02-يوليو-2024
غزة

يواجه الاحتلال مقاومة عنيفة في حي الشجاعية

مع وصول حملة الإبادة الجماعية التي ينتهجها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة ليومها الـ270، يبدو أن الأهداف التي أعلن الاحتلال تنفيذها، والتي تتمثل في القضاء على المقاومة الفلسطينية أقرب للمستحيل من الواقع.

صحيفة وول ستريت جورنال نشرت الإثنين تقريرًا بعنوان: "مسلحو غزة يعيدون تنظيم صفوفهم ويسلحون أنفسهم ويهددون باندلاع حرب طويلة"، في إشارة منها إلى التباعد الكبير بين أهداف الاحتلال المعلنة والواقع الميداني الذي يعيشه جيش الاحتلال، وسط مقاومة شرسة من الفلسطينيين في غزة، وخصوصًا حي الشجاعية.

الصحيفة أشارت إلى إعادة تنظيم صفوف المقاومة الفلسطينية، ما أسفر عن إنجاز واحدة من أقوى وأكبر عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع المحاصر تجاه الأراضي المحتلة، وذلك بحسب الصحيفة يعطي مؤشرَا بطول فترة الحرب، والتي تتحول إلى حرب استنزاف طويل الأمد، بعكس وعيد الاحتلال بإنهاء المقاومة الفلسطينية، بعد تسعة أشهر من حملة الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر.

وبحسب وول ستريت جورنال، فإن التوغل العسكري الإسرائيلي في حي الشجاعية في مدينة غزة، والذي بدأ الأسبوع الماضي وأدى إلى فرار الأسر الفلسطينية للنجاة بحياتها، يثبت أيضاً مدى صعوبة تحقيق هدف الحرب المعلن الذي أعلنته الحكومة الإسرائيلية، والمتمثل في القضاء على حماس في القطاع.

أعادت المقاومة الفلسطينية تنظيم صفوفها، الأمر الذي أسفر عن إنجاز واحدة من أقوى وأكبر عمليات إطلاق الصواريخ من القطاع المحاصر تجاه الأراضي المحتلة

ونقلت الصحيفة عن جوست هيلترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية، وصفه المعارك بحي الشجاعية وفي غزة عمومًا بمثابة مستنقع لقوات الاحتلال: "إنها مستنقع، وسوف يكون صراعاً لفترة طويلة".

وقال أيضًا: "يمكنك استخدام العمليات العسكرية لدفع حماس إلى جيوب مختلفة في غزة، لكن في نهاية المطاف، يتمكنون من العودة عبر شبكة الأنفاق أو عبر البر، إنهم يكتسبون مجندين جددًا كل يوم، الشباب الذين فقدوا عائلاتهم، سوف ينضمون إلى صفوفهم".

ونوّهت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن مسؤولين عسكريين إسرائيليين أشاروا أنهم يقتربون من نهاية العمليات القتالية الكبرى في مدينة رفح، في جنوب قطاع غزة، على أن رفح وحسب المسؤولين الإسرائيليين تمثل كانت آخر معاقل حماس.

وذكّرت الصحيفة بتصريح لنتنياهو قال فيه إن عملية رفح كانت ضرورية لتحقيق رؤيته المتمثلة في تحقيق النصر الكامل.

لكنّ معارك حي الشجاعية والصواريخ التي أُطلقت منه تجاه الأراضي المحتلة، تثبت خطأ تقديرات الاحتلال، وتوقعت الصحيفة أن ينتقل جيش الاحتلال إلى مرحلة جديدة من القتال الذي يعتمد بالدرجة الأولى على غارات مبنية على معلومات استخباراتية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي سعي الاحتلال بالمناورة: " "سنقوم بالمناورة مرارا وتكرارا أينما نرى أن هناك محاولة لإعادة التجمع أو محاولة لإعادة الحكم أو محاولة لإدخال كل أنواع الأسلحة". وزاد المسؤول في جيش الاحتلال: "إن حماس تحاول مهاجمة إسرائيل من هناك بإطلاق قذائف الهاون والصواريخ من فوق الأرض، ولكن أيضا من تحت الأرض عبر أنفاق هجومية".

ونوّهت وول ستريت جورنال إلى أن غارات الاحتلال الحالية على مدينة غزة، أعادت قوات الاحتلال إلى نقطة البداية، فهي ستدخل إلى مناطق تم تدميرها إلى حد كبير منذ بدايات العدوان.