16-أغسطس-2024
أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء في مناطق جديدة بخانيونس ودير البلح

(AP) أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء في مناطق جديدة بخانيونس ودير البلح

لليوم الـ315، على التوالي، تواصل "إسرائيل" عدوانها على قطاع غزة بالتوازي مع استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين، غير المباشرة، بين "إسرائيل" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، التي انطلقت أمس الخميس في العاصمة القطرية الدوحة، لليوم الثاني على التوالي.

وأعلنت وزارة الخارجية القطرية، مساء أمس الخميس، أن اجتماع الوسطاء لإنهاء الحرب على قطاع غزة ما زال مستمرًا وسيُستأنف اليوم الجمعة.

وقال المتحدث باسم الوزارة، ماجد الأنصاري، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا)، إن: "جهود الوسطاء في دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية مستمرة"، مؤكدًا أن الوسطاء: "عازمون على المضي قدمًا في مساعيهم وصولًا إلى وقف لإطلاق النار في القطاع يتم خلاله إطلاق سراح الرهائن ودخول أكبر قدر ممكن من المساعدات الإنسانية إلى غزة". 

مع كل جولة مفاوضات جديدة، تصعّد "إسرائيل" من عدوانها على قطاع غزة بهدف الضغط على حركة "حماس" لتقديم المزيد من التنازلات

وأشار في حديثه إلى البيان الصادر في 8 آب/أغسطس الجاري عن قادة دولة قطر وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأميركية، الداعي لوضع حد للمعاناة المستمرة منذ أمد بعيد لسكان قطاع غزة، وكذلك للرهائن وعائلاتهم، وإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، استنادًا إلى المبادئ التي طرحها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 أيار/مايو الفائت، ودعمها قرار مجلس الأمن رقم 2735.

وكانت وكالة "رويترز" قد نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن الوسطاء اختتموا يومًا بنّاءً من المناقشات بشأن قطاع غزة، مؤكدًا أن المحادثات ستتواصل اليوم الجمعة. فيما ذكر موقع "أكسيوس"، نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أن هناك بعض التقدم قد تحقق بشأن المفاوضات أمس الخميس. 

تصعيد ومزيد من الشهداء والجرحى

واعتادت دولة الاحتلال، مع كل جولة مفاوضات جديدة، تصعيد عدوانها ضد قطاع غزة وتكثيف استهداف البنية التحتية، أو ما تبقى منها، والمدنيين العُزّل بهدف الضغط على "حماس" لتقديم المزيد من التنازلات في المفاوضات. 

واستُشهد 6 فلسطينيين، وأُصيب آخرون، في قصف استهدف منزلًا لعائلة "قديح" بمنطقة الدرج بالقرب من ساحة الشوا وسط مدينة غزة. فيما قصفت قوات الاحتلال حي الزيتون، جنوب شرق المدينة، بقذائف المدفعية. 

وأفادت وسائل إعلام محلية بارتقاء 20 شهيدًا على الأقل إثر القصف الذي تعرضت له محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، حيث نسفت قوات الاحتلال عدة مبانٍ سكنية في بلدة القرارة، وشنت طائراته عدة غارات طالت السطر الشرقي في خانيونس، وبلدة القرارة شمال المدينة. 

وقال مراسل "التلفزيون العربي" إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أصدر، اليوم الجمعة، أوامر إخلاء جديدة شمال خانيونس، جنوب القطاع، وشرق مدينة دير البلد، في المنطقة الوسطى. 

وتفاقم أوامر الإخلاء المتكررة معاناة أهالي القطاع، وتضعهم أمام تحديات متزايدة في ظل عدم وجود أي مكان آمن يمكنهم النزوح إليه، سيما أن أماكن النزوح ومراكز الإيواء أصبحت مؤخرًا هدفًا ثابتًا لجيش الاحتلال.

ويواجه الأهالي، مع كل موجة نزوح جديدة، تحديات يومية تتعلق بالمأوى وغياب أدنى مقومات الحياة، خاصةً مياه الشرب وخدمات الصرف الصحي، عدا عن صعوبة وصول المساعدات الإغاثية والحصول على الخدمات الصحية. 

واستشهد شاب برصاص طائرة مسيّرة "كواد كابتر" بالقرب من مسجد الدعوة شرق مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث استشهد أيضًا 5 أشخاص في قصف استهدف منزلًا شمال المخيم، فيما ارتقى شهيد جراء غارة طالت مدخل بلدة الزوايدة. 

وشنت طائرات الاحتلال غارة على مخيم البريج وسط القطاع، وأخرى على أرض المفتي شمال مخيم النصيرات، فيما قصفت المدفعية محيط مسجد الحسنات ومدارس "الأونروا" في المخيم نفسه. 

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، أمس الخميس، وصول عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إلى 40.005 شهداء و92.401 مصاب معظمهم من الأطفال والنساء.

وقالت الوزارة، في تقريرها الإحصائي اليومي، إن قوات الاحتلال ارتكبت، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر بحق المدنيين في القطاع، وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيدًا و107 مصابين، فيما لا يزال هناك عدد من الضحايا إما تحت الركام أو في الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

وفي سياق متصل، اعتبر مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمس الخميس، أن وصول عدد ضحايا الحرب المتواصلة على غزة إلى 40 ألفًا يمثّل "علامة فارقة قاتمة للعالم"، مشيرًا إلى أن هذا الوضع الذي لا يمكن تصوره يعود بشكل كبير إلى الفشل المتكرر من الجيش الإسرائيلي في الامتثال لقواعد الحرب. 

وأشار تورك، في بيان صحفي، إلى أن نحو 130 شخصًا قُتلو، بحسب تعبيره، كل يوم في غزة على مدى الأشهر العشرة الماضية، وأن نطاق تدمير الجيش الإسرائيلي للمنازل والمستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، يثير الصدمة بشكل كبير. 

وأضاف المسؤول الأممي أنه: "فيما يتفكر العالم وينظر في عجزه عن وقف هذه المذبحة، أحث كل الأطراف على الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار وإلقاء أسلحتها ووقف القتل إلى الأبد".