لم تجر الرياح بما تشتهي سفن الوساطة الأميركية بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، فقد أعلن المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين عن فشل محاولات التسوية بين الطرفين.
وكان هوكشتاين قد قام بجولاتٍ مكوكية منذ مطلع الأسبوع بين تل أبيب وبيروت لاحتواء التصعيد على طول الخط الأخضر، وعدم تطور العمليات القتالية إلى حربٍ شاملةٍ بين إسرائيل وحزب الله في لبنان.
وكانت القناة 13 الإسرائيلية أكدت إعلان هوكشتاين فشل محاولات التسوية بالوسائل الدبلوماسية، ما يرفع احتمالات المواجهة المباشرة وفتح حربٍ جديدةٍ على الجبهة الشمالية، في وقتٍ ما تزال فيه إسرائيل "تتخبّط في وحل غزة" عاجزةً عن إلحاق هزيمةٍ واضحةٍ بفصائل المقاومة الفلسطينية في القطاع المحاصر بعد مضي 8 أشهر على عدوانها.
يشار إلى أنّ القناة 12 الإسرائيلية نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت قوله "إن حزب الله بدأ الحرب وواجبنا تغيير الوضع".
وفي الأثناء، وعلى وقع التصعيد المتبادل بين الطرفين أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مساء أمس الأربعاء أن الحزب "سيقاتل برًّا وبحرًا وجوًّا من دون قواعد أو أسقفٍ، إذا فُرضت الحرب على لبنان".
أبدت الإدارة الأميركية غضبها من نتنياهو عقب حديثه عن حجب واشنطن شحنات أسلحةٍ وذخائر عن تل أبيب في الأشهر القليلة الماضية
وكمؤشرٍ على وصول التصعيد مرحلةً خطيرةً، وجّهت واشنطن حاملة الطائرات الأميركية جيرالد فورد والأسطول المرافق لها إلى سواحل حيفا، وفقًا لما ذكرته شبكة سي أن أن وعدة تقارير أخرى.
وفي ذات السياق، تفقد رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الحدود الشمالية، ومن هناك صرّح بأنّ "لدى الجيش قدراتٍ كبيرةً جدًا والعدو يعرف جزءًا بسيطًا منها فقط"، وأردف "مستعدون لأي سيناريو في الشمال وأي مواجهةٍ مع لبنان ستنتهي باتفاقٍ، ونحن ملزمون بإعادة السكان".
خلاف أميركي إسرائيلي
ذكر موقع أكسيوس الأميركي أنّ اجتماع نتنياهو والمبعوث الأميركي آموس هوكشتاين كان سيئًا، ورجّح الموقع أن يعرقل الخلاف الجديد بين نتنياهو وإدارة بايدن جهود التهدئة وتجنب الحرب مع حزب الله.
وأضاف الموقع أنّ تصرف نتنياهو ـ المتمثل في انتقاد نتنياهو إدارة بايدن حجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل خلال الأشهر الماضية ـ يخلق فجوةً بين الحليفين تؤدي لتآكل الردع الإسرائيلي في نظر حزب الله.
وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، ألقى كلمةً متلفزة أمس الأربعاء هدد فيها إسرائيل بحربٍ غير مسبوقة، ملوحًا بإمكانية اقتحام الجليل فيها، مشيرًا إلى أنّ دور الإسناد الذي يقوم به الحزب حاليًا في حرب غزة عطل الحياة الاقتصادية في شمال إسرائيل وأثر على جبهة التفاوض بشأن نتيجة الحرب، مؤكدًا أنّ "صورة الردع لدى العدو تنهار والجيش يبدو مهزومًا ومنهارًا".
قال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله إن "أوضح الدلائل على فعالية الجبهة اللبنانية هو الصراخ والتهديد والتهويل الذي نسمعه من قادة العدو ومسؤوليه ومستوطنيه".
تابع سلسلة المنشورات ⏬ pic.twitter.com/SMOiTYajee
— العربي الجديد (@alaraby_ar) June 19, 2024
وأكّد حسن نصر الله أن "المقاومة اتبعت إستراتيجية إعماء العدو وصم آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد وغيرها"، منوّهًا إلى أنّ "العدو أخلى كثيرًا من مواقعه العسكرية على الحدود مع جنوب لبنان"، كما كشف نصر الله أن "المقاومة حصلت على معلوماتٍ جديدةً ودقيقةً عن مواقع العدو الإسرائيلي على الحدود"، مضيفًا القول "لدينا كمٌّ كبيرٌ جدًا من المعلومات وما نشرناه أمس جزءٌ بسيطٌ من ساعاتٍ طويلةٍ تم تصويرها في حيفا".
انتقادات
على خلفية هذه التطورات قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إنه "يجب الإطاحة بحكومة نتنياهو"، واعتبر لبيد أنه "منذ لحظة استقالة غانتس أصبحت لدينا الوسائل وسنعمل معًا لإسقاط الحكومة".
وتابع لابيد "حكومة نتنياهو مجنونةٌ وتخوض صراعاتٍ داخليةٍ، وعاجزةٌ ولا تهتم بالجنوب ولا بالشمال".
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فاعترف بمواجهة إسرائيل "تحدياتٍ كبيرةً وقرارتٍ صعبةً، مضيفًا "نحن في حربٍ على جبهاتٍ عدةٍ، والوقت ليس مناسبًا للسياسات التافهة والتشريعات التي تعرض التحالف الذي يقاتل من أجل النصر للخطر"، وتابع نتنياهو "علينا جميعًا أن نركز فقط على هزيمة حماس وإعادة كل المختطفين وإعادة السكان سالمين في الشمال والجنوب".