14-أغسطس-2024
جبهة الشمال

(Getty) جنود إسرائيليون يبحثون عن مسيّرتين أُطلقتا تجاه الشمال

كشفت تقارير عبرية أن جيش الاحتلال يعمل على تعزيز قواته بعناصر من وحدات النخبة في شمال الأراضي المحتلة، في ظل المخاوف من تصعيد محتمل مع "حزب الله" اللبناني ردًا على اغتيال القيادي البارز في الحزب، فؤاد شكر. فيما قال تقرير منفصل إن إجمالي الخسائر في قطاعي السياحة والزراعة بلغت أكثر من 1.3 مليار دولار في المنطقة ذاتها.

ومنذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بدأ "حزب الله"، بالاشتراك مع الفصائل الفلسطينية شن عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية لجيش الاحتلال في شمال الأراضي المحتلة، رد عليها الاحتلال بقصف قرى وبلدات الجنوب الواقعة على "الخط الأزرق" الفاصل بين جنوب لبنان، فضلًا عن شنه غارات متفرقة في عمق الأراضي اللبنانية، وصولًا إلى العاصمة بيروت.

ويقول "حزب الله" إن جبهة الجنوب المشتعلة هي "جبهة إسناد" للفصائل الفلسطينية في غزة، ويربط توقف المواجهات على الجبهة الشمالية بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

تعزيزات من وحدات النخبة على الحدود الشمالية

وفي إطار استعدادات الاحتلال الإسرائيلي لرد "حزب الله" المحتمل، قالت صحيفة "معاريف" العبرية إن الجيش الإسرائيلي بدأ العمل على تعزيز قواته بعدد من وحدات النخبة لتكون قوة تدخل سريع في حال اقتحام قوات "الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" المنطقة الحدودية وتوغلها في منطقة الجليل.

يعمل الاحتلال على تعزيز قواته بعدد من وحدات النخبة لتكون قوة تدخل سريع لصد أي توغل في الجليل

وأوضحت الصحيفة أنه: "تمركزت وحدة نخبة من الجيش في إحدى المستوطنات في الجليل، ومن المتوقع أن تكون جاهزة للرد على أي اختراق قد يحدث في المستوطنات القريبة"، مشيرةً إلى أن: "الجيش الإسرائيلي يدرك أن تقليص زمن الاستجابة لقوة التدخل العسكري في حالة وقوع توغل أو حتى احتجاز رهائن هو أمر حاسم".

كما قامت الشرطة والجيش بإنشاء: "سواتر خرسانية، وحواجز حماية، ونقاط إطلاق نار كنظام دفاعي، تحسبًا لاختراق قوات حزب الله للدفاعات الأمامية للجيش في الشمال"، وأضافت الشرطة أنها تقوم: "بتدريب القوات على الوصول إلى مواقع الدفاع كل بضعة أيام، وكل شرطي يعرف المكان الذي يجب أن يصل إليه في حال تم الإبلاغ عن اختراق قوات إلى منطقة الجليل".

ونقلت الصحيفة العبرية أن رئيس بلدية شلومي، غابي نعمن، حذر من قضية الأنفاق التي ربما حفرها "حزب الله" في منطقة الحدود الشمالية، مضيفًا: "نحن لا نعرف مدى انتشارها وأين تنتهي".

الاحتلال يعيد تأهيل مواقع قديمة في الجولان المحتل

إلى ذلك، أفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية بأن جيش الاحتلال يعمل على إجراءات دفاعية جديدة في هضبة الجولان المحتل، مشيرةً إلى أن الاحتلال يأخذ بالاعتبار احتمال توجيه إيران نيرانًا مكثفة نحو أهداف عسكرية في الجولان المحتل، ولذلك اتخذ عدة خطوات استعدادًا لأي سيناريوهات قد تحدث.

ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن أكثر هذه السيناريوهات تطرفًا في حال تدهورت الأمور إلى حرب واسعة، سيكون إطلاق رشقات صاروخية مكثفة من آلاف القذائف والصواريخ نحو الجولان المحتل، إلى جانب محاولة آلاف العناصر الموالية لإيران التوغل في الهضبة.

وزعم الاحتلال أنه رصد إدخال وسائل قتالية إلى المناطق القريبة من حدود المناطق المحتلة في الجولان المحتل، في الوقت الذي يعمل على إعادة تأهيل مواقع عسكرية تتراوح أعمارها من 60 حتى 150 عامًا، والتي تحوّلت إلى مواقع تاريخية قرب الحدود، بما في ذلك إعادة بناء وتأهيل عوائق هندسية مثل قنوات قديمة تعيق اجتياح الدبابات، بحسب ما ذكرت "يديعوت أحرنوت".

وقالت الصحيفة إن الاحتلال يقوم باعتقال كل راعي أغنام: "يقترب من أجل جمع معلومات استخباراتية، أو إطلاق النار على قدمه". كما يوجد الجيش الإسرائيلي في المكان من خلال دبابات وقوات راجلة ومعدات هندسية ثقيلة، ويقيم هضابًا وخنادق.

ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير أن الاحتلال يأخذ بالاعتبار ضمن الخطط الإسرائيلية وجود عوائق طبيعية مثل الأودية، مشيرةً إلى انتشار قوات مدفعية في المنطقة، فضلًا عن إرساله يوميًا إلى منطقة السياج قوات من أجل تأكيد "السيادة الإسرائيلية"، فيما تنتشر فرق حراسة مسلحة في المستوطنات الموجودة في المنطقة.

وقال الضابط إنه: "في أعقاب صدمة السابع من (تشرين الأول) أكتوبر، فإننا نتدرب على مفهوم دفاعي جديد، من قبيل الانتقال من الوضع العادي إلى الطوارئ.. بالاعتماد على القوات القائمة قبل أن تصل قوات التعزيز".

وتأتي التعزيزات العسكرية الأخيرة لجيش الاحتلال على الجبهة الشمالية في سياق المخاوف من تكرار سيناريو عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، والتي أفضت إلى اختراق فصائل المقاومة لحدود قطاع غزة إلى داخل الأراضي المحتلة، المعروفة بـ"الخط الأخضر".

وتعيش "إسرائيل" حالة من التأهب القصوى منذ نحو 15 يومًا، تحسبًا لرد إيراني محتمل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لـ"حماس"، إسماعيل هنية، في طهران، نهاية الشهر الماضي، فضلًا عن توعد "حزب الله" بالرد على اغتيال شكر بغارة جوية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، المعقل الرئيسي للحزب في العاصمة اللبنانية.

خسائر قطاعي السياحة والزراعة أكثر من مليار دولار

وفي سياق متصل، أظهر تقرير إحصائي أعدته "يديعوت أحرنوت" بالاستناد إلى بيانات المقر الوطني للمعلومات، التابع لحكومة الاحتلال، أن خسائر قطاعي السياحة والزراعة بلغت نحو 4.795 مليار شيكل (ما يقرب 1.305 مليار أميركي) في شمال الأراضي المحتلة، منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث بلغت خسارة قطاع السياحة فقط نحو 3 مليارات و795 مليون شيكل (ما يقرب مليار و33 مليون دولار).

وأضافت الصحيفة أن المواجهات العسكرية على الجبهة الشمالية أدت إلى إجلاء 62.480 ألف مستوطن من مناطق الشمال إلى مناطق وسط وجنوب البلاد، حتى 11 آب/أغسطس الجاري، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال تلقت 4378 ألف طلب تعويض عن الأضرار التي لحقت بالمباني والممتلكات في البلدات والمستوطنات الشمالية.

وتابعت الصحيفة مشيرة إلى أن عناصر الإطفاء عملوا على إخماد 790 حريقًا ناجمًا عن سقوط صواريخ وطائرات مسيرة أُطلقت من لبنان، لافتةً إلى أن هذه الحرائق قضت على نحو 158 ألف دونم (الدونم الواحد يساوي 1000 متر مربع) في عموم الشمال، وأن معظم الأضرار وقعت في الجولان السوري المحتل والجليل الأعلى.

وقالت "يديعوت أحرونوت" إن "حزب الله" أطلق اتجاه الأراضي المحتلة أكثر من 7500 صاروخ، بالإضافة إلى ما يزيد عن 200 مسيّرة، منذ الثامن تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مشيرةً إلى أكبر عدد من الصواريخ والمسيرات أطلق اتجاه الأراضي المحتلة كان في تموز/يوليو الماضي.

وأوضحت أنه سجل إطلاق "حزب الله" لـ1091 صاروخًا ومسيّرة في تموز/يوليو، ويليه إطلاق ألف صاروخ ومسيّرة في أيار/مايو الماضي، فيما سجل إطلاق 855 صاروخ ومسيّرة في حزيران/يونيو من العام الجاري، وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى المنحى التصعيدي الذي يشهده شمال الأراضي الفلسطينية.

وكانت الصحيفة العبرية قد ذكرت في تقريرها أن المواجهات في الشمال أدت إلى مقتل 44 شخصًا، بينهم 24 مدنيًا، ومواطنًا هنديًا واحدًا، فيما أصيب خلال المواجهات ذاتها 271 شخصًا، بينهم 130 مدنيًا.