30-يوليو-2024
خانيونس

مدرعة لجيش الاحتلال في قطاع غزة (وكالة الأناضول)

يواصل جيش الاحتلال استهداف المناطق المأهولة بالسكان في مختلف أنحاء قطاع غزة لليوم الـ298 على التوالي، في الوقت الذي يواصل تقليص المساحات الإنسانية في جنوب ووسط قطاع غزة، وذلك بعد إعلانه الانسحاب من المناطق الشرقية لخانيونس، دون أن يعلن انتهاء العملية العسكرية في المنطقة التي أدت إلى تهجير آلاف الفلسطينيين إلى غربي خانيونس.

وقال الدفاع المدني في غزة إنه انتشل جثمان شهيدة وستة جرحى جراء قصف الاحتلال لشقة سكنية في أحد أبراج مدينة حمد السكنية، بمدينة خانيونس، جنوبي قطاع غزة، فيما أفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأن جيش الاحتلال شن ستة غارات استهدفت منزلًا في بلدة عبسان شرقي مدينة خانيونس، مشيرًا إلى مناشدات لإخلاء الشهداء والجرحى.

وذكر مراسل "التلفزيون العربي" أنه تم انتشال جثة شهيد فلسطيني قضى جراء استهداف جيش الاحتلال فلسطينيين غربي دوار الصفطاوي، شمالي قطاع غزة، فيما قالت وسائل إعلام إنه تم انتشال جثامين ثمانية شهداء جراء قصف الاحتلال منزلًا في محيط "شارع ثمانية"، جنوبي مدينة غزة.

يواصل جيش الاحتلال تقليص المساحات الإنسانية في جنوب ووسط قطاع غزة في اليوم الـ298 للعدوان 

إلى ذلك، قال موقع "العربي الجديد" إن فلسطينيين تعرضوا لإصابات جراء قصف مدفعي استهدف محيط مدارس العودة التي تؤوي نازحين شرق خانيونس، وأضاف نقلًا عن وسائل إعلام فلسطينية أن مناطق عدة شمال رفح، جنوبي قطاع غزة، تتعرض إلى قصف مدفعي، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف.

الاحتلال ينسحب من خانيونس

وبعد تسعة أيام على شن العملية العسكرية البرية الثانية في خانيونس، أعلن جيش الاحتلال الانسحاب من المنطقة، اليوم الثلاثاء، دون أن يعلن عن انتهاء عمليته العسكرية بالمنطقة، والتي شارك فيها الفريق القتالي التابع للواء السابع في الجيش.

وقال شهود عيان لـ"العربي الجديد" إن العملية البرية الثانية خلفت دمارًا هائلًا في المنطقة، وأدت لتدمير وتجريف معظم المنازل، والبنية التحتية التي بقيت سليمة في المناطق الشرقية لمدينة خانيونس الملاصقة لمدينة رفح، التي لم ينهِ جيش الاحتلال عمليته البرية فيها.

وكان مدير إدارة الإمداد والتجهيز في المديرية العامة للدفاع المدني في قطاع غزة، محمد المغير، قد أشار إلى أن جيش الاحتلال قلّص المساحة الإنسانية في خانيونس من 45 كم مربعًا إلى 28 كم مربعًا، وأضاف بأن الاحتلال الإسرائيلي قلّص أيضًا مساحة المنطقة الآمنة في المحافظة الوسطى إلى 48 كم مربعًا، بعدما كانت مساحتها تبلغ 65 كم مربعًا، علمًا أن المنطقة يقطنها نحو 1.7 مليون فلسطيني.

أهالي القطاع يعانون من البؤس البشري

إنسانيًا، أكدت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريت كاغ، أن الوضع في غزة لا يزال كارثيًا بعد مرور 10 أشهر على الحرب، مشيرةً إلى أن أهالي القطاع عانوا من دوامة مروعة من البؤس البشري خلالها.

وبينما أشارت كاغ إلى تأثير ارتفاع درجات الحرارة على الناس، حذّرت من مخاطر تفشي الأمراض المعدية وخاصةً شلل الأطفال. كما لفتت إلى الظروف المروعة التي تجري فيها عمليات الولادة في القطاع، وجهود الأطباء والطبيبات لضمان ظروف ولادة آمنة، مضيفةً أن: "العديد من الأمهات يشعرنّ بقلق عميق بشأن المستقبل والعالم الذي يجلبنّ إليه أطفالهنّ"، وفق تعبيرها.

ونبّهت سيغريت كاغ إلى ارتفاع معدل الإجهاض في الثلث الأول والثاني من الحمل بغزة، وقالت إنه: "يصعب علينا تخيل معاناة الأطفال الذين تم تهجيرهم أربع أو خمس مرات داخل غزة سعيًا وراء الأمان والمأوى".

وفي سياق الحديث عن التهجير، وثق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" نزوح أكثر من 200 ألف شخص في غزة، خلال الأسبوع الماضي، عقب أوامر الإخلاء الإسرائيلية، أي ما يعادل نحو 9 بالمئة من السكان.

وقال المكتب، أمس الإثنين، إن عشرات الآلاف من الناس ما زالوا يعانون من موجات جديدة من النزوح الداخلي في جميع أنحاء غزة بسبب أوامر الإخلاء تلك والأعمال العدائية المستمرة.

وأشار إلى توجيهات الإخلاء الجديدة التي أصدرها جيش الاحتلال، يومي السبت والأحد الماضيين، أثرت على أجزاء من رفح وخانيونس ودير البلح، حيث كان 56 ألف شخص يقيمون هناك. في حين أشار فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" أن 14 بالمئة فقط من المناطق في غزة لا تخضع لأوامر الإخلاء.

وذكر لازاريني، في منشور على منصة "إكس"، أن أوامر الإخلاء تخلق حالة من الفوضى والذعر في غزة، مشيرًا إلى أنه في كثير من الأحيان يضطر الناس إلى حزم أمتعتهم في غضون بضع ساعات فقط.

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية قد كشفت، أمس الاثنين، أن ضباطًا في جيش الاحتلال أمروا بتفجير خزان مياه للشرب في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، الأسبوع الماضي، وهو ما يُعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي.

وقالت الصحيفة العبرية إن جيش الاحتلال يجري تحقيقًا بشأن انتهاك القانون الدولي، عقب تفجير خزان مياه في رفح من قبل قوة عسكرية تابعة للواء 401 في سلاح المدرعات، عملت في المكان، وفجرًّت خزان المياه الرئيسي بأمر من قادة اللواء، ومن دون الحصول على إذن للقيام بذلك من قبل المستوى الرفيع في قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال.

الاحتلال يضيف شروطًا جديدة على مقترح الهدنة

سياسيًا، اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بإضافة شروط ومطالب جديدة إلى اقتراح الهدنة الذي تدعمه الولايات المتحدة، وذلك بعد أحدث جولة من المفاوضات التي أجريت عبر وسطاء.

وقالت الحركة في بيان، أمس الاثنين، إنها تلقت أحدث رد إسرائيلي عقب محادثات أجريت في روما شاركت فيها إسرائيل والولايات المتحدة ومصر وقطر، وأضافت بأنه "من الواضح من خلال ما نقله الوسطاء أن نتنياهو عاد من جديد لاستراتيجية المماطلة والتسويف والتهرب من الوصول إلى اتفاق من خلال وضع شروط ومطالب جديدة".

من جهته، زعم مكتب نتنياهو أن قيادات حماس هي التي تمنع التوصل إلى اتفاق من خلال المطالبة بإجراء 29 تعديلًا على الاقتراح.

وقال في بيان: "إسرائيل ملتزمة بمبادئها وفقًا للاقتراح الأصلي، وهي (إطلاق سراح) أقصى عدد من (المحتجزين) الرهائن الأحياء، والسيطرة الإسرائيلية على محور فيلادلفيا (على امتداد الحدود بين مصر وغزة) ومنع حركة الإرهابيين والأسلحة إلى شمال قطاع غزة، وفق تعبيره.

وقال مسؤول في "حماس" لـ"قناة الأقصى" التلفزيونية التابعة للحركة، إن نتنياهو طرح شروطًا "مستحيلة" جديدة فيما يتعلق بعودة النازحين الفلسطينيين إلى ديارهم، ورفض الانسحاب من معبر رفح والخط الحدودي مع مصر، ورفض إطلاق سراح فلسطينيين مسجونين منذ فترات طويلة.

وكان القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عزت الرشق، قد كذّب، أمس الاثنين، تصريحات رئاسة الوزراء الإسرائيلية التي ادعت أن الحركة "تمنع" التوصل إلى اتفاق بشأن غزة.

وقال الرشق في بيان على تلغرام، إن: "ما صدر عن رئاسة الوزراء (الإسرائيلية) بأن حماس هي من تمنع التوصل إلى اتفاق، كلام فارغ ولا أساس له من الصحة"، وأضاف أن "(رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو هو من يماطل ويراوغ ويضع العقبات أمام التوصل لاتفاق".