20-أغسطس-2024
فلسطيني في مخيم المغازي وسط قطاع غزة

(AP) تفاقم أوامر الإخلاء الإسرائيلية المتكررة معاناة الغزيين

في اليوم الـ319 من العدوان، واصلت آلة الحرب الإسرائيلية استهداف المدنيين في غزة، وتدمير ما تبقى من بنية تحتية، إضافةً إلى الاستمرار في منع إدخال المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية والوقود، وسط تعثّر جديد لمفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في القطاع، وإعلان جيش الاحتلال انتشال 6 جثث لمحتجزين إسرائيليين من نفق في خانيونس. 

وقصفت مدفعية الاحتلال، خلال الساعات القليلة الماضية، مدينة دير البلح وسط قطاع غزة. كما شنّت طائراته الحربية غارة استهدفت منزلًا مأهولًا لعائلة "أبو زيد" بمخيم البريج، ما أسفر عن استشهاد 5 أشخاص، وإصابة آخرين.

وتعرضت المنطقة الشمالية من مخيم النصيرات لقصف مدفعي، فيما ارتقى شهيد وأُصيب آخرون، جراء قصف طائرات الاستطلاع محيط منطقة الجعفراوي شرق دير البلح. 

طالبت وزارة الصحة في قطاع غزة بتوفير ظروف آمنة ووقف لإطلاق النار من أجل تنفيذ حملة مكافحة مرض شلل الأطفال

وكثّفت قوات الاحتلال من قصفها على جنوب قطاع غزة واستهدافها للنازحين، إذ أطلقت آلياتها النيران على خيامهم بشارع الطينة ببلدة القرارة، ما أدى إلى اندلاع حريق في الخيام. كما أُصيب عدد من النازحين برصاص دبابات الاحتلال التي هاجمت أطراف منطقة مواصي القرارة، شمال غرب خانيونس. 

وتوغلت آليات الاحتلال باتجاه خيام النازحين بمنطقة الشاكوش بمواصي رفح، حيث انتشلت طواقم الإسعاف شهيدين نتيجة القصف الصهيوني. وأطلقت الدبابات نيرانها باتجاه محيط دوار العلم غرب المدينة، حيث نُسفت أيضًا عدة مبانٍ سكنية.

وقصفت قوات الاحتلال أيضًا حي تل الهوا، جنوب غرب مدينة غزة، بالقذائف المدفعية. وذلك تزامنًا مع قصف المناطق الشرقية لمخيم جباليا شمال القطاع. 

وأفادت وسائل إعلام محلية باستشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال على وسط وجنوب قطاع غزة منذ فجر اليوم. وارتفع عدد ضحايا العدوان المتواصل على غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الفائت، إلى 40.139 شهيدًا و92.743 مصابًا وفقًا لآخر إحصائية صادرة وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع. 

وارتكبت قوات الاحتلال، خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وبحسب الوزارة، 3 مجازر وصل من ضحاياها إلى المستشفيات 40 شهيدًا و134 مصابًا، ولا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الركام أو في الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. 

وفي سياق متصل، قالت وزارة الصحة، صباح اليوم الثلاثاء، إنها لا تزال: "بانتظار وصول التطعيمات الخاصة بحملة مكافحة مرض شلل الأطفال"، مضيفةً: "لكي نصل لكل طفل نحتاج إلى ظروف آمنة، وهذا يتطلب وقف لإطلاق النار خلال فترة تنفيذ الحملة".

أوامر الإخلاء تفاقم الأزمة الإنسانية

وتواصل المنظمات الأممية التحذير من تداعيات موجات النزوح المتكررة جراء أوامر الإخلاء الإسرائيلية. وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، تهدِّد موجات النزوح المتكررة، وظروف الاكتظاظ، وانعدام الأمن، وانهيار البنية التحتية، إضافةً إلى استمرار القصف ومحدودية الخدمات؛ بمزيد من التدهور في الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. 

وأوضح المكتب أن أمر الإخلاء الإسرائيلي الأخير، الصادر قبل يوم أمس السبت، قد أثّر على نحو 13.500 نازح في 18 موقعًا  بينها مخيم المغازي، بأكمله، وعدة أحياء في مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة. 

وأشار المكتب إلى أن استمرار القصف وأوامر الإخلاء المتكررة، وكذلك النقص الحاد في المواد الضرورية، يفاقم من صعوبة حصول النازحين على الخدمات الأساسية في المواقع التي يصلون إليها، لافتًا إلى أن 86 بالمئة من مساحة قطاع غزة أصبحت، منذ تشرين الأول/أكتوبر 2023، تحت أوامر الإخلاء. 

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة قد أكد أن النقص الحاد في الوقود، الذي تمنع قوات الاحتلال إدخاله إلى القطاع، بالإضافة إلى المساعدات الغذائية والمستلزمات الطبية؛ يجبر المستشفيات على تأجيل العمليات الجراحية الضرورية، ويهدد بإيقاف عمل سيارات الإسعاف، خاصةً في محافظة شمال قطاع غزة التي تشهد أوضاعًا إنسانية كارثية.

الجبهة الشمالية

وتشهد الجبهة الشمالية، على الحدود بين لبنان وفلسطين، توترات متصاعدة بين "حزب الله" و"إسرائيل" تُشير إلى أن الأيام القادمة ستشهد مزيدًا من المواجهات بين الطرفين، خاصةً بعد استدعاء جيش الاحتلال جنود الاحتياط. 

وأصدر وزير أمن الاحتلال، يوآف غالانت، أمس الإثنين، بيانًا أعلن فيه استدعاء جنود الاحتياط ممن لا يزالون في سن الخدمة العسكرية. وجاء البيان عقب بيان آخر صدر عن المتحدث باسم جيش الاحتلال، قال فيه إن هيئة الأركان العامة في الجيش عقدت أمس الإثنين ما أسماه "يومًا عملياتيًا شاملًا" للاستعداد على جبهة الشمال. 

وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، عن إطلاق نحو 40 صاروخًا من جنوب لبنان باتجاه سهل الحولة وأورطال شمالي الجولان المحتل، وفق القناة الـ12 الإسرائيلية. 

وأشارت مراسلة "التلفزيون العربي" إلى أن صفارات الإنذار دوّت، صباح اليوم الثلاثاء، في مستوطنتي كاتسرين وأورطال شمالية الجولان السوري المحتل، فيما نشر "حزب الله" مشاهد مصورة من استهداف ثكنة "زرعيت" الإسرائيلية على الحدود الجنوبية للبنان. 

وأعلن الحزب قصفه مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح، ومقر فوج المدفعية ولواء المدرعات التابع للفرقة 210 في ثكنة يردن، ردًا على قصف الاحتلال منطقة البقاع، شرقي لبنان، الليلة الماضية. 

ويأتي تبادل القصف بين الطرفين في ظل استمرار حالة الترقب للرد الإيراني المحتمل على اغتيال "إسرائيل" رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، في طهران. ورد "حزب الله" على اغتيال القيادي العسكري البارز فؤاد شكر، بالضاحية الجنوبية لبيروت.