ذكر مصدر مصري مسؤول، في الوقت الذي جددت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" تأكيدها بأنها تنظر إلى الاتفاق "من منظور استراتيجي يهدف إلى إنهاء العدوان على غزة".

ويشارك في المباحثات التي انطلقت، أمس الخميس، رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية، ويليام بيرنز، ورئيس المخابرات المصرية اللواء، عباس كامل، ورئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد"، دافيد برنياع، فيما حسمت "حماس" موقفها بعدم المشاركة في المفاوضات، مطالبة بـ"التزام واضح من قبل الاحتلال بما جرى الاتفاق عليه في الثاني من تموز/يوليو المنصرم".

محادثات "بناءة"

قناة "القاهرة الإخبارية" الخاصة نقلت عن مصدر مصري مسؤول رفيع المستوى، أمس الخميس، أن هناك "رغبة حقيقية" من جميع أطراف المحادثات الجارية بالعاصمة القطرية الدوحة للتوصل لاتفاق يوقف الحرب على قطاع غزة.

شهد اليوم الأول للمحادثات نقاشات حول جميع النقاط العالقة بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، وآليات تنفيذ الاتفاق

وأضاف المصدر أن "اليوم الأول من محادثات وقف إطلاق النار بغزة شهد نقاشات حول جميع النقاط العالقة وآليات تنفيذ الاتفاق"، دون تقديم توضيحات بالخصوص، لكنه أشار إلى أن "مناقشات اليوم الأول امتدت لأكثر من سبع ساعات، وأبدى خلالها جميع الأطراف رغبة حقيقية في التوصل لاتفاق".

ونوه المصدر إلى أنه "سيتم خلال مباحثات اليوم الثاني من المحادثات (اليوم الجمعة) استكمال المناقشات حول آليات تنفيذ الاتفاق"، لافتًا إلى أن "الوفد الأمني المصري أكد خلال مباحثات التهدئة بغزة حرص مصر على سرعة التوصل لاتفاق لوقف الحرب الجارية بالقطاع، والإفراج عن الأسرى والمحتجزين".

وكانت وكالة الأنباء القطرية "قنا"، قد نقلت عن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية، ماجد الأنصاري، تأكيده أن "الوسطاء عازمون على المضي قدمًا في مساعيهم وصولًا إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة".

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، للصحفيين في البيت الأبيض إن "هذا عمل حيوي. يمكن التغلب على العقبات المتبقية، وعلينا إتمام هذه العملية"، فيما وصف مسؤول أميركي مطلع على المناقشات في الدوحة، رفض الكشف عن هويته، محادثات، أمس الخميس، بأنها "بناءة"، بحسب وكالة "رويترز".

من جانبه، أشار نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، أمس الخميس، إلى أن "هناك اتفاقًا على الخطوط العريضة لما حدده الرئيس (الأميركي)، جو بايدن، في مقترح وقف إطلاق النار بقطاع غزة في (أيار) مايو، وفجوات تخص التفاصيل والتنفيذ تحتاج لمعالجة".

تضارب في المواقف

إلى ذلك، قال عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، حسان بدران، في بيان نشر على تليغرام، أمس الخميس، إن "حماس تنظر إلى المفاوضات الجارية في الدوحة بخصوص وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى من منظور استراتيجي يهدف لإنهاء العدوان على غزة".

وأضاف القيادي الذي يشغل منصب رئيس دائرة العلاقات الوطنية في الحركة أن "حماس ترى أن أي مفاوضات يجب أن تكون مبنية على خطة واضحة لتنفيذ ما تم التوافق عليه مسبقًا".

وأكد بدران أن "العائق أمام التوصل لوقف إطلاق النار في غزة هو استمرار المراوغة الإسرائيلية"، مشددًا على أن "أي اتفاق يجب أن يحقق وقف إطلاق نار شامل، وانسحابًا كاملا من غزة، وإعادة النازحين، وإعادة الإعمار إلى جانب صفقة تبادل أسرى".

ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن مسؤول إسرئيلي، طلب عدم الكشف عن هويته، أن رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يصر على شرط بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر.

وقالت مراسلة "التلفزيون العربي"، كريستين ريناوي، إن القناة الـ12 العبرية نقلت عن الوفد المفاوض الإسرائيلي في الدوحة، وصفه "المحادثات بأنها جوهرية"، وأن الوفد سيبقى في الدوحة "لبحث الصفقة".

وأضافت ريناوي بأن الوفد الإسرائيلي أشار إلى أنه "يجب عدم تفويت الفرصة"، في إشارة للتوصل لاتفاق وقف إطلاق في غزة، مشيرةً إلى أن الوفد الإسرائيلي سيغادر الدوحة، اليوم الجمعة، عقب انتهاء المحادثات، فيما سيبقى فريق تقني لمتابعة التفاصيل.

وفي سياق يعكس مدى السرية المحيطة بالمباحثات التي تستضيفها الدوحة لليوم الثاني على التوالي، أشارت مراسلة "التلفزيون العربي" إلى وجود تضارب في المواقف بشأن التطورات التي تشهدها المباحثات، إذ فيما ينقل الإعلام الإسرائيلي عن المسؤولين الأميركيين "صورة متفائلة"، فإن مصدر إقليمي صرح لشبكة أميركية بأن "الطرفين لا زالا متمسكان بمواقفهما".

وكان نتنياهو قد أضاف شروطًا جديدة إلى اتفاق وقف إطلاق النار في وقت سابق من الشهر الجاري، الأمر الذي عرقل الاستمرار بالمباحثات، وتضمنت الشروط الجديدة، تفتيش العائدين من جنوب القطاع إلى شماله عند محور نتنساريم، بالإضافة إلى بقاء جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا الذي أعلن السيطرة عليه في 29 أيار/مايو الماضي.

كما تضمنت الشروط أيضًا ترحيل نحو 150 أسير فلسطيني من الذين سيتم إطلاق سراحهم من السجون الإسرائيلية إلى دولة ثالثة، وعدم عودتهم إطلاقًا إلى قطاع غزة أو الضفة الغربية المحتلة.