03-سبتمبر-2024
اليوم 333

فلسطينيان يجلسان على أنقاض منزلهما في خانيونس (رويترز)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ333 تواليًا، وذلك بالتزامن مع استمرار الاجتياح البري لمحافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة، التي تشهد تصعيدًا عسكريًا لليوم السابع على التوالي.

وفي التفاصيل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" باستشهاد فلسطينيين، بينهما طفل، في قصف لجيش الاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين شمال غرب مدينة خانيونس، نقلا إلى مستشفى ناصر في المدينة، كما تعرضت المنطقة ذاتها للقصف من الطيران المروحي.

وقصفت طائرات الاحتلال الحربية منزلًا في محيط مفرق الشهداء بمخيم البريج وسط القطاع، كما أطلقت آلياته العسكرية النار شرق المخيم. وفي وسط القطاع، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها تجاه محيط تبة النويري وأرض أبو معلا غرب مخيم النصيرات، ومحيط شركة الكهرباء شمال المخيم.

يواصل جيش الاحتلال قصفه العشوائي لقطاع غزة لليوم الـ333 على التوالي، وذلك تزامنًا مع استمرار الاجتياح البري لمحافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة

ونسف جيش الاحتلال عدة مبان سكنية جنوب حي الزيتون في مدينة غزة، كما استهدفت طائراته منزلًا اشتعلت النيران فيه دون إصابات بصفوف المواطنين في شارع النفق شرق المدينة.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 40.786 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 94.224 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

وقال المتحدث الرسمي باسم "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أبو عبيدة، في بيان أمس الاثنين، إن: "(بنيامين) نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوة على تعمدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر".

وأضاف البيان أن: "إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلًا من إبرام صفقة سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء".

وأشار أبو عبيدة في البيان إلى أن: "تعليمات جديدة صدرت للمكلفين بحراسة (المحتجزين) الأسرى بخصوص التعامل معهم في حال اقترب منهم الجيش من مكان احتجازهم"، دون أن يخوض في المزيد من التفاصيل، أو يذكر طبيعة التعليمات.

اقتحام جامعة بيرزيت

وفي الضفة الغربية المحتلة، أفاد موقع "العربي الجديد" بانسحاب قوات الاحتلال من قرية مثلث الشهداء الواقعة جنوب جنين، بعد أن نفذت عمليات دهم وتفتيش واسعة النطاق، تخللتها تحقيقات ميدانية مع السكان، واعتقال فلسطيني للضغط على شقيقه لتسليم نفسه لقوات الاحتلال.

كما اقتحمت قوات الاحتلال مخيم بلاطة شرقي نابلس، فيما أفادت مصادر محلية بأن عدة آليات عسكرية ترافقها جرافة، اقتحمت المخيم، وسط إطلاق الرصاص الحي، وقنابل الغاز والصوت، في وقت اندلعت فيه مواجهات في شارع السوق داخل المخيم.

وبينما تحاصر قوات الاحتلال منزلًا في بلدة الشهداء جنوب جنين، أرسل جيش الاحتلال تعزيزات جديدة إلى مدينة جنين،واقتحمت قوات كبيرة منه، برفقة خمس جرافات، بلدة الزاوية غربي سلفيت، شمالي الضفة الغربية.

إلى ذلك، قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الاحتلال يواصل حصاره للمستشفيات في طولكرم، ويفرض حصارًا مشددًا على مخيم طولكرم، ويعمل على تدمير البنية التحتية والمنازل.

وقالت "وفا" إن قوات الاحتلال اقتحمت، اليوم الثلاثاء، حرم جامعة بيرزيت شمال رام الله، مشيرةً إلى أن جنود الاحتلال عاثوا خرابًا في ممتلكات الحركة الطلابية، واستولوا على العديد من الممتلكات والمطبوعات الخاصة بالأنشطة الطلابية.

وذكرت "وفا" أن مواجهات اندلعت مع جيش الاحتلال، ليل الاثنين - الثلاثاء، في قرية حوسان، غرب بيت لحم، جنوبي الضفة، فيما أفاد مدير مجلس قروي حوسان، رامي حمامرة، بأن المواجهات تركزت في منطقة المطينة عند المدخل الشرقي للقرية على الشارع الرئيس، أطلقت خلالها قوات الاحتلال الرصاص الحي وقنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع، دون أن يبلغ عن إصابات.

واعتبرت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيان صادر عنها أن: "التصعيد الخطير للاعتداءات والاجتياحات والحصار الذي يجري في مختلف محافظات الضفة الغربية، وحملة الاحتلال الخاصة ضد مدن ومخيمات وقرى الضفة بما فيها القدس، تتكامل مع مواصلة الإبادة الجماعية في قطاع غزة".

وأضافت اللجنة التنفيذية في بيانها أن الحملة الإسرائيلية: "يوجهها هدف واحد هو إرهاب شعبنا والتنكر لحقوقه الوطنية المشروعة في استقلال دولته الفلسطينية وحقوقه المشروعة في العودة".

وشدد البيان على أن التصعيد الأخير هو "محاولة مسعورة باتجاه تهجير شعبنا وفرض واقع التطهير العرقي"، مشيرًا إلى أنها: "مؤامرة ستفشلها وحدة وصلابة ووعي شعبنا في التمسك والثبات على أرضه وفي مواجهته الموحّدة للاحتلال".

وقررت اللجنة التنفيذية: "التحرك على المستويات كافة، بدءًا بتعزيز حالة الوحدة الكفاحية الشعبية في القرى والمخيمات والمدن في التصدي للاحتلال، والدعوة لتشكيل وتعزيز اللجان الشعبية، بالإضافة إلى التحرك السياسي والدولي على المستويات كافة لمواجهة مخططات الاحتلال".

"العنف الإبادي" يتجاوز غزة

إنسانيًا، قالت مقررة الأمم المتحدة الخاصة في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، إن: "العنف الإبادي الذي ترتكبه إسرائيل قد يتجاوز غزة ويمتد إلى جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة"، مضيفةً أن: "الفصل العنصري الإسرائيلي يستهدف غزة والضفة الغربية، في إطار عملية شاملة للتصفية والإحلال والتوسع".

واعتبرت ألبانيز أن: "الإفلات من العقاب الممنوح لإسرائيل منذ فترة طويلة أتاح نزع الطابع الفلسطيني" عن الأراضي المحتلة، مشيرةً إلى أن الإفلات من العقاب: "جعل الفلسطينيين تحت رحمة القوى التي تسعى إلى القضاء عليهم كمجموعة وطنية".

ودعت ألبانيز المجتمع الدولي إلى: "بذل كل ما في وسعه لوضع حد فوري لخطر الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني"، وشددت على: "وضع حد لاستيطان الأراضي الفلسطينية من قبل إسرائيل".

إلى ذلك، قال منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند، إن حجم الدمار هائل في قطاع غزة والاحتياجات الإنسانية هائلة ومتزايدة، وإن المدنيين يستمرون في تحمل وطأة هذا الصراع.

وأضاف وينسلاند في بيان أنه التقى خلال زيارته لقطاع غزة برؤساء وكالات الأمم المتحدة والموظفين الذين يعملون بلا كلل في ظروف صعبة للغاية، مؤكدًا أن "التزامهم وشجاعتهم في تقديم الدعم الحاسم لمن هم في حاجة إليه أمر جدير بالثناء حقًا".

وأشار وينسلاند إلى أنه زار كذلك مركزًا للتطعيم ضد شلل الأطفال، مضيفًا أن ظهور (شلل الأطفال) مرة أخرى يمثل تهديدًا آخر للأطفال في قطاع غزة، مؤكدًا أن كل يوم يمر يعرض المزيد من الأرواح للخطر، ومكررًا في الوقت نفسه دعوته إلى وقف إطلاق نار إنساني فوري .