08-سبتمبر-2024
تهجير سكان مدينة غزة

(AFP) تخطط دولة الاحتلال الإسرائيلي لتهجير 300 ألف من سكان شمال غزة

يدرس جيش الاحتلال الإسرائيلي خطةً لتهجير ما تبقى من سكان شمال غزة، والهدف الإسرائيلي المعلن من وراء مشروع التهجير، حسب مصادر تحدثت لصحيفة يديعوت أحرنوت، هو تضييق الخناق على المقاومة هناك ودفعها لمواجهة خيار الموت أو الاستسلام. لكنّ ثمّة مخاوف حقيقية من أن يكون هذا الهدف مجرد تعميةٍ على هدفٍ استراتيجي آخر وهو إخلاء شمال غزة من السكان نهائيًا.

يشار إلى أنّه ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة، في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، قام الاحتلال الإسرائيلي بتهجير نحو مليون فلسطيني من شمال القطاع إلى جنوبه، وتعدّ قضية عودة هؤلاء المهجّرين قسرًا إلى مساكنهم إحدى النقاط المحورية والخلافية على طاولة مفاوضات ومباحثات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل.

المرحلة الرابعة من خطة الاحتلال: استكمال التهجير في شمال غزة

قال المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرنوت، إيتمار آيخنر، إنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عقد نهاية الأسبوع الجاري جلسة نقاش استراتيجي وعصفٍ ذهني مع مسؤولين بالجيش من أجل تحقيق تقدمٍ في الحرب على غزة، وذلك في ظل استمرار تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى.

تقوم المرحلة الرابعة من عمليات جيش الاحتلال الإسرائيلي أساسًا على طرد السكان من شمال قطاع غزة 

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، ناقش الحضور "صفقة تبادل الأسرى، وعوامل الضغط التي تهتم إسرائيل بتوظيفها من أجل تحقيق أفضل المكاسب وزيادة الضغط على حماس، وفرض ثمنٍ عليها بسبب موت الرهائن الستة الذين كانوا بحوزتها الأيام الماضية، بما في ذلك زيادة حدة وكثافة الهجمات ضدها على اعتبار أن ذلك ربما سيعيدها إلى طاولة المفاوضات".

وأكّدت يديعوت أحرنوت أنّ النقاش أثار احتمال أن "يُضطر" الجيش إلى إعداد المرحلة الرابعة من خطته ذات المراحل الثلاث في غزة، إذ تركز المرحلة الحالية (الثالثة) من القتال على الغارات المتكررة على مقاتلي حماس والبنية التحتية لها، ويجري الآن النظر في مرحلةٍ أخرى (الرابعة)، وهي أساسًا طرد السكان من شمال قطاع غزة ومن ثم محاصرة المقاتلين.

وتذكّر هذه المرحلة الرابعة، حسب يديعوت أحرنوت، بالاقتراح الذي كشف عنه العشرات من كبار ضباط الاحتياط، بقيادة اللواء احتياط غيورا آيلاند (الرئيس السابق للمجلس الأمني) هذا الأسبوع والذي سُمي "خطة الجنرالات"، إذ دعوا إلى " تحويل المنطقة بأكملها من شمال ممر نتساريم، أي مدينة غزة وجميع أحيائها إلى منطقة عسكرية مغلقة".

وبعبارة أخرى، فإن جميع السكان في المنطقة، الذين يقدر عددهم بحوالي 300 ألف شخص وفقًا للجيش الإسرائيلي "سيضطرون إلى المغادرة فورًا عبر الممرات الآمنة التي يحددها الجيش".

ووفقًا لهذه الخطة، "يتم إعطاء مهلة أسبوع للفلسطينيين لإخلاء مساكنهم بعد فرض حصارٍ عسكري كامل على المنطقة، حيث سيؤدي ذلك إلى ترك خيارين للمقاتلين: إما الموت أو الاستسلام"، حسب تعبير الصحيفة الإسرائيلية.

ويدّعي المبادرون للخطة أنها "تمْتثل لقواعد القانون الدولي، لأنها تسمح للسكان بإخلاء منطقة القتال قبل فرض الحصار".

الجبهة الشمالية في حسابات الإسرائيليين

تطرقت النقاشات الإسرائيلية أيضًا إلى الجبهة الشمالية ومسألة اليوم التالي في غزة، والاتصالات التي تقوم بها إسرائيل مع دول عربية وغير عربية بهذا الشأن.

وبالنظر إلى الطريق المسدود الذي وصلت إليه المفاوضات، فثمّة قلقٌ في إسرائيل من التصعيد على عدة جبهات.

وتتجه أنظار مؤسسة الحرب باستمرار نحو الشمال، حسب يديعوت أحرنوت، حيث زار رئيس أركان الجيش هرتسي هاليفي يوم الجمعة الحدود مع سوريا بمرتفعات الجولان، وقال هاليفي إنّ الجيش يركز بقوّة على محاربة حزب الله اللبناني.