09-أغسطس-2024
الاحتجاجات في كينيا

الاحتجاجات الكينية تؤثر في شباب الدول المجاورة الإفريقية (رويترز)

أكملت احتجاجات الشباب الكيني شهرها الأول دون أن تفقد زخمها رغم عنف قوات الأمن الذي أسقط أزيد من 50 شخصًا. ورغم التنازلات الأخيرة التي قدمتها الحكومة الكينية، وعلى رأسها سحب قانون الضرائب الذي أثار غضب الشباب وإقالة الحكومة، رفع المحتجون في العاصمة نيروبي، أمس الخميس، سقف مطالبهم إلى إسقاط الرئيس وليام روتو .

ومن غير المستبعد أن تنتقل عدوى مظاهرات كينيا المناهضة للحكومة والفساد، والتي انطلقت حزيران/يونيو الماضي، إلى دول أخرى مجاورة وبشكلٍ خاص نيجيريا وأوغندا التي بدأت تتأثر بالفعل.

وبحسب "واشنطن بوست"، نظّم الشباب في أوغندا، تحت تأثير احتجاجات الشباب الكيني، مظاهرات مناهضة للفساد في العاصمة الأوغندية كمبالا قمعتها قوات الأمن بسرعة، واعتقلت من بين المشاركين فيها أكثر من 100 متظاهر.

ليس من المعروف مستوى الضرر الذي قد يلحق بالعلاقات الكينية الغربية في حال أزاحت الاحتجاجات حليفهم وليام روتو

هذا، ومن المتوقع حسب "واشنطن بوست" أن تبدأ عدوى الاحتجاجات الكينية في الانتشار إلى دول أخرى في القارة السمراء، حيث من المتوقع أن تندلع مظاهرات مستوحاة من الاحتجاجات الكينية في نيجيريا.

ولا بد من الإشارة إلى أنّ المتظاهرين في كينيا وخارجها هم من شريحة الشباب، جيل الألفية أو الجيل "زد". ولفتت "واشنطن بوست" إلى أن على الحكومات الإفريقية والغربية الاهتمام بمطالبات هذه الشريحة، خصوصًا أن أكثر من نصف سكان كينيا، و60% من سكان إفريقيا، تقل أعمارهم عن 25 عامًا.

يذكر أنّ الاحتجاجات في كينيا بدأت تنديدًا بمقترحٍ كان سيرفع الضرائب إلى حدٍّ غير محتمل. وفي بداية الاحتجاجات، هاجم المتظاهرون مبنى البرلمان وأحرقوا جزءًا منه، كما حاصروا منازل النواب، وردت الحكومة بشراسة غير مسبوقة، مما أدى إلى مقتل العشرات واختطاف العديد من المتظاهرين من الشوارع ومن منازلهم.

وعلى الرغم من سحب الرئيس مشروع قانون الضرائب وإقالة معظم حكومته، فإن الاحتجاجات ما زالت مستمرة بشعار "يجب أن يرحل روتو" الرئيس الكيني الحالي.

رعاية أميركية لروتو

داهمت الاحتجاجات الكينية الرئيس وليام روتو في وقتٍ حظي فيه، في أيار/مايو الماضي، بحفل عشاءٍ فاخر في البيت الأبيض يعدّ هو الأول لرئيسٍ إفريقي منذ 16 عامًا حسب "واشنطن بوست". وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن حينها أن كينيا "حليفٌ رئيسي خارج الناتو". وفي ذات السياق، عبّر البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عن تفاؤلهما بمستقبل البلاد الاقتصادي.

وأصبح بذلك الرئيس الكيني، حسب الصحيفة الأميركية، الزعيم الإفريقي المفضل لدى الولايات المتحدة. في وقتٍ تبنت فيه جنوب إفريقيا سياسةً خارجيةً معاديةً للغرب ومواليةً لروسيا، ووضعت النيجر رئيسها المنتخب ديمقراطيًا قيد الإقامة الجبرية بعد انقلاب، وفرضت دول أخرى قوانين قاسية ضد المثليين حسب الصحيفة الأميركية.

وأمام الدعم الأميركي، يرى معظم الكينيون، وفق "واشنطن بوست"، أنّ النظام السياسي في البلاد فاسد. وعلى الرغم من أن الرئيس روتو يوصف في الدوائر السياسية بأنه: "سياسيٌ ذكي يجيد التحدث لاستقطاب دعم الغرب، لكنه يفتقر إلى الشعبية في بلاده".

ولم يقتصر الأمر في كينيا على النظام السياسي، بل عبّر الكينيون، في احتجاجاتهم المستمرة، عن غضبهم تجاه المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بجانب الولايات المتحدة لدعمهم الرئيس، قائلين إن البلاد تعاني من الفقر والبطالة وسوء البنية التحتية.

وليس من المعروف مستوى الضرر الذي قد يلحق بالعلاقات الكينية الغربية في حال أزاحت الاحتجاجات حليفهم وليام روتو، وما إذا كانت كينيا قد تلتحق بـ"المحور الإفريقي الروسي".