21-يونيو-2024
فلسطيني وسط الركام والخراب في مخيم النصيرات

(Getty) صعّد جيش الاحتلال من عدوانه على مدينة رفح

في اليوم الـ259 من العدوان، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه على قطاع غزة وسط اشتداد المواجهات بينه وبين فصائل المقاومة الفلسطينية في مدينة رفح، جنوب القطاع، واستمرار التحذيرات المحلية والدولية من المجاعة في شمال غزة.

وصعّد جيش الاحتلال خلال الساعات القليلة الماضية من عدوانه على مدينة رفح، حيث أطلقت آلياته المتوغلة في المدينة النار صوب خيام النازحين في منطقة المواصي، وقصفت مدفعيته أحياء غرب ووسط المدينة، كما شنت طائراته الحربية عدة غارات استهدفت غرب المدينة.

وأطلقت دبابات الاحتلال المتمركزة في المناطق الشرقية الحدودية لمدينة خانيونس، جنوب القطاع، النار باتجاه المدينة. وقصفت طائراته منزلًا بجوار مجمع ناصر الطبي، وشنّت غارة استهدفت محيط المستشفى الأوروبي، شرق المدينة.

استُشهد 36 أسيرًا من أسرى قطاع غزة الذين اعتُقلوا خلال العدوان تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية في سجون الاحتلال

وفي مدينة غزة، أُصيب عدة أشخاص جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي الشجاعية شرق المدينة. فيما قصفت طائراته الحربية منزلًا يعود لعائلة "الغز" في منطقة السنافور بحي التفاح شرق المدينة.

وتعرّضت المنطقة الوسطى بدورها لقصف مدفعي وجوي عنيف استهدف شمال مخيم النصيرات، ومدينة دير البلح، وبلدة المصدر، وشقر مخيم المغازي.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 37.431 شهيدًا و85.653 مصابًا بحسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي أمس الخميس، إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الساعات الـ24 الأخيرة 4 مجازر بحق أهالي القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 35 شهيدًا و130 مصابًا. فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة إن استهداف قوات الاحتلال للمنشآت الصحية والمربعات السكنية يرفع عدد الضحايا ويعرقل عمل طواقمهم، مشيرةً إلى أن الوضع في شمال القطاع كارثي نتيجة عودة شبح المجاعة الذي يهدِّد حياة أكثر من 500 ألف شخص.

المقاومة تواصل ضرباتها

ميدانيًا، شهدت محاور القتال في حي السعودي ومنطقة مسجد العطار، غرب رفح، اشتباكات عنيفة، تزامنًا مع قصف مدفعي مكثّف، بين قوات الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية.

ونقلت صحيفة هآرتس عن مصادر قولها إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يرغب بالإعلان عن انتهاء الحرب بعد عملية رفح، مع الإشارة، من قبل المصادر نفسها، إلى أنه يرغب بطلب خفض القوات في محوري فيلادلفيا وصلاح الدين.

كما أعلن جيش الاحتلال، صباح اليوم الجمعة، عن مقتل جنديين وإصابة 3 آخرين بجروح خطيرة في معارك وسط قطاع غزة.  

وخلال الساعات القليلة الماضية، أعلنت المقاومة الفلسطينية استهدافها مروحية إسرائيلية شرق رفح. فيما اعترف جيش الاحتلال بمقتل ضابط وجندي وإصابة 8 آخرين في كمين للمقاومة، أمس الخميس، في جنوب القطاع.

وكانت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد أعلنت أمس الخميس أنها أوقعت جنود وآليات الاحتلال في كمين مركّب بمخيم الشابورة في رفح.

وقالت الكتائب: "استهدفنا دبابتي "ميركفاه" لجيش الاحتلال بقذائف "الياسين 105" في مخيم الشابورة بمدينة رفح جنوب القطاع"، مضيفةً: "بعد استهداف الدبابتين فرّ طاقمهما داخل أزقة المخيم ولاحقهم مجاهدونا وأجهزوا على عدد منهم من المسافة صفر".

وتابعت: "استكمالًا للكمين المركب المعد مسبقّا لجنود وآليات العدو في مخيم الشابورة.. تمكن مجاهدو القسام مجددًا من استهداف آليتين صهيونيتين من نوع "إيتان" بقذائف "الياسين 105" ورصد مجاهدونا هبوط الطيران المروحي لإخلاء الجنود القتلى والجرحى في الكمين الذي تم فيه استهداف 4 آليات صهيونية والإجهاز على عدد من الجنود من المسافة صفر".

وأعدت الكتائب كمينًا آخر جنوب حي تل السلطان، حيث قالت: "تمكن مجاهدونا من إعداد كمين محكم لقوة صهيونية مدرعة وتجهيز لغم خاص بقوة تفجيرية كبيرة زُرع تحت طريق مرورها بعد عمليات رصد استمرت لعدة أيام في شارع البحر جنوب حي تل السلطان غرب مدينة رفح".

وأكملت الكتائب: "عند مرور القوة في الدقائق الأولى من صباح هذا اليوم وتموضع دبابة "ميركفاه" فوق اللغم قام المجاهدون بتفجيره بها ما أدى لتدميرها -بشكل كامل- وقتل طاقمها واستمرت عمليات إخلاء أشلاء الجنود القتلى وحطام الدبابة عدة ساعات".

54 أسيرًا استشهدوا في سجون الاحتلال

وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الأسرى والمحررين في قطاع غزة ارتفاع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي إلى 54 شهيدًا أسيرًا خلال حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة.

وقالت الوزارة: إن "حجم الكارثة التي يعيشها الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي كبير"، وإن: "والظروف الحياتية والمعيشية التي يواجهها المتعقلون مرعبة وغير إنسانية وغير مسبوقة".

ووثقت استشهاد 36 أسيرًا من أسرى غزة الذين تم اعتقالهم خلال العدوان، تحت التعذيب ونتيجة ظروف الاعتقال القاسية. كما وثّقت استشهاد 54 شهيدًا من كافة المحافظات الفلسطينية في سجون الاحتلال نتيجة التعذيب وظروف الاعتقال اللاإنسانية والاعتداء الممنهج منذ بدء العدوان.  

وارتفعت حصيلة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، بحسب الوزارة، إلى 9 آلاف أسير منهم 300 امرأة و635 طفلًا و80 صحفيًا، يتعرضون جميعًا لجرائم مختلفة ضد الإنسانية، من بينها جريمة الإخفاء القسري.

وقالت الوزارة إن سجون الاحتلال أصبحت عبارة عن مقابر جماعية لآلاف الأسرى الفلسطينيين، وذلك في ظل استمرار تجاهل المؤسسات الدولية لهذه القضية، ومن بينها "الصليب الأحمر" الذي لم يتحرك في هذه القضية، رغم حجم الجرائم التي ترتكب داخل سجون الاحتلال.

وأشارت إلى أنه، استنادًا إلى شهادات بعض المعتقلين المفرج عنهم من السجون ومراكز الاحتجاز، هناك العديد من أشكال التعذيب والمعاملة اللاإنسانية بحق الأسرى، ومن ضمن هذه الممارسات: تعرية المعتقلين بالقوة وبشكل متكرر، وتقييد الأيدي والأرجل وتعصيب الأعين لفترات طويلة، والصعق بالكهرباء، والتجويع، والشبح والحفر على الجسم بآلة حادة، والحرمان من النوم والاستحمام والرعاية الطبية، وإطلاق الكلاب الشرسة على الأسرى، والتعريض لدرجات حرارة منخفضة، ودعوة مسؤولين ومدنيين لمشاهدة عمليات التعذيب.