أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، في مقابلة خاصة مع "التلفزيون العربي"، اليوم الإثنين، التزام بلاده الثابت بتطبيق القرار الأممي رقم 1701 الذي يُفضي إلى وقف لإطلاق النار، مشيرًا إلى أن رد لبنان على مسودة المقترح الأميركي كان "إيجابيًا"، لكن مع "وجود بعض التوضيحات".
وأعاد ميقاتي في المقابلة التشديد على أن "العنوان الأساسي العريض بالنسبة لنا هو تطبيق القرار رقم 1701"، داعيًا إلى "نوع من التفسير لآلية تطبيق القرار الدولي"، وأضاف مؤكدًا أن "لبنان ملتزم بتنفيذ القرار وتطبيقه في جنوب الليطاني". وردًا على سؤال مرتبط بالسرية التي ترافق النقاشات اللبنانية للمقترح الأميركي، أوضح ميقاتي أنه " لا يريد إثارة أي أمر حتى لا يكون عائقًا أمام وقف إطلاق النار في الوقت الحاضر"، لافتًا إلى أن رئيس البرلمان، نبيه بري، يقود هذه المباحثات مع الوسيط الأميركين عاموس هوكشتاين، وأنه على تواصل دائم مع بري.
ونفى ميقاتي أن يكون شرط السماح لإسرائيل شن غارات جوية داخل الأراضي اللبنانية من بين الشروط التي تضمنها المقترح الأميركي، مرجعًا تناقل هذا الشرط إلى "تكهنات صحفية"، أما فيما يخص موضوع المعابر الحدودية التي تربط لبنان مع سوريا، فقد أشار إلى أنه "عندما نقول أن الدولة اللبنانية ستأخذ زمام الأمور بجدية وصرامة، سيكون منها موضوع المعابر والحدود بشكل عام"، ولفت ميقاتي في حديثه إلى أن "الإسرائيلي لديه نوع من الأهداف المعينة تجاوزت أهداف 1701".
أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، في مقابلة خاصة مع "التلفزيون العربي"، التزام بلاده الثابت بتطبيق القرار الأممي رقم 1701
وأضاف أن عمله في الوقت الحالي ينصب على إعادة "الاستقرار إلى جنوب لبنان، وعلى أن تكون سيادة لبنان على كامل حدوده"، بالإضافة إلى "الاتفاق على خطوط الهدنة وفقًا لمعاهدة 1949". واعتبر ميقاتي أن مسعى وقف إطلاق النار "ممكنًا"، واصفًا إياه بأنه من "مصلحة الجميع". وفيما يخص اللجنة الدوليةـ أكد ميقاتي أنه لن "يكون هناك أي تدخل عسكري من قبل هذه اللجنة"، مشددًا على أن عملها ينحصر بالإشراف على تنفيذ القرار الأممي.
وفيما يخص المساعدات التي حصل عليها لبنان عقب إنتهاء مؤتمر باريس الشهر الماضي، أشار ميقاتي إلى حكومة تصريف الأعمال تتواصل المنظمات الدولية للحصول على المساعدات، مضيفًا أن جميع المساعدات التي وصلت إلى لبنان، متوفرة بياناتها على الموقع الإلكتروني الذي أنشأ لهذا الغرض، لافتًا إلى أن الأولوية بالنسبة لهم مع قدوم فصل الشتاء تنحصر في تأمين "الغذاء والوقود" للنازحين في مراكز الإيواء التي وصل عددها إلى 250 مركزًا في مختلف أنحاء لبنان.
وفي سياق مرتبط بتطورات المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار في لبنان، قال مراسل "التلفزيون العربي"، أحمد درواشة، نقلًا عن وسائل إعلام عبرية إن الإدارة الأميركية قدمت إحاطة للمسؤولين الإسرائيليين بأن هوكشتاين سيتوجه إلى لبنان من أجل لقاء كبار المسؤولين اللبنانيين لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار، واصفةً الآمال الإسرائيلية في هذا الخصوص بأنها "مرتفعة"، والذي أرجعته إلى "التقدم الكبير في المفاوضات إثر زيارة وزير الشؤون الإستراتيجية، رون ديرمر، إلى الولايات المتحدة وروسيا والإمارات".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية قد نقلت عن مسؤولين في جيش الاحتلال الإسرائيلي "استغرابهم من حديث مسؤولين إسرائيليين لصحيفة واشنطن بوست الأميركية عن أن إسرائيل قد تؤجل قرار وقف الحرب على لبنان إلى ما بعد تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب"، وبحسب درواشة تسود مخاوف من أن يتورط جيش الاحتلال في بقاء طويل الأمد في جنوب لبنان، بينما لا تشير الخطة العملياتية إلى استعداداته لمثل هذا الأمر.
وكان جيش الاحتلال قد وسّع دائرة غاراته التي استهدفت عمق الأراضي اللبنانية، وشنّ أمس الأحد غارتين جويتين على العاصمة بيروت، حيثُ استهدفت الغارة الأولى مبنى يُستخدم كمقرّ لحزب البعث العربي الاشتراكي في منطقة رأس النبع وسط بيروت، أثناء وجود مسؤول العلاقات الإعلامية لحزب الله، محمد عفيف، داخل المبنى، فيما استهدفت الغارة الثانية محلًا لبيع الأجهزة الإلكترونية في مخيم مار إلياس.