تواجه أوروبا تحولًا سياسيًا غير مسبوق، مع اقتراب البرلمان الأوروبي والمفوضية الأوروبية من تشكيل يتسم بتأثير متزايد للأحزاب اليمينية واليمينية المتطرفة.
هذه الديناميكيات الجديدة قد تشكل نقطة تحول في المشهد السياسي للاتحاد الأوروبي، وفقًا لمقال نشره "ألبرتو أليمانو" في صحيفة "الغارديان"، وهو أستاذ قانون الاتحاد الأوروبي في جامعة بباريس وزميل زائر وباحث في الديمقراطية في جامعة هارفارد.
تشير تحليلات ألبرتو أليمانو في المقال إلى أن البرلمان الأوروبي الجديد هو الأكثر يمينية في تاريخ الاتحاد، حيث يضم تحالفات قوية من أحزاب يمين الوسط مثل حزب الشعب الأوروبي، وأحزاب اليمين المتطرف مثل المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، ومجموعة "الوطنيين من أجل أوروبا".
يشير محللون إلى أن البرلمان الأوروبي الجديد هو الأكثر يمينية في تاريخ الاتحاد الأوروبي
هذه القوى، التي تتعاون بشكل غير رسمي، تشكل كتلة برلمانية يمكنها توجيه سياسات الاتحاد الأوروبي بطرق أكثر تحفظًا، ما قد يهدد بإضعاف "الأغلبية الوسطية" التي قادت أوروبا لعقود حسب قوله.
من المتوقع أن تبدأ المفوضية الأوروبية الجديدة تحت رئيسة المفوضية، أورسولا فون دير لاين، ولايتها في ظل توازن جديد للقوى، مع تمثيل كبير للتيارات اليمينية.
وبينما تعهدت فون دير لاين في ولايتها السابقة بالالتزام بوسطية السياسة، يبدو أن المفوضية الجديدة قد تضطر للتوجه نحو اليمين لضمان تحقيق أهدافها السياسية.
في سياق هذا التحول، يتوقع الكاتب أن تشكل الأحزاب اليمينية المتطرفة حليفًا مؤثرًا لحزب الشعب الأوروبي، مما قد يؤدي إلى تبني سياسات أكثر تحفظًا في القضايا الرئيسية مثل البيئة والهجرة.
من بين التحديات البارزة التي أشار إليها الكاتب، تتعرض السياسات البيئية في الاتحاد الأوروبي لضغوط كبيرة. ففي وقت سابق من هذا العام، اضطرت فون دير لاين للتراجع عن بعض بنود الصفقة الخضراء، مثل حظر محركات الاحتراق، استجابة لاحتجاجات مدعومة من اليمين المتطرف.
وتضمنت التراجعات الأخرى تخفيف تنظيم منع إزالة الغابات، وتأجيل توجيهات جديدة تهدف إلى جعل السياسة الزراعية أكثر استدامة، هذه التغيرات قد تشير إلى تحول أوسع في التزامات الاتحاد الأوروبي بشأن قضايا المناخ.
وعلى الرغم من وجود ما يُعرف بـ"الحاجز الصحي"، الذي يمنع التعاون الرسمي مع القوى اليمينية المتطرفة، يبدو أن هذا الحاجز يتآكل تدريجيًا في عدة دول أوروبية، مثل إيطاليا والسويد وسلوفاكيا، فحسب "ألبيرتو أليمانو" فقد أصبحت الأحزاب اليمينية المتطرفة جزءًا من الائتلافات الحاكمة، مما يعكس تغيرًا كبيرًا في المشهد السياسي.
وأشار الكاتب إلى مخاطر عودة دونالد ترامب لسدة الحكم، حيث يشير إلى أن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض قد تعزز نفوذ اليمين المتطرف في أوروبا. فالقوى السياسية التي تنتمي لهذا التيار تتطلع إلى مزيد من التعاون مع المحافظين المؤيدين لترامب، مما قد يؤدي إلى مزيد من الاستقطاب السياسي داخل الاتحاد.