قالت وكالة "أسوشيتد برس" إن مقطع فيديو وزعته الخدمة الصحفية في الكرملين، اليوم الخميس، أظهر أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى برئيس النظام السوري، بشار الأسد، في الكرملين.
وبحسب ما نقلت الوكالة، فإن بوتين أعرب للأسد خلال الاجتماع عن شعوره بالقلق من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، دون أن يقدّما مزيدًا من التفاصيل حول محادثاتهما.
وقال بوتين خلال الاجتماع مع الأسد: "أنا مهتم جدًا برأيك حول كيفية تطور الوضع في المنطقة ككل"، وأضاف: "للأسف هناك ميل نحو التصعيد، يمكننا أن نرى ذلك. وهذا ينطبق أيضًا بشكل مباشر على سوريا"، مضيفًا أنّه: "بالنسبة لعلاقاتنا التجارية والاقتصادية، ففيها الكثير من المسائل (للمناقشة) أيضًا، وهناك اتجاهات واعدة".
أعرب بوتين خلال اجتماعه مع الأسد عن شعوره بالقلق من تصاعد التوترات في الشرق الأوسط
وأشار الكرملين إلى أن الاجتماع بين بوتين والأسد عُقد، أمس الأربعاء، وكانت آخر مرة استقبل فيها بوتين الأسد في الكرملين في آذار/مارس 2023، بالتزامن مع الذكرى السنوية لاندلاع الاحتجاجات السورية ضد النظام السوري، قبل نحو 12 عامًا.
وقال الأسد لبوتين عبر مترجم روسي: "بالنظر إلى كل الأحداث التي تجري في العالم ككل، وفي المنطقة الأوراسية اليوم، فإن اجتماعنا اليوم يبدو مهمًا للغاية".
وأكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن بوتين والأسد لم يوقعا على أي وثائق عقب مفاوضات الأمس في الكرملين.
وفيما كانت التوقّعات تشير إلى أن بوتين ناقش مع الأسد استعادة العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وأنقرة، فإن مصادر روسية مطلعة على الاجتماع، قالت لموقع "روسيا اليوم": "إن الغاية الجوهرية من اللقاء كانت البحث المعمق في التطورات السياسية والعسكرية الحاصلة في الشرق الأوسط، وما تقتضيه من تبادل للآراء حيال التعامل المشترك مع هذه التطورات".
وأكدت المصادر أنه: "لم يجرِ بحث موضوع اللقاء المحتمل بين الرئيس الأسد ونظيره التركي رجب أردوغان، ولم يطلب الرئيس بوتين من الأسد اللقاء بأردوغان"، مشيرةً إلى أن بوتين: "على اطلاع تام مسبق على موقف الأسد حيال العلاقة مع تركيا".
وكانت تركيا قد قطعت العلاقات الدبلوماسية مع سوريا في عام 2011 مع تصاعد الاحتجاجات المناهضة للنظام السوري، في رد منها على حملة القمع العنيفة والممنهجة التي شنتها قوات النظام ضد المتظاهرين في مختلف أنحاء المدن السورية.
ونظم أول لقاء على مستوى وزراء دفاع روسيا وتركيا وسوريا في كانون الأول/ديسمبر 2022، وكان هذا أول اجتماع وزاري بين تركيا وسوريا منذ عام 2011، وعادت روسيا للتوسط مرة ثانية لتنظيم اجتماعات بين مسؤولين سوريين وأتراك العام الماضي.
وأعرب الأسد وأردوغان عن اهتمامهما باستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وقالت صحيفة تركية، الأسبوع الماضي، إن أردوغان سيلتقي الأسد في موسكو في آب/أغسطس، لكن مسؤولين أتراك قالوا إن التقرير "لا يعكس الحقيقة"، على أرض الواقع.
وكان الأسد قد شدد في حديثه للصحفيين، منتصف الشهر الجاري، على أنه من أجل عودة العلاقات إلى طبيعتها، يجب على تركيا الانسحاب من شمال سوريا، والتوقف عن دعم الجماعات "الإرهابية"، في إشارة إلى المعارضة السورية التي تستضيفها أنقرة على أراضيها، ودعمها لفصائل المعارضة المسلحة في شمال سوريا.