20-نوفمبر-2024
سوريا

جندي روسي في سوريا (مواقع التواصل الاجتماعي)

أنشأت روسيا تسع نقاط مراقبة جنوبي سوريا، بالقرب من منطقة فصل القوات بين الجانبين السوري والإسرائيلي، وفق ما أعلنته وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" يوم الإثنين. فما سبب هذه الخطوة؟

أتى قرار روسيا هذا بعد أيام قليلة من انتهاك إسرائيل لاتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974، حيث توغلت القوات الإسرائيلية داخل المنطقة منزوعة السلاح، وبدأت أعمال بناء في المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل.

ونقلت "أسوشيتد برس" عن المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، نيك بيرنباك، قوله: "لاحظت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الأشهر الأخيرة أنشطة بناء يقوم بها الجيش الإسرائيلي على طول خط وقف إطلاق النار"، مضيفًا أن القوات الإسرائيلية أحضرت في بعض الحالات حفارات ومعدات بناء أخرى.

أنشأت روسيا تسع نقاط مراقبة جنوبي سوريا، بالقرب من منطقة "فصل القوات" بين الجانبين السوري والإسرائيلي، فما هو سبب هذه الخطوة؟

وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري أعلنت أن النقاط الروسية تم إنشاؤها بالتنسيق مع قوات النظام، بهدف "تنفيذ عمليات مراقبة عبر الجو والبر وتعزيز الاستقرار والأمن في المنطقة". ونقلت الوكالة عن الجنرال ألكسندر روديونوف، نائب قائد القوات الروسية في سوريا، تأكيده أن روسيا لم تنسحب من أي نقطة في المنطقة بل قامت بتعزيز وجودها العسكري، نافيًا الأنباء المتداولة في بعض وسائل الإعلام حول انسحاب القوات الروسية.

وفي تقرير لصحيفة "العربي الجديد"، أكد محللون أن نقاط المراقبة الروسية هذه تمثل جزءًا من محاولة روسيا لطمأنة إسرائيل بأن الجنوب السوري لن يكون مصدر تهديد لها من قبل الميليشيات الإيرانية المنتشرة في المنطقة. وفي الوقت نفسه، تعتبر هذه الخطوة وسيلة ردع لجيش الاحتلال الإسرائيلي لمنع المزيد من التوغل في جنوب سوريا.

وأشار القيادي في المعارضة السورية العقيد مصطفى البكور إلى وجود اتفاق روسي إسرائيلي طويل الأمد يقضي بإبعاد الميليشيات الإيرانية مسافة 40 كيلومترًا عن الحدود. ومع ذلك، لم تنجح روسيا حتى الآن في إجبار إيران على تنفيذ هذا الاتفاق.

وأوضح تقرير "العربي الجديد" عبر المحللين أن تحركات روسيا في جنوب سوريا تهدف إلى مراقبة سلوك حزب الله وإيران تجاه إسرائيل من الأراضي السورية، حيث لا يتوقع حدوث تصعيد إسرائيلي إلا في حال استفزاز من قبل هذه الأطراف. وصرّح الخبير العسكري ضياء قدور للصحيفة بأن تعزيز الحضور الروسي في المنطقة يهدف إلى منع تصعيد محتمل مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة قد تحد من التحركات الإيرانية في المنطقة.

ويرى بعض المحللين العسكريين أن التحركات الروسية قد لا تكون كافية لإرضاء إسرائيل بشكل كامل، لكنها تساهم في تقليل المخاطر في الجبهة الجنوبية لسوريا، ومنع تصعيد أكبر في ظل التوترات المستمرة في المنطقة.