14-أغسطس-2024
اليوم الـ313

فلسطينيون يعودن إلى الجانب الشرقي من خانيونس بعد انسحاب الاحتلال (رويترز)

ارتفع عدد الأطفال المولدين حديثًا الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إلى 115 طفلًا، في الوقت الذي يواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مختلف أنحاء القطاع، فيما قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن الاحتلال وضع نحو 84 بالمئة من مساحة قطاع غزة تحت أوامر الإخلاء.

وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" إن 20 فلسطينيًا استشهدوا على الأقل، وأصيب آخرون بجروح، منذ فجر اليوم الأربعاء، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي عدة مناطق في قطاع غزة.

وفي التفاصيل، أشارت "وفا" إلى استشهاد سبعة فلسطينيين، وإصابة آخرين بجروح، جراء قصف الاحتلال لمنزل في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، فيما استشهد أربعة فلسطينيين إثر استهداف الاحتلال شقة سكنية في مدينة خانيونس.

ارتفع عدد الأطفال المولدين حديثًا الذين استشهدوا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 115 طفلًا

كما استشهد ثلاثة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، في غارة للاحتلال استهدفت منزلًا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة، فضلًا عن استشهاد مواطنان، وإصابة آخرين، إثر استهداف شقة سكنية في مشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

وارتقى ثلاثة شهداء فلسطينيين إثر قصف الاحتلال لمنطقة حي تل السلطان غرب المدينة، في الوقت الذي قصفت فيه مدفعية الاحتلال المناطق الغربية والشمالية من مدينة رفح، وحيي الصبرة والزيتون في مدينة غزة.

وقالت كتائب "عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الثلاثاء، إنها قصفت: "مدينة تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز (M90) ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين والتهجير المتعمد بحق أبناء شعبنا في قطاع غزة". وبحسب "وكالة الأناضول، فإن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق صواريخ من غزة تجاه "تل أبيب"، منذ 26 أيار/مايو الماضي.

من جانبه، قال جيش الاحتلال إن قواته تواصل عملياتها في منطقة تل السلطان بمدينة رفح وفي خانيونس جنوبي القطاع، زاعمًا "القضاء" على مقاومين والعثور على: "كميات كبيرة من الأسلحة والذخيرة والقنابل اليدوية وأجهزة متفجرة إضافية".

وفي وسط غزة، زعم جيش الاحتلال في بيان أنه فكك البنية التحتية التابعة لحماس، فضلًا عن مواقع القناصة والمراقبة، وأضاف أن سلاح الجو هاجم أكثر من 40 موقعًا في جميع أنحاء قطاع غزة، خلال اليوم الماضي.

وقالت وزارة الصحة في غزة عبر قناتها على "تلغرام" إن إجمالي عدد الأطفال الرضع الذين وُلِدوا واستشهدوا في حرب الإبادة الجماعية بلغ  115 طفلًا، مشيرةً إلى أن الأطفال الذين استشهدوا عاشوا لحظات قصيرة من الحياة، قبل أن تُزهق أرواحهم تحت وطأة القصف والعدوان.

84 بالمئة من القطاع تحت أوامر الإخلاء

في الأثناء، أصدر جيش الاحتلال، أمس الثلاثاء، أمرًا بإخلاء مناطق جديدة في خان يونس جنوب قطاع غزة، وذلك للمرة الرابعة في أقل من أسبوع بالمدينة ذاتها.

وشملت أوامر الإخلاء المواطنين المتواجدين في بلوكات (45، 50، 219، و220) في بني سهيلا، وحارة المحطة شرقي خانيونس. وزعم الاحتلال أن طلب الإخلاء جاء: "على خلفية إطلاق قذائف صاروخية بشكل متواصل من قبل حماس"، من المناطق التي طلب إخلائها.

وقالت "الأونروا" في مقتضب إنه: "تم وضع حوالي 84 بالمئة من قطاع غزة، أي ما يعادل 305 كم مربع (من مساحة القطاع البالغة 365 كيلو مترًا)، تحت أوامر الإخلاء الصادرة عن القوات الإسرائيلية".

وأكدت الوكالة في بيانها أن: "النزوح في غزة لا ينتهي أبدًا، الناس يفرون من أجل النجاة بحياتهم ويأخذون معهم ما يستطيعون حمله، تاركين كل شيء آخر وراءهم"، مشيرةً إلى أن النازحين باتوا: "مرهقين ولا يجدون مكانًا آمنًا يلتجؤون إليه".

الفلسطينيون دروع بشرية للاحتلال

وفي السياق، نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تحقيقًا، أمس الثلاثاء، يتضمن شهادات من جنود وقادة عن استخدامهم المدنيين الفلسطينيين بشكل ممنهج كدروع بشرية في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن استخدام المدنيين كدروع بشرية كان يجري بمعرفة مكتب رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، وضباط كبار في الجيش الإسرائيلي.

وبالاستناد إلى شهادات الجنود والقادة، قالت "هآرتس" إن الجيش الإسرائيلي كان يقوم بنقل شبان من غزة غير المشتبهين بكونهم "مسلحين" إلى وحدات مختلفة تابعة له، حيث يقوم باحتجازهم كمعتقلين، ثم يرسلهم لمرافقة قواته عند تفتيش الأنفاق والمنازل في القطاع.

وأوضحت الصحيفة العبرية أن هؤلاء الشبان الفلسطينيين عادةً ما يكونون في العشرينات من عمرهم، وغالبًا ما يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، لكن بنظرة أكثر تركيزًا ستكتشف أنهم ينتعلون أحذية رياضية، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، ووجوههم تظهر عليها علامات الخوف.

وأضافت "هآرتس" أن هؤلاء هم الفلسطينيون الذين تستخدمهم وحدات الجيش الإسرائيلي في غزة بهدف واحد، وهو أن يكونوا دروعًا بشرية للجنود في عملياتهم، حيث يمشطون الأنفاق والمباني قبل دخول القوات إليها، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلي يطلق على الفلسطينيين الذي يستخدمهم كدروع بشرية تسمية "شاويشيم" (جمع شاويش).

ونقلت الصحيفة العبرية عن جنود إسرائيليين قولهم: "قالوا (في الجيش) إن حياتنا أهم من حياتهم (الفلسطينيين)، وإنه في النهاية من الأفضل أن يكون جنودنا على قيد الحياة، وأن ينفجروا هم جراء عبوة ناسفة".

وذكرت "هآرتس" أن الفلسطينيين الذين يستخدمون كدروع بشرية غالبًا ما يكونون رجالًا كبار السن، ومع ذلك، قالت إن هناك شهادات تشير إلى استخدام مراهقين أو مسنين في بعض الحالات.

مساعدات أميركية جديدة للاحتلال

في غضون ذلك، أكدت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، وافق، أمس الثلاثاء، على إمكانية بيع "إسرائيل" طائرات مقاتلة، وعتادًا عسكريًا بقيمة تزيد على 20 مليار دولار.

وذكر البنتاغون في بيان أن بلينكن وافق على البيع المحتمل لطائرات "إف 15"، ومعدات بقيمة تقارب 19 مليار دولار. وأشار البيان إلى أن بلينكن وافق أيضًا على البيع المحتمل لقذائف دبابات بنحو 774 مليون دولار، ومركبات عسكرية بقيمة 583 مليون دولار.

وفيما ستكون قذائف الدبابات جاهزة للتسليم على نحو شبه فوري، فإن إنتاج الطائرات المقاتلة وتسليمها سيحتاج لسنوات، على حد ما ذكر البيان.

وتدعم الولايات المتحدة "إسرائيل" بقوة، في الوقت الذي تشن فيه الأخيرة حربًا على قطاع غزة تسببت في تدميره. ولأكثر من مرة أكد العديد من المسؤولين الأميركيين، بما فيهم الرئيس، جو بايدن، وكبار المسؤولين في البيت الأبيض التزام واشنطن بالدفاع عن "إسرائيل".

نتنياهو ينصب عوائق جديدة أمام الاتفاق

إلى ذلك، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أضاف شروطًا جديدة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرةً أن المفاوضين الإسرائيليين أعربوا عن خشيتهم أن تمثل الشروط الجديدة عوائق إضافية أمام التوصل إلى اتفاق.

وأظهرت وثائق غير منشورة اطلعت عليها "نيويورك تايمز" تفاصيل موقف وفد الاحتلال التفاوضي، مضيفةً أن الاحتلال نقل قائمة من الشروط الجديدة عبر الوسطاء الأميركيين والقطريين والمصريين في تموز/يوليو الماضي، لم تكن مرنة مقارنة بمجموعة من المبادئ التي وضعتها "إسرائيل" في أواخر أيار/مايو الماضي.

وتوضح الصحيفة أن من بين الشروط الإسرائيلية الجديدة التي قدمت للوسطاء قبل قمة روما في 28 تموز/يوليو الماضي، أن تظل القوات الإسرائيلية مسيطرة على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، وهو من المطالب التي لم يتضمنها المقترح الإسرائيلي في أيار/مايو. كما أظهرت مرونة أقل بشأن السماح للفلسطينيين النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال غزة بمجرد توقف القتال.

وزعم مكتب نتنياهو عبر بيان صدر، أمس الثلاثاء، أن: "الادعاء بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أضاف طلبات جديدة إلى مقترح 27 (أيار) مايو هو ادعاء كاذب"، وأضاف أن: "مسودة 27 (تموز) يوليو لا تشمل شروطًا جديدة، ولا تتعارض مع مقترح (أيار) 27 مايو. حماس هي التي طالبت بـ29 تغييرًا، وهو ما عارضه رئيس الوزراء".