04-أغسطس-2024
فلسطيني بين ركام مدرسة دمرها القصف الإسرائيلي

فلسطيني بين ركام مدرسة دمرها القصف الإسرائيلي (رويترز)

في اليوم الـ303 من حربه الوحشية على قطاع غزة، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروّعة بحق النازحين بمستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط القطاع، راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى. 

وأفادت وسائل إعلام محلية، فجر اليوم الأحد، باستهداف قوات الاحتلال خيام النازحين بمستشفى شهداء الأقصى، ما أدى إلى استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة ما يزيد عن 20 آخرين في حصيلة أولية. 

وهذه المرة الثالثة التي يستهدف فيها جيش الاحتلال خيام النازحين داخل المستشفى وفق ما صرّح الناطق باسمه. فيما أدان المكتب الإعلامي الحكومي بغزة هذه المجزرة التي: "تضاف إلى سلسلة من المجازر المستمرة منذ أكثر من 300 يوم من حرب الإبادة الجماعية ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل". 

ارتكب جيش الاحتلال، فجر اليوم الأحد، مجزرة مروعة بحق النازحين في مستشفى شهداء الأقصى راح ضحيتها 5 شهداء وعشرات الجرحى

وحمّل المكتب، في بيان، الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأميركية: "المسؤولية الكاملة تجاه هذه الجرائم المستمرة، ونطالب كل العام بإدانتها". كما طالب المجتمع الدولي والمنظمات الأممية: "بالضغط على الاحتلال لوقف حرب الإبادة الجماعية ووقف شلال الدم المتدفق في قطاع غزة" بحسب البيان. 

واستُشهد 8 أشخاص، بينهم طفل، إثر قصف قوات الاحتلال منزلًا لعائلة "العامودي" شمال مخيم جباليا في محافظة شمال قطاع غزة. كما ارتقى 3 شهداء، وأُصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "الحسنات" في معسكر دير البلح وسط قطاع غزة.

وطال القصف المدفعي، وسط القطاع، محيط شركة الكهرباء والمدرسة الماليزية ومنطقة الحساينة شمال مخيم النصيرات، إضافةً إلى محيط برج التركماني بالقرب من مدخل المخيم نفسه. 

وأطلقت زوارق الاحتلال الحربية نيرانها تجاه المناطق الشمالية الغربية لمدينة غزة، كما شنت طائراته غارة استهدفت المنطقة الشرقية من المدينة، فيما تعرض حي الزيتون، جنوب المدينة، لقصف مدفعي وجوي عنيف.

وفي جنوب قطاع غزة، قصفت قوات الاحتلال، بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة، المنطقة الشرقية من بلدة عبسان الكبيرة، شرق مدينة خانيونس. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 39.550 شهيدًا و91.280 مصابًا.

وقالت الوزارة إن قوات الاحتلال ارتكبت خلال الـ24 ساعة الماضية 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 31 شهيدًا و62 مصابًا، فيما لا يزال هناك العديد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

انعدام الوقود وقطع الغيار يحول دون إنقاذ الأرواح

وفي سياق متصل، قال جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، السبت، إن: "أكثر من 60 بالمئة من معداتنا ومركباتنا خرجت عن الخدمة بسبب عدم توفر قطع الغيار والاستهدافات الإسرائيلية لهم".

وأضاف في بيان: "نعاني من انعدام توفر الوقود الخاص بمركبات الإطفاء والإنقاذ والإسعاف التي تعمل".

وأكمل: "هناك شكوك حول سلوك منظمات الأمم المتحدة التي ترفض تزويدنا بالوقود اللازم للقيام بمهامنا في إنقاذ الأرواح وتنفيذ الاستجابة العاجلة، مما يعطل خدماتنا رغم عقد العديد من المشاورات واللقاءات مع المنظمات الدولية التي وعدت بالاستجابة وتوفير المطلوب، ولكن دون جدوى".

وحمّل الدفاع المدني المؤسسات الدولية والمؤسسات الإنسانية: "المسؤولية الكاملة عن عدم قدرتنا على إنقاذ الأرواح والقيام بمهامنا الإنسانية"، بحسب البيان. 

صفقة التبادل والرد الإيراني المرتقب

إلى ذلك، تُجمع معظم التقديرات والتقارير، داخل دولة الاحتلال وخارجها، على وصول مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في قطاع غزة إلى طريق مسدود عقب اغتيال "إسرائيل" لرئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران. وذلك عدا عن الشروط التي وضعها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، لإنجاز الصفقة. 

وأفادت القناة الـ13 الإسرائيلية، نقلًا عن مصدر أمني إسرائيلي، بأن نتنياهو قرر التخلي عن المحتجزين لدى "حماس" في غزة رغم الرغبة المتزايدة، محليًا وعالميًا، بالتوصل إلى صفقة تمنع، بحسب كثيرين، اندلاع حرب إقليمية في المنطقة. 

كما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، عن مصدر أمني وصفته بـ"الرفيع"، قوله إن نتنياهو يعارض الصفقة وهو ثابت في موقفه قبل وبعد اغتيال هنية، مشيرًا إلى أن إرسال وفد التفاوض يهدف فقط إلى خلق انطباع زائف بأن نتنياهو يتخذ خطوات مهمة بشأن المحتجزين. 

وتظاهر آلاف الإسرائيليون، مساء أمس السبت، للمطالبة بإبرام صفقة تبادل مع فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، سرعان ما تحولت إلى مواجهات مع الشرطة بالقرب من مقر وزارة الدفاع بمنطقة الكرياه في تل أبيب المحتلة. 

وفي سياق آخر، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الخارجية أوصلت دبلوماسييها بتوخي الحذر تحسبًا للرد الإيراني المرتقب على اغتيال هنية في طهران، فجر الأربعاء الفائت. وذلك في وقت تستمر فيه شركات الطيران العالمية بتعليق رحلاتها إلى المطارات الإسرائيلية تحسبًا لرد إيران و"حزب الله"، الذي اغتالت "إسرائيل" واحدًا من كبار قادته، فؤاد شكر، بالضاحية الجنوبية نهاية تموز/يوليو الفائت. 

وأعلن الحزب، ليلًا، قصف شمال الأراضي المحتلة بعشرات صواريخ الكاتيوشا ردًا على قصف جيش الاحتلال عدة قرى في جنوب لبنان.

وقال الحزب، في بيان، إنه قام بقصف منطقة جديدة هي "بيت هلل"، شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة، بعشرات صواريخ الكاتيوشا. وذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية أن نحو 50 صاروخًا أُطلقت من لبنان باتجاه الجليل الأعلى ليلًا. 

هذا وأعلن جهاز الإسعاف الإسرائيلي، صباح اليوم الأحد، مقتل إسرائيلية وإصابة آخرين جراء عملية طعن نفذها فلسطيني من الضفة الغربية بمنطقة حولون قرب تل أبيب.

وقالت شرطة الاحتلال إنها أطلقت النار على المنفّذ، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن العملية لم تنفذ في منطقة واحدة بحولون، بل في عدة مواقع منها قبل إطلاق النار على الفاعل.