06-سبتمبر-2024
اليوم الـ336

خلف اجتياح الاحتلال للضفة الغربية دمارًا كبيرًا في البنية التحتية (رويترز)

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ336 على التوالي حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة منذ 11 شهرًا، باستهدافه المباني السكنية، ومخيمات النازحين، فيما أعلن، اليوم الجمعة، انسحابه من مدينتي جنين وطولكرم في الضفة الغربية المحتلة مخلفًا دمارًا كبيرًا في البنية التحتية.

وفي التفاصيل، استشهدت فلسطينية وابنتها، وفُقدَ عدد من الفلسطينيين تحت الركام جراء قصف الاحتلال منزلًا في حي تل الهوا، جنوب غربي مدينة غزة، في الوقت الذي نسف جيش الاحتلال مربعات سكنية شمال غرب مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وجددت قوات الاحتلال قصفها المدفعي على مخيم المغازي وسط قطاع غزة، بالإضافة إلى نسف الاحتلال مباني سكنية جنوبي الكلية الجامعية، جنوب غربي مدينة غزة، كما استهدف قصف مدفعي لجيش الاحتلال شمالي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ336 على التوالي حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على قطاع غزة منذ 11 شهرًا، باستهدافه المباني السكنية، ومخيمات النازحين

وقال موقع "العربي الجديد" إن ستة فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي طاول منزلًا سكنيًا في حي الزيتون، جنوب شرقي مدينة غزة، فيما سمع دوي انفجارات ضخمة في مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة.

وشنت طائرات الاحتلال غارة على محيط "مفترق دولة" في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، بينما أصيب فلسطينيون في قصف إسرائيلي استهدف وسط مدينة خانيونس، وفق ما أفادت وسائل إعلان فلسطينية.

وارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 40878 فلسطيني وفلسطينية، فضلًا عن إصابة 94454 آخرين، وذلك في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.

الاحتلال ينسحب من جنين وطولكرم

وفي الضفة الغربية، انسحب جيش الاحتلال، اليوم الجمعة، من مدينتي طولكرم وجنين شمال الضفة الغربية بعد عملية عسكرية استمرت نحو عشرة أيام، ما أسفر عن سقوط 39 شهيدًا.

وقال شهود عيان لوكالة "الأناضول" التركية، إن جيش الاحتلال انسحب من مدينة طولكرم ومخيمها، بعد ساعات من انسحابه من مدينة جنين ومخيمها، وأشاروا إلى أن الانسحاب كشف عن دمار كبير في البنية التحتية والمنازل.

وأضاف الشهود، أن جرافات عسكرية إسرائيلية دمرت شوارع رئيسية ونبشت شبكات المياه والصرف الصحي، واقتلعت أعمدة كهرباء وهدمت منازل ودمرت مركبات، ونقل عن الشهود أن طواقم الهلال الأحمر دخلت لمخيم جنين برفقة مجموعة من الأهالي.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ عملية اجتياح واسعة شمال الضفة طالت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة في 28 آب/أغسطس الماضي، ومنذ ذلك التاريخ، يقوم الجيش باقتحامات وانسحابات متكررة في محافظتي طولكرم وطوباس، ينفذ خلالها عمليات اعتقالات في صفوف الفلسطينيين.

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أمس الخميس، في تدوينة على حسابها عبر منصة "إكس" إنه: "مع استمرار الحرب في غزة تتزايد أعمال العنف والدمار في الضفة الغربية كل ساعة، وهذا أمر غير مقبول ويجب أن يتوقف الآن".

وأضافت الوكالة في تدوينتها أن "الأسبوع الماضي هو الأكثر دموية للمدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث قُتل العديد من الأشخاص، بينهم سبعة أطفال".

وذكرت وكالة "رويترز" أن الهجوم الذي استمر لعشرة أيام خلف منازلًا محترقة، وأخرى لحقت بها أضرارًا في جنين، وطرقًا جرفتها الجرارات المدرعة بطول 20 كم، مضيفة أن خدمات المياه والكهرباء تعطلت.

وأشارت الوكالة إلى صدور أوامر لآلاف الأشخاص بمغادرة منازلهم في أجزاء من المدينة، فيما أكدت وزارة الصحة أن سيارات الإسعاف واجهت مشاكل في المرور عبر الحواجز الإسرائيلية حول المستشفى الرئيسي في المدينة.

وبلغ عدد الشهداء منذ بدء اجتياح الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية في الـ28 من آب/أغسطس الماضي 39 شهيدًا ونحو 145 مصابًا، بينما وصل عدد الشهداء في الضفة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي إلى 691 شهيدًا، ونحو 5700 جريح.

انخفاض 35 بالمئة في توزيع الغذاء 

إنسانيًا، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أمس الخميس، إن "إسرائيل، القوة المحتلة في غزة، ملزمة بتمكيننا من القيام بواجبنا"، مشيرًا إلى أنه فيما يخص تولي الاحتلال الإسرائيلي توزيع المساعدات الغذائية على النازحين في غزة "لم يتم التواصل مع الأمم المتحدة أو مشاركة خطة بهذا الشأن".

وأوضح المتحدث الأممي أن الاحتلال الإسرائيلي طرح هذه الفكرة في السابق، لكن دوجاريك أكد أن "الأونروا العمود الفقري والقلب والرئة والذراع لتوزيع المساعدات الصحية والغذائية والإنسانية في غزة".

ووصف دوجاريك، الوضع الإنساني في غزة بأنه "يفوق الرهيب"، مشيرًا إلى وجود انخفاضٍ بـ35 بالمئة في توزيع الغذاء مقارنة بشهر تموز/يوليو الماضي، ولفت إلى أن السبب الرئيسي لذلك "أوامر الإخلاء" الإسرائيلية التي تصدر بين فترة وأخرى.

إلى ذلك، قالت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة عبر قناتها على منصة "تليغرام"، إن الفرق الطبية تمكنت من تطعيم 161.188 طفل في اليوم الاول من المرحلة الثانية من حملة التطعيم الطارئة ضد شلل الاطفال في محافظات جنوب القطاع.

التوافق على 90 بالمئة من اتفاق وقف إطلاق النار

دبلوماسيًا، أكد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في إفادة صحافية، أمس الخميس، أنه جرى التوافق على نحو 90 بالمئة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه أشار إلى أن هناك قضايا بالغة الأهمية لا تزال عالقة، بما في ذلك قضية ما يسمى بمحور فيلادلفيا على الطرف الجنوبي لقطاع غزة على الحدود مع مصر.

وأضاف بلينكن "أتوقع في الأيام المقبلة أن ننقل لإسرائيل وأن ينقلا (قطر ومصر) لحماس أفكارنا، نحن الثلاثة، بشأن كيفية الحل"، موضحًا "أنه إذا تمكنا من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، فيمكننا المضي قدمًا على مسار التطبيع"، في إشارة إلى إبرام اتفاقية التطبيع المحتملة بين السعودية و"إسرائيل".

وفي السياق، قالت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون"، أمس الخميس، إننا "نعمل عن كثب على صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تتضمن قوات لحفظ السلام، دون مشاركة القوات الأميركية".

وأوضحت المتحدثة باسم البنتاغون، سابرينا سينغ، في مؤتمر صحافي، أن الولايات المتحدة "تعمل عن كثب على صفقة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة"، ورجحت أن "الصفقة ستتضمن قوات لحفظ السلام، دون مشاركة القوات الأميركية".

من جانبه، نفى رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس الخميس، في حديث لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، التقارير التي تفيد بأن المفاوضين اقتربوا من الاتفاق على صفقة بشأن وقف إطلاق النار في غزة، مؤكدًا أن: "هذا غير دقيق على الإطلاق. هناك قصة أو رواية تدور حول وجود صفقة.. إنها مجرد رواية كاذبة".

وأضاف نتنياهو زاعمًا: "إنها (حماس) لا يوافقون على أي شيء: لا على ممر فيلادلفيا، ولا على مفاتيح تبادل الرهائن بالإرهابيين المسجونين، ولا على أي شيء"، مدعيًا أن "حماس ترفض باستمرار التوصل إلى اتفاق".

في المقابل، قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، خليل الحية، في مؤتمر صحافي، أمس الخميس، إن الحركة ليست بحاجة إلى مقترحات جديدة بشأن وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى، بل إلزام الاحتلال بتنفيذ ما جرى التوافق عليه.

وأضاف الحية مشيراً إلى أن "العالم وصل إلى قناعة حول الطرف المعطل للمفاوضات، الذي يسعى لإفشال التوصل إلى اتفاق، عبر ارتكاب الجرائم ووضع شروط جديدة"، مجددًا تأكيد تمسك الحركة بما جرى التوافق عليه في الثاني من تموز/يوليو الماضي، بعد إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، في نهاية أيار/مايو الماضي مقترحًا لوقف إطلاق النار، وقرار مجلس الأمن رقم 2735.